طالب عبد العزيز
لم يبق من أيام العام 2018 إلا القليل، وكل ما يوحي الى تغيير الاوضاع في العراق يشير الى العدم، وإذا كان مفتاح الأمل بالتغيير المأمول مودع في البصرة، فعلى رئيس الوزراء، إن كان جاداً التعجيل بايجاده فهو في يد مجموعة بصرية، تعمل وتخطط بصمت، منذ سنة تقريباً، مجموعة من العلماء والفنيين والاقتصاديين لا تنتمي لاي حزب سياسي، ولم تخرج من رحم دين أو طائفة، ينظمهم جبل الحسرات على ما آلت إليه أوضاع المدينة، استعانت بشخصيتين فاعلتين، خبيرتين من داخل العملية السياسية للوقوف على حقيقة ما جرى ويجري في العراق بعامة والبصرة بخاصة، فتكونت لديها الفكرة والقدرة على انتشال سفينة البلاد من الغرق، وبخلاف انتباهة الرئيس لها سيفقد بوصلة السيطرة على أوضاعها بحلول الصيف القادم.
لعل مظهر التكالب على منصبي المحافظ ورئيس المجلس، الذي انتهى بالخروج المذل والمهين لجماعتي الحكمة وسائرون، على يد المتظاهرين، بعد علمهم بوصول التخصيصات المالية للبصرة، خير دليل على ما سيحدث في قابل الأيام، واذا علمتم بان ما جرى للمدينة من سرقة لأموالها وتهريب لنفطها وخراب لبنيتها إنما تم على ايدي هؤلاء وامثالهم، واذا كانت نتائج الانتخابات سيئة الصيت تستدعي أن يكون أحد الفائزين محافظاً والآخرون، الذين معه حكومة فلنقرأ على المدينة السلام، وبخلاصة، فان أي اعتماد للنتائج الانتخابية سيكرس نفوذ هؤلاء ويعود بالمدينة الى مربع ازمتها المزمن الاول، لذا يستدعي ايجاد حكومة تعتمد في تفاهماتها على المجموعة التي أشرنا لها، أو يصار الى تأسيس مجلس إعمار يتولى مهامه أعضاء في المجموعة بالتنسيق مع الحكومة المحلية وباشراف مباشر من رئاسة الوزراء ، وبهذه يتم كسر احتكار الأحزاب الفاسدة للسلطة وإعطاءهم درساً في الوطنية والنزاهة وحسن الإدارة.
نطرح الرأي هذا وفي يقيننا صعوبة اتخاذ القرار من قبل دولة الرئيس، لعلمنا بالضغوط القاتلة التي يتعرض لها من جانب وليقيننا أيضاً بان الرجل لن يفاجئنا بقرار قوي، يتخذه في اللحظة الحاسمة، إذ تشير الدلائل الى سيطرة الاحزاب وتمكنها من القرار الذي يتخذه، وهنا موطن الخطورة، حيث لم يبق خيار بيد المتظاهرين سوى الوقوف ثانية وثالثة، متصدين لكل ما من شأنه عودة الفاسدين والفاشلين الى كراسي إدارة البصرة، ففي المدينة من القادة الأمناء، القادرين على الأخذ بيدها والنهوض بحياة ابنائها على خير ما يرام ما تعجز عن تصوره اذ، ليس كل من دخل الانتخابات وفاز جهبذ وفهيم، لسان حال البصريين يقول :لتذهب نتائج الانتخابات بما حملته وجاءت به من تزوير الى الجحيم.
لن يقبل البصريون بحكومة( جديدة) أفرزتها نتائج انتخابات مزورة،لقد دارت رحى التغيير في الثامن من تموز الماضي، وانتهت بحرق المبنى الحكومي، ثم انتهت بهزيمة الحكومة الحالية وهروبهم مرعوبين من المبنى الجديد، الذي تصدقت عليهم به وزارة النقل، فاذا أراد الرئيس عبدالمهدي إحراقه فما هو عن نار تموز القادم ببعيد، ونحن، هنا في البصرة أدرى بان النار تلك سيمتد أوارها أبعد، وواهم من يزيّن لك الأمر، ويقول لك بان بغداد ستسلم من رياحه، فالرياح البصرية(الشرجي الرطبة) لن تحمل من البحر الصُّبور والشانك والنويبي فقط، ستحمل النار أيضاً، حيث لا تنفع أحداً معها قراءةُ(يانار كوني برداً وسلاماً..). نتأمل أن يحمل دولةالرئيس ورقتنا هذه على محمل الجد، وهو القمين بذلك.