TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > من وحي ثورة العشرين الوطنية .. ابراهيم عبدكه

من وحي ثورة العشرين الوطنية .. ابراهيم عبدكه

نشر في: 25 إبريل, 2010: 05:23 م

 حسين الجاف بالرغم من انه اشتهر بين الناس شقيا فان سمعته مجاهدا واحد ثوار ثورة العشرين العراقية الكبرى.. لاتزال تتردد اصداؤها في المحافل الشعبية في محافظة ديالى والمناطق المحيطة بها بل حتى في انحاء وطننا العراقي كله.. وقد ذكره بكل خبر الدكتور المؤرخ (محمد حسين الزبيدي) في كتابه (المنفيون العراقيون الى جزيرة هنجام) مثلما اشاد به سليمان فيض في مذكراته قائلا:
 لقد كان (ابن فيض في ذكراته قائلا: لقد كان (ابن عبدكه) ثائرا شعبيا من عامة الكرد اشتهر بالشجاعة والاقدام وكانت له اثناء الثورة العراقية مواقف مشرفة ضد الانكليز في لواء ديالى.. فلما نشبت الثورة العراقية واخلى الانكليز ديالى منسحبين .. دخلها ابن عبدكه ونصب نفسه مديرا للامن فيها فبطش بالجواسيس والمتعاونين مع المحتل الانكليزي شر بطش فقتل بعضهم واحرق دور البعض الاخر منهم مما اثار نقمة الانكليز وحقدهم عليه وفي عهد الحكومة الاهلية القي القبض على ابن عبدكه وسيق الى المحكمة الكبرى في بغدادبتهمة قتل موظف رسمي اثناء تأدية واجبه فحكم عليه بالاعدام شنقاً وعندما قام ابن عبدكه بتمييز الحكم لدى محكمة التمييز.. تبين ان القتيل لم يكن موظفا رسميا وانما هو احد الاهلين المأجورين كان الانكليز قد عهدوا اليه بالتجسس على العراقيين لحساب دائرة الاستخبارات البريطانية وورد في القرار التمييزي ايضا ان القانون لايعاقب على مثل هذه الجريمة لاكثر من خمس عشر سنة.. واختلف حكم التمييز فيما بينهم فوافق على الاعدام (رئيس المحكمة) وعضوان من هيئتها وعارضه (سليمان فيض) و(رشيد عالي الكيلاني) واجلت الجلسة عدة مرات وكانت تأتينا والكلام لايزال لسليمان فيض) التوصيات المتكررة من المندوب السامي لتصديق قرار الحكم بيد اننا لم نأبه بها.. وشغلت هذه القضية الرأي العالم العراقي كله لذا كنت ترى قاعة المحكمة وفسحتها وقد اكتظت بالاف الناس ، وكان الناس كلما خرجت او خرج رشيد عالي الكيلاني هتفوا لنا واكبروا مواقفنا لانقاذ ابن عبدكه، من حبل المشنقة ثم صدور تصديق القرار باكثرية الاصوات...فثبتنا معارضتنا الشديدة انا ورشيد عالي الكيلاني في نقض القرار فلما اطلع عليها الملك فيصل الاول امتنع عن تصديقه وامر بتخفيف العقوبة الىالحبس لمدة خمس عشرة سنة.. وقد علمت بعد ذلك بان ابن عبدكه قضى نحو 15 سنة في السجن ثم اخلي سراحه (سليمان فيض) في غمرة النضال.الصفحات 285 و286.غير ان السيد يونس سعيد البغدادي في كتابه (شقاوات بغداد في العصرالماضي) كان قد ذكر بان (مس بيل) هي التي توسطت له وانقذته من حبل المشنقة.بقوله: ذات يوم من ايام الاحتلال البريطاني للعراق بعد عام 1918..قدم قطار كركوك الى بغداد وهو يقل قوة بريطانية وكانت (المس بيل) من بين ركاب ذلك القطار.. وعند وصوله الى منطقة شهربان (المقدادية) داهمه بعض المسلحين وتغلبوا على القوة البريطانية.. وأسروا (المس بيل) وفي هذه الاثناء صادف ان وصل ابن عبدكه الى المكان فاستقبله الرجال المسلحون بحفاوة بالغة فلما شاهدت (مس بيل) ذلك احتمت به فتحركت نخوته العراقية فحماها وأوصلها الى بغداد بأمان. وظل ابن عبدكه طريد السلطة حتى القي القبض عليه في 14 حزيران عام 1921، ثم جرت محاكمته ليعاقب بالاعدام كما اسلفنا الا ان جهات مختلفة مارست ضغوطا شديدة على السلطات ليخفف الحكم الى الاشغال الشاقة المؤيدة ومن ثم ليخرج من السجن عام 1936.. (كتاب شقاوات بغداد في العصر الماضي للسيد يونس سعيد البغدادي –الصفحة 81)..وقد ورد في كتاب مديرية شرطة الحلة المرقم س/11 والمؤخ في 19/1/1935 مايلي عن ابراهيم عبدكه تحت موضوع (بيان سلوك). اشارة الى كتابكم المرقم س/11 في 3/1/1935 ..ان ابراهيم حسن عبدكه من مواليد لواء ديالى ناحية أبي صيدا قرية (ذيابه) اصلا سكن ديالى في خريسان، قبلا كان يشتغل في الفلاحة والزراعة عند (محمود المتولي) انه منذ القديم من اهالي ديالى.. رئيسه (عبد الحسن الجواد) قد حكم بالمؤبد على اثر هيجان العشائر في الثورة ، قبل مدة تعيينه مراقبا سريا للاثار القديمة براتب خمسة دنانير ونصف وصارت منطقة سكناه الحلة ويسكن حاليا في محلة (اللعيس)..انه قائم بواجبه بعفته ونزاهته.. التوقيع متصرف لواء الحلة ويظهر من تاريخ الكتاب والمعلومات الواردة فيه عن سلوكية ابراهيم عبدكه انه ظل تحت المراقبة والمتابعة من قبل السلطات يومئذ لعدم اطمئنانها له كونه مشاركا في احداث ثورة العشرين الخالدة بالرغم من انه امضى خمس عشرة عاما في السجن بسبب موقفه المؤيد والمشارك في تلك الثورة الشعبية.  ويروي السيد داود سلمان (ابو غزاي) معاون مدير الاعاشة العام في عام 1943 النبذة التالية..وهو من اهالي ابي صيدا.. (قرية ذيابه) أي من نفس قرية (ابي صيدا) ..قصة حياة ابن عبدكه للسيد سامي خونده احد الوجوه الوطنية العراقية في ثورة العشرين وما بعدها...فيقول: كان ابراهيم عبد كه شابا يافعا هادئ الطبع، يقوم بمساعدة ابيه بعمله وعيشه في قريتنا (ذيابه). علما بان ابراهيم عبدكه كان رجلا ذا مروءة كما يسترسل ابو غازي في الكلام ..اذ لم يتعرض الى رجل ضعيف ولم يعتد على شيخ عاجز او صبي ولايتجبر على الضعفاء والفقراء والنساء ولهذه الاسباب صار محبوبا من قبل الناس..لهذا اعجبوا به وكانوا يساعدونه في التخلص من مطاردة الحكومة فترة طويلة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram