علي حسين
للمرة الألف الناس يسألون: ماذا يحدث؟ يسمعون كل يوم خطابات عن رفض المحاصصة وحكومة "التكنوقراط" وعمليات كبرى للقضاء على الفساد، وبعدها لا شيء سوى أخبار عن صراع من أجل أن يحصل كل فريق سياسي على غنيمته.
لا أجد تفسيراً واحداً، إلا أنّ ما يجري عبث من نوع خاص، عبث لا يختلف كثيرا عن عبث تغريدات القيادي في حزب الدعوة ومستشار المالكي ومن بعده العبادي السيد وليد الحلي الذي كتب على صفحته في موقع تويتر أنه بتصاعد دعوات المؤمنين من أمثاله، اختفى الجفاف عن العراق وامتلات الأنهر والسدود والبحيرات والأهوار! وقبلها كان قد كتب يحذرنا من الزلازل ويرجع أسبابها الى"معصية الله والطاغوت والغرور"، وفي تغريدة ثالثة يخبرنا بأفضال حزب الدعوة على هذا الشعب حيث جعله يتمتع"بالحرية والديمقراطية والأمن والسلام".
منذ أن أعاد"المستر"دونالد ترامب الاعتبار لموقع تويتر، وحوّله إلى منصّة يقصف من خلالها الجميع في كلّ الاتجاهات، وجدنا من يحوّل هذه المنصة الى ساحة لتقديم فصول من مسرح العبث غير المعقول، حين نجد السياسي ينسى أن العشرات ماتوا جراء السيول والأمطار، لكنه يصر على أن يغرد أن هناك المؤامرة تحاك في الظلام ضد النظام الساسي"الديمقراطي"، فالبعض يريد أن يصوّر للعالم أنّ سياسيينا "الأفاضل" ومسؤولينا" الأكارم "ونوّابنا "الأجلّاء"عاجزون عن الذهاب لزيارة خيام أهالي الموصل، وهم الذين ضحّوا بالغالي والنفيس من أجل عيون هذا الشعب"الناكر للجميل"الذي لايريد أن يعرف أنّ عدم عودة" سليم الجبوري وفالح الفياض إلى كراسيّ السلطة سيؤثر على معدلات التنمية، وستتراجع الزراعة، وستغلق أبواب المصانع!
ماذا ستُضيف لنا "تغريدات" وليد الحلي؟ سنقرأ أنَّ الرجل خرج علينا عام 2013 ليقول كلمته الشهيرة :"ألف كلا وكلا لكل من يفكر مجرد التفكير في تحديد ولاية نوري المالكي"، وبعدها بعام واحد يشمّر عن ساعديه ويعلن حرباً شاملة ضد محور الشر الذي يريد إسقاط حكومة السيد حيدر العبادي، ثم يكشف لنا سراً خطيراً من أن الحلي"نفسه"أيضا، كان وراء قرار تنحية المالكي.وفي كل تغريداته يريد الحلي من العراقيين أن يحمدوا الله على نعمة حزب الدعوة.