سلام خياط
أمام المد العارم لإستعمال الحاسوب —الكومبيوتر —في دول الغرب،، والتمتع بكنوزه وفنونه المتعددة ،، تفتقر الدول العربية — أكاد أقول دون إستثناء— للاستعمالات المتقدمة الرائدة لذاك الجهاز ،، الذي غدا حاجة ماسة ولم يعد ترفاً او جهازاً للزينة .
……..
في عموم الوطن العربي ، مسموح قرض الشعر ، مسموح كتابة القصص الأسطورية وروايات الحب والغرام ، مسموح فتح المقاهي والملاهي والمطاعم والمراقص ، مسموح فتح صالونات التجميل ودور عرض الأزياء ، إنما ثمة حظر مقنع — لا يسفر عن وجهه—على منهجية التفكير العلمى وتنشيط البحوث العلمية .. والمراكز العلمية — إن وجدت — فإنها تعاني من السمنة والترهل وفقر الدم ،، والنتيجة الحتمية ، إكتظاظ مكتبات الوطن العربي بكتب الشعر والقصة والنقد الأدبي .. وإزدحمت الشوارع بالمقاهي والمطاعم ومخازن الأزياء ، وكان ذلك على حساب الرقعة العلمية التي إنحسرت وإنحسرت ، حتى صار البحث عنها كالبحث عن الشمس في يوم مطير .
الطالب العربي في الإبتدائية محكوم عليه بالتقنين .. تقنين المعلومات والمعارف والخبرات .
المعلومة التي يفك طلاسمها الطلبة العرب بعسر ومشقة يتجاوزها طلاب الإبتدائية في البلدان المتقدمة دونما عناء . أما المعلومة المتوفرة في الجامعات العربية فلا ترقى إلى نصف ما يعرفه الطلاب في العالم المتقدم .
إن إنحسار ظاهرة المد العلمي في الجامعات العربية ظاهرة ترقى لمرتبة الجريمة ،، وتوازي في خطورتها تعريض الشعب للمجاعة أو الإستلاب الفكري .أو حتى لإنتهاك العرض .
الأمة العربية — دون شك — تمور بالنابهين والقادرين والأذكياء ، الذين لا يجدون متنفساً لهم ، إلا بالمزيد من الإحباط والتشتت والكبت الفكري.
فليفعل القادرون — الذين بأيديهم الحل والربط — شيئاً يعيد للمعادلة توازنها . قبل قيامة الطوفان !!
..