TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الفياض أو الفوضى!!

العمود الثامن: الفياض أو الفوضى!!

نشر في: 4 ديسمبر, 2018: 09:36 م

 علي حسين

ضحكتُ وأنا أقرأ الخبر الذي يقول :"حذّر رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، البرلمان من فوضى بعد خلاف متصاعد على استكمال التصويت على حكومة عادل عبدالمهدي.وقال المالكي، مجلس النواب اليوم أمام اختبار حقيقي إما ان يختار التصويت على الاسماء المقدمة من قبل رئيس الوزراء، او الذهاب نحو الفوضى"إذن العراق سيمرّ بظرف عصيب، لو أن البرلمان لايصوت على منح فالح الفياض وزارة الداخلية يتحدثون كل يوم عن الكارثة التي تنتظرنا لو أن الفياض والجبوري والكربولي تخلّوا عنا، متوهمين أن هذه الاسماء ستبني دولة فيما الواقع يقول إننا نعيش معهم عصر الخراب كامل المواصفات..
محزن ان تظاهرات الشباب في البصرة وبغداد ومدن الجنوب وسعيهم للإصلاح ينتهي أمرها بأحاديث كاذبة عن الإصلاح والتنمية، فيما الناشطون البعض منهم معتقل، والآخر قتل في وضح النهار، والبعض الآخر مطارد لأن الجارة العزيزة تريد ان يظل الفياض جاثماً على الصدور!!، السخرية من مطالب الناس هي الحقيقة الوحيدة الثابتة حتى وإن حاول البعض الضحك علينا بتصريحات وشعارات عن الاصلاح وغياب الوجوه القديمة، فيما أثبتت الوقائع ان معظم مسؤولينا يسعون كل يوم الى أن يقودوا البلاد والعباد الى هوة سحيقة.. لقد اتضح للجميع أن لهذا الشعب خصمًا واحدًا، يجلس تحت قبة البرلمان الآن، يمارس العبث والصراخ.
هكذا تحولت الديمقراطية في العراق من ممارسة حضارية تستند إلى القانون، ووسيلة لخدمة الناس إلى حروب تضع البلاد في قاع الهمجية والتخلف والعصبية الطائفية، عروض ملت منها الناس، لأنها، حولت مجلس النواب الذي أراد له العراقيون أن يكون مكانا يجتمع فيه ذوو الكفاءات والخبرات، إلى مزاد للمناصب وعرض سيّئ للاصوات العالية وتخريف في العمل السياسي، لتغيب القضايا التي تهم الناس، ويحل محلها صراع من أجل الاستحواذ على ما تبقى من كراسي الحكومة، برلمانيون أعادوا البلاد إلى عصر التحاصص الطائفي والعشائري، بعدما توهم العراقيون أنهم سيقطعون مراحل مهمة على طريق الدولة المدنية، ابتذال واستخدام رخيص ومشين لقاعة مجلس النواب التي يجب أن ترتبط بأذهان الناس بمعارك وطنية حقيقية من أجل خدمة هذا الوطن.
مَنْ يريد لعائلته أن تتفرج ويرى ماذا يحدث للبرلمان بين صرخات وهتافات نوابنا الميامين، ومن يتمنى أن يمثله هكذا نواب استبدلوا لغة الحوار بالشتائم لنكتشف في النهاية أن كل ما قيل عن دولة المؤسسات والقانون هو كلام من قبيل الاستهلاك اليومي، ففي النهاية المنتصر هو من يصر على ان لابديل عن الفياض إلا الفياض!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram