سلام خياط
صعبة ، صعبة ساعة المخاض لولادة مرتقبة ..صعبة كلحظة التهيؤ للكتابة .
إنها— والله— لمحنة ، أن تجلس للكتابة ويداك مكبلتان بآقانيم محددة لا يمكن إجتيازها بيسر :
أن تكتب موضوعاً جديراً بالكتابة. جديراً بالقراءة ، لا يثير كوامن غافية ، لا يؤلب فئة على فئة ،، لا يحابي أحداً على أحد ….
هي ساعة صعبة ، كون زمان التوهج هنيهة حسب ،، وزمن الإنطفاء هنيهاتها ، ساعات !!
الأفكار العالية ، فراشات برية لا تعيش إلا في القمم. لا يمكن إصطيادها إلا هناك ….
أية قمم ؟؟ قمة الحزن . قمة الفرح ، قمة الألم واللذة ، قمة الإحتياج والحاجة ، قمة الوله والوجع ،
قمة الشوق والتوجس ،، للخوف ، للأنتظار ، للرغبة ، للهفة ، للإشتياق ، ل،،ل،،
فمن بوسعه بلوغ رواسي القمم البعيدة وهي شاهقة وناتئة الحوافي ، والوقوف عليها لإصطياد الفراشات المومضة ، كما فرضية الممكن المستحيل .
…………….
العقول الألكترونية سخّرت لتتولى المهمة ،، تنبؤك متى تشرق الشمس في القطب و متى تأفل عند خط الإستواء ،، تتنبأ بسقوط المطر وأيام الصحو قبل أيام من سقوط المطر وهنيهات الصحو ،
تنبؤك عن جنس الجنين في الرحم ،
ولكن .. هل تؤلف تلك العقول الألكترونية بيتاً من قصائد المتنبي ؟ هل تحرك فيك خلجة كما تفعل كتابات جبران ،،، لا يمكن ، لأن نبض الشرايين ليس كنبض البطارية ، ودقات القلب غير دقات ساعة التوقيت .
الإنسان - وحده قادر على تفجير الكلمات الصماء ، وتحويلها لفراشات أو باقة زهر ، أو حقول عنب ، أو منابت صبير ،، مدى أو خناجر ، زغاريد أو آنين ،
……………..
وأنت — عزيزى القارئ — تريدها وهاجة كجمر الغضا ، موحية كهمسة حبيب ، بريئة كنوايا طفل ، صلبة كجلمود ، لينة كقطعة حرير، داجنة كظلام ، ساطعة كشمس ،و،،،و،،، وهنا تكمن صعوبة الكلمة الموحية ،،،لاسيما وأنت تدري إن التوهج لحظة ،، وساعات الإنطفاء أطول من عمر نوح.