سامي عبد الحميد
2-2
كان (الارتجال) هو الصفة الثانية التي اتصف بها العمل الجمعي مع إنه ليس جديداً في مجال تدريب الممثل إذ لاحظنا أن كتاب ستانسلافسكي (إعداد الممثل) مليء بتمارين الارتجال ولكن الارتجال في المسرح الجديد أصبح امراً بالغ الأهمية حيث أصبح الممثل في الورشة مرتدياً عباءة مؤلف المسرحية بمعنى هو الذي يؤلف المشهد الدرامي بنفسه .
يذكر (جوزيف شايكن) بأن هناك فائدتين للعمل التعاوني:
الأولى تأكيد اكتشاف المراجع المشتركة العميقة، والثانية هي أن الممثل يمثل صورة صنعها بنفسه. ويقول: "سوار في ورش الارتجال ام في الانتاج يستمر الممثل بتوجيه أسئلة أساسية عن الشخصية الدرامية وعن الدور وعن الشخصية عموماً وعن الهوية ويتم التأكيد على الحرية والمرونة وعن فعالية المخيلة وذلك لأجل خلق شخصية درامية لها علاقة بأبداع الممثل الآخر ثم يعمل على التحول التام الى علاقة جديدة وتغيير لحظوي لجميع معطيات الدور والموقف والشخصية والدافع. وكان كتاب (فيولا سبولين) الموسوم (ارتجال للمسرح) قد أثر في الكثير من مناهج التمثيل في المسرح الجديد. وكانت (فرقة المسرح الحي) من أكثر الفرق تأثراً بطروحات (سبولين) وتمارينها وذلك لما فيها من دعوة إلى اعطاء الممثل حرية أكثر في التعبير ولا تتم مثل هذه الحرية إلا في تمارين الارتجال.
الصفة الثالثة التي اتسم بها المسرح الجديد هي حاجة الممثل إلى الصورة الى الطقس والاحتفال ومعنى هذا أن يعتبر الممثل عمله مقدساً وبناءً عليه أن يتصرف كما لو كان مشاركاً في الطقس ومعناه أيضاً أن يؤكد على الجانب الروحي في أرائه وأن يدعو الجمهور لمشاركته في الطقس بواسطة الحركة الواقعة وتحرير الجسد والاندماج بالفعل الجمعي مما يدعو الى تطهير كلا الممثلين والمتفرجين والتحول من معطيات الواقع إلى عالم الروح.
أما الصفة الرابعة للمسرح الجديد فهي مشاركة الجمهور الممثلين في عروضهم وتنبع هذه المشاركة من الدخول في الطقس بمعنى نقل الأجواء الاحتفالية الى صالة الجمهور كما كانت تفعل فرقة (الخبز والدمى) الأميركية حين تدخل الى محفل وتوزع الخبز على الحاضرين ثم يؤدي الممثلون مع الدمى الكبيرة التي يحملونها معهم أدوارهم وأفكارهم التي تجمع تعبر عن المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مجتمعهم ممزوجة بعناصر دينية.
تعتمد الصفة الخامسة للمسرح الجديد على تقديم العروض المسرحية في بيئات جديدة غير بيئة المسرح المغلق أو بناية المسرح التقليدية والهدف من ذلك تحقيق مشاركة الجمهور والتحرر من القيود.
وهكذا فأن الصفات الخمس للمسرح الجديد تدعو إلى البحث عن ممثل جديد يعي متطلبات هذا المسرح ويدرك طبيعة العمل الجمعي الطاقمي الذي لكل فرد في المجموعة الأهمية نفسها، ويدرك أهمية الارتجال في التحرر من القيود ثم الوصول إلى البدائل. ويفكر في كيفية الدخول في أجواء الطقس والاحتفال ويهدف مشاركة الجمهور وبواسطة البحث عن بيئات جديدة.