بغداد /المدى ابواب تفتح واخرى تغلق في مفاوضات ومشاورات الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات. ربما يكون هذا العنوان صالحا لمرحلة ماقبل العد والفرز الجديدين وظهور النتائج الجديدة. ففي زحمة التصريحات لقادة الكتل الاربع الفائزة باغلب مقاعد البرلمان ، تبدو لنا مظاهر التناقضات المخفية من بين سطور التصريحات التي تعج بها الصحف وشاشات الفضائيات.
وتتراوح التصريحات من اقصى اليسار الى اقصى اليمين. فاللقاء بين المالكي وعلاوي ، بدا في بعض تصريحات الكتلتين كأنه سيحدث بين لحظة واخرى فيما تنفي تصريحات اخرى احتمالات اللقاء القريب وتتحدث عن مشاورات عبر الانترنيت ! ففي الوقت الذي قال فيه رضوان الكليدار القيادي في العراقية لـ (المدى) ان اللقاء بين الغريمين قريب جدا ،قال لنا القيادي في دولة القانون ، ان موعد اللقاء لم يحدد بعد . اما قضية الخطوط الحمر فالجميع يرفضها علنا ويرسم بها حدود حركته السياسية سرا ! بين الائتلافين الوطني ودولةالقانون ، كدنا ان نرى توقيع التحالف بين الطرفين في اي لحظة ، لنفاجأ بان الحوار كان عقيما كما قال رئيس الوزراء المالكي في مؤتمر صحفي ، في حين قال السيد عمار الحكيم ان التحالف بحاجة الى مزيد من المشاورات فيما حمل قياديون في الوطني المالكي مسؤولية اخفاق الحوارات التي انطلقت رسميا بعد انتخابات السابع من آذار نتيجة تمسكه بترشيح نفسه وحيدا عن قائمته، فان قيادية في دولة القانون اتهمت الائتلاف الوطني ، بانه اغلق الباب بوجه المالكي وقالت لوكالة الاخبارية للانباء" ان الائتلاف الوطني اغلق الباب على المالكي. والابواب التي تفتح وتغلق تجد اسبابا عديدة ، للغلق والفتح ، فهي تغلق بسبب منصب رئيس الوزراء ، وهي تغلق مرة اخرى بسبب غياب البرنامج الحكومي ، وتفتح هذه الابواب بسبب رعاية اجنبية ، أو ان مرونة حصلت عند هذا الطرف أو ذاك . لكن النتيجة الحقيقيةحتى اللحظة ان الابواب تغلق لسبب وتفتح لسبب مناقض له تماما ، فحسب عامر ثامر القيادي في الائتلاف ، فان محادثات العراقية ودولة القانون تتركز حاليا على المرشح الاوحد لرئاسة الوزراء وليس تشكيل حكومة الشراكة الوطنية. فيما نفى قيادي في دولة القانون مثل هذا التسريب قائلاً لوكالة ايبا ، ان الاتفاق على المشروع الوطني يعتبر اساساً لائتلاف اي قائمتين ،وان مفاوضاتنا مع القائمة العراقية حاليا لاتخرج عن هذا الاساس. الذي حسم موضوع الابواب بين العراقية والائتلاف هو ،كمال الساعدي القيادي في دولة القانون الذي اتهم بعض وسائل الاعلام بعدم الدقة قائلا للوكالة الاخبارية للأنباء، ان الاعلام سلاح ذو حدين وان الحديث عن اي موضوع فيه يجب ان يكون دقيقا وفيما يخص التحالف بين دولة القانون والعراقية هي تصريحات اعلامية وبعضها الآخر فبركة اعلامية تقوم بها بعض وسائل الاعلام لترويج مادتها الاعلامية بقصد الاثارة .لكن محمد الصيهودالنائب عن ائتلاف دولة القانون فتح الباب ثانية للقائمتين الذي قال لوسائل الاعلام ، هناك مشتركات كبيرة بين دولة القانون والوطني وهي ليست وليدة اليوم ، لكن هذا لايعني عدم امكانية اجراء التحالف بين دولة القانون والعراقية فيما اذا وصلت المفاوضات بين الطرفين الى طريق مسدود ! فيما كشف علاء مكي القيادي في القائمة العراقية عن عقد الحوار بين العراقية ودولة القانون قائلا " من المحرج ان نتنازل امام ناخبينا عن حقنا في تشكيل الحكومة اذ ان العراقية فازت بالرغم من كل الصعوبات. وحسب المحللين السياسيين والمراقبين ، فان تناقضات التصريحات ، حتى من داخل الكتلة الواحدة، ستستمر حتى ظهور نتائج العد والفرز الجديدين، عندها سيتبين لنا الخيط الاسود من الابيض، وسنعرف من سيتحالف مع من ، ومن سيقول كلاما صحيحا في السر والعلن .
بورصة التصريحات ستبقى مشتعلة حتى داخل الكتلة الواحدة!
نشر في: 24 إبريل, 2010: 08:27 م