اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قناطر: رسالة إلى دولة الرئيس

قناطر: رسالة إلى دولة الرئيس

نشر في: 18 ديسمبر, 2018: 06:57 م

 طالب عبد العزيز

لم يبق من أيام العام 2018 إلا القليل، وكل ما يوحي الى تغيير الاوضاع في العراق يشير الى العدم، وإذا كان مفتاح الأمل بالتغيير المأمول مودع في البصرة، فعلى رئيس الوزراء، إن كان جاداً التعجيل بايجاده فهو في يد مجموعة بصرية، تعمل وتخطط بصمت، منذ سنة تقريباً، مجموعة من العلماء والفنيين والاقتصاديين لا تنتمي لاي حزب سياسي، ولم تخرج من رحم دين أو طائفة، ينظمهم جبل الحسرات على ما آلت إليه أوضاع المدينة، استعانت بشخصيتين فاعلتين، خبيرتين من داخل العملية السياسية للوقوف على حقيقة ما جرى ويجري في العراق بعامة والبصرة بخاصة، فتكونت لديها الفكرة والقدرة على انتشال سفينة البلاد من الغرق، وبخلاف انتباهة الرئيس لها سيفقد بوصلة السيطرة على أوضاعها بحلول الصيف القادم.
لعل مظهر التكالب على منصبي المحافظ ورئيس المجلس، الذي انتهى بالخروج المذل والمهين لجماعتي الحكمة وسائرون، على يد المتظاهرين، بعد علمهم بوصول التخصيصات المالية للبصرة، خير دليل على ما سيحدث في قابل الأيام، واذا علمتم بان ما جرى للمدينة من سرقة لأموالها وتهريب لنفطها وخراب لبنيتها إنما تم على ايدي هؤلاء وامثالهم، واذا كانت نتائج الانتخابات سيئة الصيت تستدعي أن يكون أحد الفائزين محافظاً والآخرون، الذين معه حكومة فلنقرأ على المدينة السلام، وبخلاصة، فان أي اعتماد للنتائج الانتخابية سيكرس نفوذ هؤلاء ويعود بالمدينة الى مربع ازمتها المزمن الاول، لذا يستدعي ايجاد حكومة تعتمد في تفاهماتها على المجموعة التي أشرنا لها، أو يصار الى تأسيس مجلس إعمار يتولى مهامه أعضاء في المجموعة بالتنسيق مع الحكومة المحلية وباشراف مباشر من رئاسة الوزراء ، وبهذه يتم كسر احتكار الأحزاب الفاسدة للسلطة وإعطاءهم درساً في الوطنية والنزاهة وحسن الإدارة.
نطرح الرأي هذا وفي يقيننا صعوبة اتخاذ القرار من قبل دولة الرئيس، لعلمنا بالضغوط القاتلة التي يتعرض لها من جانب وليقيننا أيضاً بان الرجل لن يفاجئنا بقرار قوي، يتخذه في اللحظة الحاسمة، إذ تشير الدلائل الى سيطرة الاحزاب وتمكنها من القرار الذي يتخذه، وهنا موطن الخطورة، حيث لم يبق خيار بيد المتظاهرين سوى الوقوف ثانية وثالثة، متصدين لكل ما من شأنه عودة الفاسدين والفاشلين الى كراسي إدارة البصرة، ففي المدينة من القادة الأمناء، القادرين على الأخذ بيدها والنهوض بحياة ابنائها على خير ما يرام ما تعجز عن تصوره اذ، ليس كل من دخل الانتخابات وفاز جهبذ وفهيم، لسان حال البصريين يقول :لتذهب نتائج الانتخابات بما حملته وجاءت به من تزوير الى الجحيم.
لن يقبل البصريون بحكومة( جديدة) أفرزتها نتائج انتخابات مزورة،لقد دارت رحى التغيير في الثامن من تموز الماضي، وانتهت بحرق المبنى الحكومي، ثم انتهت بهزيمة الحكومة الحالية وهروبهم مرعوبين من المبنى الجديد، الذي تصدقت عليهم به وزارة النقل، فاذا أراد الرئيس عبدالمهدي إحراقه فما هو عن نار تموز القادم ببعيد، ونحن، هنا في البصرة أدرى بان النار تلك سيمتد أوارها أبعد، وواهم من يزيّن لك الأمر، ويقول لك بان بغداد ستسلم من رياحه، فالرياح البصرية(الشرجي الرطبة) لن تحمل من البحر الصُّبور والشانك والنويبي فقط، ستحمل النار أيضاً، حيث لا تنفع أحداً معها قراءةُ(يانار كوني برداً وسلاماً..). نتأمل أن يحمل دولةالرئيس ورقتنا هذه على محمل الجد، وهو القمين بذلك.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram