علي حسين
إذن، ومن دون مقدمات، اكتشف السيد نوري المالكي أنه الأحقّ بمنصب النائب الأول لرئيس الجمهورية، وهو ينتظر أن تتم الموافقة على النائب الثاني، الذي حُجز للسيد سليم الجبوري، ويخبرنا السيد المالكي أنه لايحبّ المناصب، لكنّ الواجب يتطلب أن نقدّم خدمة للبلد!!
وقرأنا في الأخبار أنّ رئيس الجمهورية برهم صالح مُصرّ وبدون هوادة على اختيار نواب”لفخامته”، وكانت النائبة هدى سجاد قد قالت إن الرئيس سبق أن عرض منصب نائب رئيس الجمهورية على السيد حيدر العبادي.
لا أحد منّا يشكّك في حبّ السادة نواب رئيس الجمهورية للعراق، لكن ما يسترعي الانتباه أنّ حبّ الوطن انتقل من شعارات الإصلاح ونصوص الشفاية والنزاهة، إلى معركة على المناصب، ليصبح التعبير عن هذا الحب غوصًا في كرسيّ المنصب، ويتحوّل الوطن، وفقًا لمعركة تنصيب فالح الفياض وزيراً للداخلية، إلى الإعلان عن مزاد لمن يستطيع أن يفرض مرشحه ولو بأرادة من خارج الحدود!
لأننا نعيش زمن العجائب، فقد أصبحت قضية منصب نائب رئيس الجمهورية الأبرز لتتحول من مجرد خبر ينبغي أن يوضع بدون عنوان في صفحة داخلية، إلى قضية تشغل الفضائيات، فهي اليوم القضية الأبرز، ولن نستغرب إذا ما طلب السادة الذين يسعون الى المنصب بأن تتدخل الأمم المتحدة لكي تمنحهم الحق بالاحتفاظ بكرسي المنصب، أو يذهب بهم الخيال بعيداً فيطلبون نجدة حلف الناتو ليخلّصهم من هذا الشعب الناكر للجميل، الذي يرفض الخروج في مسيرات تهتف بحياة نواب رئيس الجمهورية!
أرجوكم أن تعذروا إلحاحي ومتابعتي لشؤون من يدّعون السياسة والمسؤولية، فأنا مثلكم أبحث عن خبر مفرح فلا أجد سوى أخبار الساسة وصولاتهم ومعاركهم
أنا يا سيدي القارئ الذي ربما يعترض المعترض على كتاباتي حول الفياض والجبوري ومنصب نائب رئيس الجمهورية وتغريدات حنان الفتلاوي، لا أكتب من أجل الموعظة، بل ضد التخلّف، ولست أريد من مسؤولينا الأكارم أن يمضوا أعمارهم في مخيمات النازحين، كل ما أريده وأتمناه أن أشاهد مسؤولاً يختنق بالعبرات وهو يخرج من خيمة عائلة نازحة، لا أن يجلس في الفضائيات يهدد الجميع، ما أطمح إليه ساسة يعرفون معنى المواطنة، لا أقبل أن يتحسر العراقي وهو يقرأ خبر تقديم المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل استقالتها واعتزالها السياسة، ومشكلة هذه السيدة انها عاشت في شقة متواصعة، وستقضي بقية عمرها في نفس الشقة...