علي حسين
نعيش في بلاد تُحكم بالخطابات والشعارات، يصدح السياسي بصوته ليخفي فشله وعجزة عن إدارة شؤون الناس.. كلّ سياسي يختار طبقة صوتيه خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة واقع يسير بنا إلى الخلف، مسؤولون يعتقدون أن المايكرفون يعطيهم فرصه ليخدعوا الناس، وليخفوا وسط ضجيج الخطابات ملامح العجز الممتدة في مدن وقرى العراق.
كلما أنظر إلى وجوه ساستنا أتذكر التجارب التي خاضتها الشعوب للتخلص من ثقافة الخديعة والانتهازية، وأتساءل كيف استطاعت بلدان مثل سنغافورة والصين والبرازيل ان تحقق كل هذا التطور في سنوات معدودات؟ قبل أيام وقع في يدي كتاب"أفكار من العالم الجديد"أصدره المركز القومي للترجمة في القاهرة، الكتاب يتناول الأسس التي قام عليها التطور في بلد مثل الصين، استطاع فيه دينغ شياو باني الصين الحديثة ان يرفع شعار العمل قبل الشعارات، والإيمان بقدرة حقائق الواقع على تشكل التغيير ومبرراته، بديلاً عن إيهام الناس بخطب غير واقعية، والسعي لخدمة الشعب، وتلبية احتياجاته بأي طريقة، وبكل السبل، واعتماد الإدارة الجيدة بديلا عن الإدارة الثقة، وتطبيق معايير الأداء على النخبة السياسية.
نقرأ تجارب الشعوب ونتحسر لأننا نعيش في ظل ساسة لا يريدون لنا أن نخرج إلى المجتمع المعافى، حيث يمكن للإنسان أن ينام على أصوات المصانع، لا أصوات الميكرفونات، العالم من حولنا يمشي ونحن أسرى شعارات سياسية عفا عليها الزمن، أعطينا الثروة والأرض فقررنا أن نطلق النار على التنمية والتطور والمستقبل، لنعيش في ظل مسؤولين يعشقون ضياع الأمل وإهدار الحاضر، لكي نبقى معهم في الزمن الميت، بلاد مثل الهند والصين وسنغافورة وماليزيا اصبحت بالمقدمة، ونحن نصر على ان تكون وزارة الثقافة لحركة العصائب، والتربية والتخطيط لسنّة تحالف البناء، والعدل مختلف عليها بين الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني، والهجرة والتعليم العالي لدولة القانون، والداخلية لفالح الفياض والدفاع لسليم الجبوري.
اليوم ونحن نستمع الى حنان الفتلاوي يتهدج صوتها وهي تنادي بالإصلاح يحق لنا أن نتساءل ترى من كان يرفض خلال السنوات الثمانية العجاف محاسبة الفاشلين والفاسدين، ورفع شعار ليس في الامكان أحسن مما كان
إذا عدنا الى الصحف كل يوم سنجد نفس العناوين، البناء: "سائرون في تنفيذ ورقة الإصلاح"، الاصلاح يدعم حكومة التكنوقراط، الكرابلة نرفض بيع الوزارات!!، أرجوكم لا تسألوني عن رأي النائبة عالية نصيف فهي لاتزال تتحين الفرص لتقذف بالفردة الثانية من حذائها داخل البرلمان، لتضع اسمها الى جوار اسم المرحوم خروشوف.