TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > السطور الأخيرة: لحظة التوهج.. ساعات الإنطفاء

السطور الأخيرة: لحظة التوهج.. ساعات الإنطفاء

نشر في: 2 ديسمبر, 2018: 06:52 م

 سلام خياط

صعبة ، صعبة ساعة المخاض لولادة مرتقبة ..صعبة كلحظة التهيؤ للكتابة .
إنها— والله— لمحنة ، أن تجلس للكتابة ويداك مكبلتان بآقانيم محددة لا يمكن إجتيازها بيسر :
أن تكتب موضوعاً جديراً بالكتابة. جديراً بالقراءة ، لا يثير كوامن غافية ، لا يؤلب فئة على فئة ،، لا يحابي أحداً على أحد ….
هي ساعة صعبة ، كون زمان التوهج هنيهة حسب ،، وزمن الإنطفاء هنيهاتها ، ساعات !!
الأفكار العالية ، فراشات برية لا تعيش إلا في القمم. لا يمكن إصطيادها إلا هناك ….
أية قمم ؟؟ قمة الحزن . قمة الفرح ، قمة الألم واللذة ، قمة الإحتياج والحاجة ، قمة الوله والوجع ،
قمة الشوق والتوجس ،، للخوف ، للأنتظار ، للرغبة ، للهفة ، للإشتياق ، ل،،ل،،
فمن بوسعه بلوغ رواسي القمم البعيدة وهي شاهقة وناتئة الحوافي ، والوقوف عليها لإصطياد الفراشات المومضة ، كما فرضية الممكن المستحيل .
…………….
العقول الألكترونية سخّرت لتتولى المهمة ،، تنبؤك متى تشرق الشمس في القطب و متى تأفل عند خط الإستواء ،، تتنبأ بسقوط المطر وأيام الصحو قبل أيام من سقوط المطر وهنيهات الصحو ،
تنبؤك عن جنس الجنين في الرحم ،
ولكن .. هل تؤلف تلك العقول الألكترونية بيتاً من قصائد المتنبي ؟ هل تحرك فيك خلجة كما تفعل كتابات جبران ،،، لا يمكن ، لأن نبض الشرايين ليس كنبض البطارية ، ودقات القلب غير دقات ساعة التوقيت .
الإنسان - وحده قادر على تفجير الكلمات الصماء ، وتحويلها لفراشات أو باقة زهر ، أو حقول عنب ، أو منابت صبير ،، مدى أو خناجر ، زغاريد أو آنين ،
……………..
وأنت — عزيزى القارئ — تريدها وهاجة كجمر الغضا ، موحية كهمسة حبيب ، بريئة كنوايا طفل ، صلبة كجلمود ، لينة كقطعة حرير، داجنة كظلام ، ساطعة كشمس ،و،،،و،،، وهنا تكمن صعوبة الكلمة الموحية ،،،لاسيما وأنت تدري إن التوهج لحظة ،، وساعات الإنطفاء أطول من عمر نوح.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي

إدارة الاقتصاد العراقي: الحاجة الملحة لحكومة اقتصادية متخصصة

د. سهام يوسف بعد مصادقة المحكمة الأتحادية على نتائج الانتخابات الأخيرة، يقف العراق على أعتاب تشكيل حكومة جديدة. هذه الحكومة ستكون اختبارًا حقيقيًا لإصلاح الاقتصاد العراقي المتعثر، حيث تتوقف عليه قدرة البلاد على مواجهة...
سهام يوسف علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram