TOP

جريدة المدى > عام > القرعاء ومطران ومكبث

القرعاء ومطران ومكبث

نشر في: 18 نوفمبر, 2018: 06:05 م

صلاح نيازي

لم أتعظْ ببيضة مارك توين،" الفاسدة، "فأكلت" المقابلة التي أجراها صديق، جملة جملة وكأني "ناقف حنظلِ"
كُتبتِ المقابلة بأسلوب زمّيري (نسبة إلى سمك الزمّير) وسلّاء نخلة متحشّفة. جارحة حدّ العظم. "حتى أنت يا بروتس!"
قلتُ لأفترص هذه المناسبة وأكتب عن القرعاء وأمّ الشعر. القرعاء تثير الرثاء حقّاً ولكنْ ماذا لو كانت تعرف أنّ شعر أختها مستعار! ترجمة خليل مطران لشيكسبير ذهبت طراءتها وتفتت زئبرها.
ما أكبر الفرق بين هذا "الخلّ الوفي"، وبين صديق ابن المقفع. وصفه أدقّ وصف: "كان لي صديقٌ
رأسُ ما عظّمه في عيني، صِغَرُ الدنيا في عينه".
المقابلة على المقاس. محمّقة، وليس لها آيبة ولا مرجوع. هتْر من الكلام وتهبيش. فيها فَرَطات
وسقطات لا تليق بأحد. قرأت فيها حقداً لا نقداً، قرأت فيها وهما لا علماً. قرأت فيها غلّاً عمداً جمّاً.

نقفتُ الحنظل وربّ الكعبة، رغم ثقتي أن المقابلة، إن هي مُخضتْ، لا تساوي طِقْ. أو كما يقال
ونحن نقول بالعربية ٌ قصْع صؤاب.Splitting hairs بالإنكليزية
في هذه المقابلة، إذا استثنينا أفكارها الديكية المنفوشة، ثيمتان هما أوّلاً: أن ترجمة
خليل مطران لمكبث عن الفرنسية هي أفضل من الترجمات المعاصرة عن اللغة الأمّ الإنكليزية، والثانية، أن صديقي هذا، ولتكنْ كنيته من الآن فصاعداً،"الخل الوفي" ترجم مقطعاً من شيكسبير عن الفرنسية، (نعم عن الفرنسية)، واعتبره:"فتحاً مبيناً"، "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه".
علمي ان ترجمة مطران لمكبث أصبحت من اللقى المتحفية، كما إنها ليست بالأهمية التي نتصورها ولا حتى في زمانها. كانت تعاني منذ ولادتها من ثلاثة تشوهات: أولاً إنها ترجمت عن الفرنسية، وثانيا ان المترجم حذف منها حوالي ثلثها، وثالثاً لغة مطران المتعسرة نفسه، وقد أشار إلى ذلك ميخائيل نعيمة في كتابه النقدي الرائد:"الغربال".
فبعد أن أثبت ميخائيل نعيمة ان خليل مطران كان يترجم عن الفرنسية لا عن الإنكليزية كما أشيع في حينها، يقول:"وإذا صحّ ظنّنا بأنه نقل الرواية عن الفرنسية، كان لومنا أشدّ، إذْ كيف يفوت نبيهاً مثله أنّ شيكسبيرلا يجب أن يُنقَل إلاّ من مصادره الأصلية، وأنّ كل ترجمة مهما دقّتْ تجئ بعيداً عن الأصل ولو قليلاً، فكيف بترجمة الترجمة...أمّا من حيث الدقّة في تأدية المعاني المقصودة فقد عثرنا في الترجمة على مواضع كثيرة أفسد المترجم على المؤلف قصده ونزع من الأصل جماله أو دقّته، إنْ بتصرف صغير أم كبير، أم بعدم فهمه لمرامي المؤلف".
أضف إلى ذلك أنّ عشرات الكتب ومئات الدراسات ظهرت عن مكبث بعد خليل مطران فعمّقت من فهمنا وشحذت تصوراتنا عن المسرحية. يقول C.B. harrison في كتابه المهم: Introducing Shakespeare
(طبع عام 1931):"نُشرت في عام 1904 سلسلة من المحاضرات ألقيت في الأصل بجامعة أكسفورد. عنوان الكتاب " مأساة شيكسبير" من تأليف .A. C. Bradley كان الكتاب تتويجاً لقرن تقريباً من النقد الشيكبيري وهو الأفضل مثالاً، واستمر ذلك النقد طوال القرن التاسع عشر مع لامب، وكولردج...كانت محاضراته سايكولوجية بالجملة... وفي السنة نفسها أي عام 1904 نُشِر المجلّدان الأوّلان من تأليفين أدبيين أحدثا عمليّاً تغييرا أساسياً في نظراتنا العصرية عن شيكسبير ومسرحياته"
هذا بالضبط ما أردت أن أستنتجه. فشيكسبير لا ينتمي إلى عصر بعينه ولكنّه ينتمي لكل العصور، وقد ظهرت في هذا الباب دراسات انتقادية"لا تهتم بشيكسبير في زمانه، أو بالمسرح الأليزابيثي ولكنْ بالمسرحيات كعينات من الشعر المسرحي Dramatic.
لا ريب أن كل عصر يفهم شيكسبير حسب ما يستجدّ من نظريات، وهذه عظمته.
الشئ بالشئ يذكر، تغيرت النظرة إلى مسرحيات شيكسبير، بعد صدور كتاب John w. Cuncliff المعنون:The Influence of Seneca on the Elizabethan Tragedy. ورغم أن المؤلف وجلّ مَنْ جاؤوا بعده كانوا معنيين بإيجاد التشابهات في التأليف بين سنيكا وشيكسبير بوجه خاص. ولكني أرى أن كثيراً من المغاليق النفسية في مسرحية مكبث لا تفتح إلاّ بعد قراءة سنيكا. فريادات شيكسبير في النفس البشرية كان قد استقاها أو تعلمها من سنيكا.
(على أية حال سأفرد مقالة كاملة عن ترجمة خليل مطران لمكبث بأقرب فرصة).
لكنْ لنعد الآن إلى "الخل الوفي" ونرى ما بجعبته من أظانين. لقد ضرب مثلاً بنفسه فقدّم نموذجه(Paragon)الترجمي لشيكسبير عن الفرنسية على أنه أفضل من كلّ ترجمة عربية معاصرة عن الإنكليزية.
المقطع المشار إليه هو حوار مالكولم في المشهد الثاني- الفصل الأوّل. ولكنْ قبل ذلك لا بدّ من شرح موجز لهذا المشهد حتى يتمكن القارئ من متابعة الحوار.
يأتي هذا المشهد،" وهو أصعب مشهد في المسرحية" بعد مشهد الساحرات الثلاث القصير الذي يبدأ،
بالسؤال التالي:
متى نلتقي نحن الثلاث
في الرعد أم في البرق أم في المطر؟"
أيْ في بداية صليل السيوف، أم في وسط المعركة حين تشتجر السيوف وتلتمع، أم في نهايتها حين ينزل المطر أي الدم.
هذه لغة مجازية محلقة ربما رمى الراوية من ورائها إلى رجّ قناعات المشاهد أو القارئ، وتأهيبه لاستقبال اللايقين. لا ننسَ (أن مكبث كان يفتش عن اليقين في اللايقين).
تقول "روما جلْ Roma gill في كتابها "مكبث" إنه" مشهد صغيرلافتتاح المسرحية، ولكنه طويل لإثارة الفضول، ولكنْ ليس لإشباعه..." عيّن شيكسبير في تلك الكلمات القليلة "الحالة النفسية للمسرحية على الرغم من أنّ المعركة لم تبداْ بعد". ويقول John peck : "يخلق شيكسبير جرّاء بدء المسرحية بالساحرات، الجو ّ الذي يريده للمسرحية وهو خلق انطباع عن قوى غامضة ومرعبة ومترصدة تحت سطح الحياة".
كذا إذن تتفق الساحرات الثلاث على اللقاء بعد نهاية المعركة:
-"حين تُربح المعركة وتُخسر".
في هذه الأبيات القليلة أعلاه إنما بذر الراوية أهم جينات مسرحية مكبث: القوى الغيبية عن طريق الساحرات، والدم (وقد ذُ كر أكثر من مائة مرة في المسرحية)، والأصداء، والخسارة والربح. كما أننا نلمس فيه، لمس اليد أهمّ تقنيات التأليف لدى شيكسبير، منها كيفية استعمال الحواس، ما المنظورية في رسم الصور الشعرية، ما دلالات الألوان ولا سيما اللونان الأحمر والأبيض، ما دلالات الأنهار؟ كل ترجمة لا تنتبه إلى هذه التقنيات ما هي إلاّ ترجمة صادمة بحق، وأشبه ما تكون بأرض جافّة قافّة.
ما يتميز به مسرح شيكسبير على وجه الخصوص، هو دقّة توقيت الألفاظ، ودقّة توقيت الحوار. هذا التوقيت مفقود في ترجمة خليل مطران وكذلك في ترجمة صديقي ذي المقابلة المشار إليها أعلاه. يقول ركس غبسون :" لشيكسبير موهبة عظيمة في نحت كلمات جديدة. يتألف معجمه الشخصي من 30000 كلمة ولا يملك الواحد منا إلا حوالي 6000 كلمة".
لا بأس ليكنْ المشهد الثاني- الفصل الأوّل مدخلنا لمقارنة ما ترجمه صديقي " الخلّ الوفي" مع النصّ الأصلي الانكليزي المحكم.
في هذ المشهد ترقٌّب خطير مقلق لسير المعركة التي كان يخوضها مكبث. على نتائجها يتوقف مصير البلد أي: إمّا كسر وإما جبر، وكأن ستقوم قيامة ما. وحتى يعطي شيكسبير أولوية لهذا الترقّب وجسامة، جعل الملك دنكن مع ولديه والحاشية ينتظرون الأنباء، وهم "على رؤوس أصابع أقدامهم،" كما يقال بالانكليزية.
في هذه الأثناء يدخل ضابط مسربل بالدم فعزّ التعرف على هويّته من فرط ما نزف.
منذ الكلمات القليلة الأولى في هذا المشهد نتعرف على ثلاث ثيمات أساسية هي بمثابة بذور سرعان ما تبسق إنْ خيراً أو شرّاً.
الأولى ان المسرحية ابتدأت أوّل ما ابتدأت بسؤال الساحرات:"أين نلتقي نحن الثلاث/ في الرعد أم في البرق أم في المطر؟"، وها أن الملك هو الآخر يبدأ بسؤال:" مَنْ هذا الرجل المسربل بالدماء؟" كذا أصبح الملك بمثابة صدى للساحرات.
البذرة الثانية هي الدم. المعروف أن مسرحية مكبث أعطت للملابس أبعاداً نفسية وسياسية عميقة، فهل أصبح الدم النازف هو ملابس الإنسان الحقيقية؟ سينمو هذا النزيف الدموي يوما بعد يوم فيصبح نهرا يخوض فيه مكبث، ولكنه سينشف في الوجوه الخائفة فتبيضّ، وكأنها تعرّت عن ملابسها.
إذن المملكة بكامل حجمها ومساحتها وكل تأريخها وجغرافيتها ونُظُمها متوقفة على كلمة واحدة : انتصار أو آندحار. ربحت المعركة ، أو خُسرتْ. الطريف ان الربح والخسارة ثيمة متكررة إلى نهاية المسرحية.
كان جواب الضابط المسربل بالدم ( للأسف يترجمه محمد مصطفى بدوي: الملطّخ بالدم)،عن سؤال الملك عن المعركة، هو:
أي سجالاً وكأنه صدى لقولة الساحرات الثلاث: "حين تُربح المعركة Doutful it stood
وتُخسر". بكلمة "سجالاً" والأهم توقيتها، زاد الضابط من أوار قلق الملك والحاشية، كما يبدو.

لنتوقفْ قليلاً عند ترجمة صديقي عن الفرنسية كما يقول. أدناه النص الإنكليزي للمقطع الأوّل:
Doubtful it stood
As two spent swimmers, that do cling together
And choke their art
جاءت ترجمة الصديق كما يلي:
"كسباحين منهكيْن
يتشبث أحدهما بالآخر
فيخفقان
لم يحسم القتال"
يا لله أحقاً بدأت الترجمة الفرنسية بـ "كسباحيْن منهكيْن"؟ أم أن المترجم تصرّف كما حلا له؟
يبدأ النص الإنكليزي: بـDoubtful it stood وليس ذلك اعتباطاً.
أراد الراوية من وراء ذلك أن يطيل حالة ترقب الملك وحاشيته، وهكذا زاد من شكوكهم.
كيف فات المترجم دقة التوقيت في التأليف الشيكسبيري؟
أكثر من ذلك فإن المعنى المعجمي لكلمة Doubtful : هو: في كف عفريت، في كفّ القدر، في الميزان، بين بين، لم تحسم... كل هذه صحيحة قاموسيا ، ولكنها مغلوطة ومقبوحة فنيّاً ،لأنها لا تنسجم مع ما قبلها ولا مع ما بعدها، أي أنها كلمات مسلوخة عن بيئتها ومواضعاتها. بهذا الصنيع أفسد المترجم الصورة الشعرية النابضة.
لا بدّ إذن من التفتيش عن كلمة أخرى مستوفاة للشروط النفسية والفنية. ماذا لو اجتهدنا وقلنا إنها
"ما تزال سجالاً". أيْ المعركة.
تجمع كلمة سجال هنا أصداء عديدة منها، أن انتظار الملك هو أشبه بانتظار الساحرات الثلاث للقائهن بعد أن تضع الحرب أوزارها. الصدى الآخر الذي توحيه كلمة أو مصطلح سجال وما يحمله من معنى الربح والخسارة هو قولة الساحرات "حين تربح المعركة أو تخسر". بالإضافة فإن المعنى الأصلي لكلمة سجال مأخوذ من دلو الماء وهذا ما يتناسب تماماً مع سباحين وكأنهما دلوان يتعاقبان.
قال الزمخشري في أساس البلاغة: " والحرب سجال مرة على هؤلاء ومرة على هؤلاء" وجاء في قاموس آبن منظور- لسان العرب:" وقالوا الحروب سجال أي سَجْل (دلو) منها على هؤلاء وآخر على هؤلاء. وفي حديث أبي سفيان أن هرقل سأله عن الحرب بينه وبين النبي (ص) فقال له: الحرب سجال، معناه إنّا نُدال عليه مرة ويُدال علينا أخرى".
قال المترجم "كسباحين منهمكيْن/ يتشبث أحدهما بالآخر"، وكأنّهما على وشك الغرق، وراحا يتشبثان ببعضهما بعضاً أو كأنهما يستنجدان ببعضهما بعضاً. أين الصراع بينهما إذن؟ ثمّ قال المترجم " فيخفقان"، ولكنْ يخفقان بماذا؟ وأين المفعول به؟ هل غرقا؟ إذن غرقا ما داما قد خفقا؟ وأين كلمة يخفقان في النص الإنكليزي. ما قاله شيكسبير هو Choke أيْ يخنق وهي كلمة مناسبة جدا للماء والاختناق. أكثر من ذلك نقول بالعربية: خنق السرابُ الجبال" أيْ كاد يغطي رؤوسها. وثمة تعبير آخر: أخذ بخناقه.
ثمّ ما معنى "يتشبّث أحدهما بالآخر"؟ المصطلح الذي استعمله شيكسبير هو Cling together
ولم يقل Cling الأولى مصطلح بمعنى يتوحد في كتلة واحدة أو يقاوم الانفصال أي يلتحمان، بينما الثانية تعني التمسك أو التشبث، وهذا عكس ما رمى إليه شيكسبير أي أن مكبث لم يترك عدوّه (لم ينفصل عنه، وعبّر شيكسبير عن ذلك، بلغة مجازية هي توأم للدقّة، فقال :" ولم يصافحْه ولم يودّعه
إلاّ بعد أن قضى عليه).
الغريب كل الغرابة ان المترجم وضع جملة "لمْ تحسم" ( وتلك أغلوطة) ولكنْ لنأخذها على علاتها، في
في أخر المقطع بعد أن كانت في البداية فثلم حدّتها وأفسد الصورة الشعرية، وتوقيت المفاجأة.
وخشاة الإطالة لنتمعن قليلاً في المقطع الأخير من هذه الترجمة وهي ضالّة بحقّ.
يقول النص الإنكليزي:
For brave Macbeth(well he deserves that name)
Disdaining Fortune, with his brandish steel,
Which smoked with bloody execution,
Like a Valour ‘s minion, carved out his passage
Till he faced the slave
Which ne’er shook hands, nor bade farewell to him,
Till he unseamed him from the nave to the chaps
جاءت الترجمة العربية كالتالي:
ازدرى ربة الحظ
وبسيفه المسلول الفائح دوماً برائحة الدم
شقّ طريقه لمنازلة الوغد
فلم يمدّ له يداً ولم يقل له وداعاً
بل شقّه نصفين وفتقه كالثوب من سرّته حتى الذقن"

قلت بنفسي هل الترجمة الفرنسية الأصلية بهذا الشطط حقّا؟ً

قلْ لي بربك أين "دوماً" في النص الإنكليزي؟ ثم ألا تعني ان مكبث شرير حتى قبل أن تبدأ المسرحية؟
ثانياً لم يكن سيفه فائحاً بالدم، وإنما كان سيفة ما يزال فيه بخار الدم من فرط ما قتل. البخار هنا تتفق عليه كل الكتب المعنية بشروح مكبث، ثمّ انها تدلّ من حيث التوقيت أن المعركة انتهت للتوّ، بعكس "رائحة" التي تدلّ على الأثر وعلى القِدَم.
يقول Bernard Lott :"كان الدم على سيف مكبث حديثاً لدرجة أنّه ما يزال حارّاً وما يزال يصعد البخار منه"
يقول المترجم " بل شقّه نصفين". لله درّك من أين جئت بهذا الشئ الإدّ؟ راجع النص الإنكليزي فلن تجد نصفين فيه. النص كما هو بالنص العربي المترجم يعني أن مكبث هوى على خصمه من فوق إلى تحت أي من الرأس فنازلاً، بينما الصورة واضحة في النص الإنكليزي أن مكبث جرحه من السرة إلى
الذقن، أي عكس ما قاله المترجم.
ثمّ يقول المترجم: "وفتقه كالثوب". أوّلاً يلبس المحاربون الدروع لا الثياب. من أين جاء المترجم
بالثياب وهي غير موجودة في الأصل الإنكليزي. أمامي الآن أكثر من دزينة من النشرات المتخصصة بمكبث وما من طبعة تشير إلى أن مكبث شقّ خصمه كالثوب، وإنما تشير إلى أنّ مكبث فتح في جلد خصمه جرحاً من السرة إلى الذقن. يقول: Bernard lott محرر مكبث مثلاً:" إلى أن فتح مكبث
في جلد خصمه جرحاً من السرة إلى الذقن".
هل فعلاً كان المترجم الفرنسي جاهلاً بتقنيات شيكسبير، لهذه الدرجة المشينة؟
على أية حال، قرأت المقابلة، وما كيل لي فيها من بطلان، فقلت في نفسي "ليمدّ الآن رجليه أبو حنيفة".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحظ: لله دركِ يا نفس يعقوب كم فيك من غايات؟ وإلاّ هل يعقل ان يكون هذا "الصديق الوفي" أحرص على جغرافية اسكتلندا من شيكسبير نفسه؟ يقول باحث شيكسبيري:"إن شيكسبير يعرف القليل
عن اسكتلندا، واهتمامه بجغرافيتها أقلّ فجعل الملك دنكن بالقرب من مدينة فورس في نطاق السمع Earsot " من معركة مكبث.( تبعد مدينة فورس عن العاصمة انفيرنس 27 ميلاً وتبعد عن أرض المعركة بأكثر من مائة ميل)، ولكنّ شيكسبير جعلهما متجاورتيْن.
شيء آخر استعملتُ في ترجمتي لمكبث كلمة. "الإيرلنديين" عن عمد. فهؤلاء يُطلق عليهم اسم: "الإيرلنديون المتوحشون" وهم من المحاربين المرتزقة ومن أكثرهم فقرأً.
(راجع
Holinshed ‘ s Irish Historie = Kenneth Muir – Macbeth Footnote 3

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الاعتياد على مسالك الحياة السهلة:  صفقة مع الخطر
عام

الاعتياد على مسالك الحياة السهلة: صفقة مع الخطر

ألِكْس كورمي* ترجمة: لطفية الدليمي بينما أكتب الآن هذه الكلمات يرسلُ هاتفي النقّالُ بطريقة لاسلكية بعضاً من أعظم ألحان القرن الثامن عشر (مؤلفها الموسيقار العظيم باخ لو كنت تريد معرفة ذلك!!) إلى مكبّر الصوت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram