علاء المفرجي
الاديبة الروائية والناشطة الفرنسية والمناضلة في سبيل تحررالمرأة، في نشاطاتها وكتاباتها غابرييل كوليت المعروفة باسم كوليت
هي موضوع فيلم (كوليت) الصادر حديثاً للمخرج واش ويستمورلاند وبطولة كيرا نايتلي ودومينيك واست.. فعلى مدى ساعتين يأخذنا المخرج في استعراض لسيرة كوليت، منذ ولادتها في "سان سوور آن بويزاي" الريفية، ثم انتقالها في العشرين عمرها الى باريس عندما ارتبطت بالزواج من الكاتب المغمور هنري غوتييه يلار المعروف باسم "ويللي" الذي يكبرها ب 15 عاماً، وبتشجيع منه بدأت الكتابة وأصدرت أربعة أجزاء من السلسلة "كلودين" بتوقيع زوجها "ويللي" .
وعاشت كوليت حياة حرة في الحياة والكتابة متخذة من الأديبة جورج صاند التي عاشت بمئة عام قبلها، مثلا أعلى في الاستمرار بهذه الطريقة ، وستتقاطع معها بالابداع، والكتابة والحب وكذلك السعي في سبيل تمكين المراة إجتماعياً وعدم اقصائها عن مجال الابداع.
على الرغم من أن المخرج تتبع حياة كوليت بالأقل منذ مراهقتها، لكنه لم يأخذنا الى كامل سنوات عمرها، حيث ينتهي الفيلم كأحداث لمسيرة حياتها، بعد انفصالها عن زوجها ويللي، وحتى قبل أن تبدأ بالكتابة باسمها، إلا بإشارات سريعة في المشهد الأخير للفيلم
وهي فترة على الرغم من إنها أسست لحياة كوليت وكشفت لنا تأقلمها مع باريس المدينة الساحرة، التي حملت معها الانطلاق وجرأة التعبير. والصالونات الأدبية والحفلات الموسيقية الضخمة والمسارح وتعرفت إلى مجتمع كانت تجهله، لتعثر على حلمها الذي لطالما تخطى المجتمع الريفي الذي كانت تعيشه، إلا إنها لاتجعلنا أمام حياة حافلة بكل شيء حياة قالت عنها كوليت قبل وفاتها(لقد حظيت بحياة رائعة، ليتني اكتشفت ذلك مبكراً) .
لكن المخرج أخذ نصف وقت الفيلم في تتبع حياتها مع زوجها ويلي ولاقتها العاطفية مع النساء والرجال الذي عرفتهم، ونجاح باكورة اعمالها التي حملت اسم زوجها ويللي، واعني (كلوديل) الشخصية الاستثنائية المميزة التي تخطت شهرتها حدود باريس والتي أصبحت صرعة في ذلك الوقت وأعني في بداية القرن المنصرم ، فهناك ازياء باسم "كلودين" والعطور، بل أصبحت إيقونة لنساء ذلك العصر ، اللواتي أصبحن يُقلّدنها في تسريحة شعرها، و تدخين السيجارة وحتى لبس البنطلون، الذي لم يكن معتاداً في تلك الايام. بل وحتى الجرائم كانت تحمل اسم كلوديل ، كما تذكر كوليت لصديقها ميسي في الفيلم.
وبتركيز الفيلم على علاقتها ب(ويللي) أفقد الفيلم أهم ما في سيرة كوليت وعلى الرغم من أن هذا الحادث يعتبر مهماً في حياتها، إلا أنه غفل فترة مهمة في حياتها حيث انطلقت بعد طلاقها في مسيرة فنية وكتابية مهمة ، حيث عملت ممثلة مسرح وبالتحديد في مجال البانتومايم تحت اسم "كوليت ويللي" وكتبت "الوجه الآخر للميوزيك هول" و"المتسكعة" ووصفت فيهما حياة فناني الملاهي الليلية الصعبة. وإذا أخذنا جانب حياتها بعد وفاتها سنجد التفاصيل المهمة التي تجاوزها الفيلم، وخاصة عملها في الصحافة، حيث بدأت العمل في الصحافة وكتبت في جريدة "لوماتان" التي كان يدير تحريرها هنري دو جوونال الذي تزوجها فيما بعد. وكانت توقع كتاباتها باسم "كوليت دو جوونال" .. وتسلّمت مهمة القسم الثقافي في الصحيفة ثم انتقلت بعدها الى لوفيغارو قبل أن تنفصل عن زوجها، وقد مارست هوايات كثيرة لم تقلل من قيمتها الأدبية منها مهنة التجميل وافتتحت صالة فخمة في باريس للتزيين وللموضة والأزياء، كذلك الطبخ حتى إنها أصدرت منشوراً خاصاً لذلك. وهو ما لم يمر عليه الفيلم وإن كان ذلك يعكس شخصية كوليت.
الممثلة كيرا نايتلي أدت الدور ببلاغة عالية وهي التي شاهدناها بدور اليزابيث سوان في سلسلة أفلام قراصنة الكاريبي، وكذلك في في فيلم (كبرياء وهوى)،