أربيل / سالي جودتدعا رئيس بر لمان كردستان الدكتور كمال كركوكي حكومة الإقليم الى تكثيف جهودها لإقامة المزيد من المشاريع في المناطق التي تعرض اهلها الى القصف الكيمياوي وحروب الإبادة الجماعية التي مارسها النظام المباد ضدهم . وقال في بيان بمناسبة الذكرى السنوية الـ 36
لقصف مدينة قلادزه، إننا إذ نحيي هذا العام ذكرى هذه الفاجعة، نطالب حكومة إقليم كردستان وكما جاء في (قانون موازنة إقليم كردستان)، بضرورة إقامة مشاريع خدمية في المناطق المتضررة جراء سياسة الترحيل والقصف الكيميائي والأنفال والعمليات والهجمات العسكرية، حيث أن قلادزه واحدة من تلك المناطق، ويجب علينا جميعاً العمل من أجل إعمارها وتجميلها أكثر من ذي قبل. واستعرض البيان بحسب موقع برلمان كردستان مسلسل الجريمة فقال :في تمام الساعة 9:45 من صباح يوم 24/4/1974 قامت أربع طائرات حربية قاذفة للقنابل، أقلعت من قاعدة كركوك للقوات الجوية، بقصف مدينة قلادزه، أمام أنظار عدد من مراسلي وسائل الإعلام العالمية آنذاك، الذين كانوا متواجدين في المدينة، ما أدى الى استشهاد (163) مواطناً، كان من بينهم عدد من طلبة الجامعة، وأصيب أكثر من (250) شخصاً ودمرت عشرات المنازل والمحال التجارية. كان ذلك القصف الوحشي للنظام البعثي إنتهاكاً صريحاً لاتفاقية لاهاي الرابعة لسنة 1907 واتفاقية جنيف لسنة 1949 حول حماية السكان المدنيين، حيث كان العراق نفسه طرفاً في تلك الإتفاقية، كما أنه كان خرقاً لجميع الأعراف الدولية والقيم والشرائع السماوية والإنسانية والعديد من القرارات والتوصيات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ كانت تلك المبادئ والقواعد كافة تؤكد عدم جواز قصف السكان المدنيين حتى في أثناء الحرب، وإلزام الدول بقواعد ومبادئ القانون الإنساني الدولي. واضاف: في الحقيقة، إن ذلك الهجوم الوحشي، الذي كان بحد ذاته جريمة دولية خطيرة، شن في عصر وجود القطبين، حيث كان العالم المتقدم والمتحضر وبضمنه القطبان ملتزماً الصمت أمام الحرب الشاملة التي كانت تشن ضد شعبنا بالحديد والنار، الأمر الذي ساهم في تشجيع النظام البعثي أكثر لمواصلة ارتكاب هذه الجناية والسياسة المبرمجة التي خطط لها ضد شعبنا وتوسيعها، ولاسيما في النصف الثاني لعقد الثمانينيات من القرن الماضي، لتشمل استخدام الأسلحة الكيميائية وتستهدف إبادة هذا الشعب. واوضح البيان : كان الذنب الوحيد للسكان المدنيين لتلك المدينة هو أن الأساتذة والأكاديميين الكرد قرروا فتح جامعة في المدينة، كي لاتفوت فرصة الدراسة في ذلك العام أمام المئات من طلبة جامعة السليمانية والجامعات العراقية الأخرى، الذين إلتحقوا بصفوف الثورة التحررية الوطنية الكردستانية، وأن يستمروا في دراستهم، غير أن النظام البعثي كأي نظام عنصري يعارض العلم والمعرفة، رد عليهم بقنابل النابالم والنار والحديد. إن أبناء كردستان كافة يتذكرون كيف أن جماهير قلادزه قد انتفضت في 24/4/1982، فقامت الأجهزة القمعية للنظام بقتل وجرح عدد آخر من مواطنيها واعتقلت العشرات منهم، فشملت الانتفاضة رانيه وهولير ومناطق أخرى، ورداً على صمود أبناء قلادزه وجسارتهم، وانتقاما منهم، قام النظام بتسوية هذه المدينة مع الأرض ورحّل سكانها الى المجمعات في أطراف هولير والسليمانية وشردهم، حيث أن قسماً كبيراً منهم لا يزالون لحد الآن عاجزين عن العودة الى مدينتهم بسبب انعدام المكان. إن قضية قصف قلادزه بقنابل النابالم لا تقل أهمية، من حيث بشاعة الجريمة، عن أحداث الدجيل التي نظرت فيها المحكمة الجنائية العراقية العليا كأول قضية، فأعدم على إثرها صدام حسين وعدد آخر من المذنبين، وكان ينبغي النظر في هذه القضية الى جانب القضايا الأخرى المتعلقة بكوردستان مثل ( الأنفال، القصف الكيميائي لحلبجة، القتل العام للبارزانيين، الكورد الفيليين ....)، وتعويض المتضررين، رغم أننا لسنا مع إهمال أي جريمة ضد الإنسانية ارتكبت في أي مكان بالعراق. ويمكن لهذا الغرض وبأسرع وقت جمع أية أدلة ووثائق بشأن هذه الفاجعة، وأن يقوم ذوو الضحايا والمتضررون بتسجيل دعاوى قانونية، وأن يقوم محامو كردستان بالسعي لإعداد هذه القضية.
كركوكي: قصف مدينة قـلادزه بالنابالم لا يقـل بشـاعة عن جريمة الدجيل
نشر في: 24 إبريل, 2010: 05:55 م