TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: معارك البرلمان

العمود الثامن: معارك البرلمان

نشر في: 26 نوفمبر, 2018: 09:38 م

 علي حسين

لا أعتقد أنّ هناك من يصاب بالملل، وهو يتابع أخبار نوابنا الأعزاء، المواطن يشاهد كل يوم المساخر التي تحدث في دهشة وألم وقلق، ويعتقد مثلما تحاول بعض الفضائيات إيهامه، بأنّ هناك مؤامرة على العملية السياسية، ونحن نتفق معهم،نعم هناك مؤامرة، لكنها هذه المرة ليست على العراق وإنما على مضحكات تجربتنا الرائدة في الديمقراطية، وآثار هذه التجربة على المجتمع الذي يصحو كل يوم على أخبار مضحكة من عيّنة ما صرحت به النائبة عن دولة القانون انتصار علي وهي تخبرنا أن فالح الفياض سيجلس على كرسي وزارة الداخلية رغم أنف الجميع.. يبرع نوابنا، بشتم الاستعمار وأميركا كل صباح، ونقرأ مطولات غزل بيوم السيادة، لكن لا أحد يريد أن يعرف مجموع ما شرِّد من العراقيين، ومجموع ما قُتل على الهوية، ومجموع ما نهب من ثروات البلاد.
محزن ان تظاهرات الشباب في البصرة وبغداد ومدن الجنوب وسعيهم للإصلاح ينتهي أمرها بأحاديث كاذبة عن الإصلاح والتنمية، فيما الناشطون، البعض منهم معتقل، والبعض قتل في وضح النهار، والبعض الآخر مطارد لأن الدولة تريد"استتباب"العدالة!!، السخرية من مكالب الناس هبي الحقيقة الوحيدة الثابتة حتى وإن حاول البعض الضحك علينا بتصريحات وشعارات بأننا شركاء في الوطن، فيما أثبتت الوقائع ان معظم مسؤولينا يسعون كل يوم الى أن يقودوا البلاد والعباد الى هوة سحيقة.. لقد اتضح للجميع أن لهذا الشعب الثورة خصمًا واحدًا، يجلس تحت قبة البرلمان الآن، يمارس العبث والنزق بمقدرات هذه البلاد.
على لسان مسؤولينا كل يوم شتيمة تلعن الإمبريالية والعولمة والعلمانية. وفي ظن الجميع أن العلمانية هي سبب خرابنا، وليس"حتميات"إبراهيم الجعفري وضرورات مناصب عائلة الكربولي، ما تعارفت عليه الامم من مفهوم الدولة هو مجموعة عقول تعمل للصالح العام لالمصلحة أفراد"عشيرتها"، وفي الانظمة التي تخاف غضبة مواطنيها تكون الدولة هي المسؤولة عن المواطن وأمنه وعلاجه وتعليمه.
اليوم هناك دول"مؤمنة"تبذّر ثرواتها على نفر"ضال"، وتمنع الخير عن الملايين،ودول"كافرة"تبذّر الخير والطمأنينة على الجميع!
في سنغافورة استطاع لي كوان أن ينقل الناس من المستنقعات الى ناطحات السحاب، وفي عراق"مصرف الهدى"استطاع مسؤولونا أن يوزّعوا على الناس الفقر والأوبئة والجهل وقبلهــا الظلم والعصبيّة القبليّة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram