TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > (كهوة المميز) ملتقى عشاق المقام في القرن الماضي

(كهوة المميز) ملتقى عشاق المقام في القرن الماضي

نشر في: 25 إبريل, 2010: 05:32 م

كان البغداديون من هواة المقام العراقي والجالغي البغدادي يقصدون (كهوة المميز) الواقعة الى جوار المدرسة المستنصرية تسلسل 4/6 باب الاغا والمطلة على نهر دجلة والتي كثيرا ما ورد ذكرها وظهرت تصاويرها في كتب السواح والرحالة الاجانب والمؤلفين العراقيين والعرب.
كتب الرحالة الانكليزي "جيمس بكنكهام" الذي زار بغداد في اواخر القرن الماضي، عن المقاهي البغدادية يقول.. "وكان المقهى الذي يقع قرب المدرسة المستنصرية يبدو كأنه شعلة من نار على الجانب الشرقي من دجلة "كهوة المميز" واما المقهى الثانية وهي اكبر منه ويقع قبالته وبجوار الجسر العائم فانها تتقد بمصابيحها المتلألئة على الضفة الغربية". "ربما يقصد المؤلف كهوة البيروتي او الكهوة العكامة".  *ان شهرة كهوة المميز هذه (وهناك قهوة المميز الثانية الواقعة في جانب الكرخ والتي استملكت من وقف عادلة خاتون لغرض مقتربات جسر المأمون وكانت تعرف بالكهوة (المعلكة) لانها تقع في الطابق الثاني فوق سلسلة من الدكاكين ولها (بالقون) يشرف على نهر دجلة هي في موقعها الهادئ، المطل على دجلة وفي احياء ليالي الجالغي البغدادي، والمقام العراقي حيث كان يغني فيها اساطين قراء المقام والموسيقيون في ذلك الزمان، امثال احمد زيدان عميد المقام العراقي بلا منازع وشلتاغ وخليل رباز. توفي خليل رباز في كهوة المميز بعد احيائه حفلة جالغي بغدادي ومقامات وتولى المعجبون به واصدقاؤه الصرف على تشييعه ودفنه) وحسن الشكرجي ونجم الديار ورحمين نفطار ويوسف حوريش وصالح شميل ويوسف بتو وابن رجوان وابن عيشة وجميل الاعظمي ابو ندر وغيرهم.. ولم يكن لرشيد القندرجي مكان في كهوة المميز حيث كان مكانه في كهوة الشابندر (التي ما زالت موجودة) المقابلة (للاكمكخانة) ومدخل سوق السراي والقشلة، كما ان ابو جاسم محمد الكبانجي ، كما كان يعرف يومئذ بين اصدقائه ومحبيه.. فقد كان يومئذ على عتبة سلم الشهرة وقبل ان يصعد الى اعلى السلم ويتربع على عرش المقام العراقي ولما كان سني يومئذ لايسمح لي بالتردد على هذه الكهوة فكنت اتسقط اخبار المقام وقرائه وموسيقييه ممن هم اكبر مني سناً.. وفي الاربعينيات والخمسينيات اصبحت كهوة المميز اشبه بمكتبة عامة او ناد ثقافي او منتدى ادبي منها بكهوة لشرب الشاي والقهوة وتدخين النركيلة.. حيث اتخذها طلاب المدارس والكليات مكانا للدراسة والتحضير للامتحانات ، فصارت تعرف بكهوة (صاحب) نسبة الى المستأجر عبد الصاحب محمد الذي استأجرها طوال عشرين عاما تقريبا.. وفي اوائل الستينيات استملكتها امانة العاصمة من وقف عادلة خاتون استملاكا فوريا وادخلتها ضمن (كورنيش المستنصرية) الذي جرى افتتاحه من قبل عبد الكريم قاسم *ولما كانت كهوة المميز، قد استكملت من قبل امانة العاصمة، وحفظا للتراث البغدادي الاصيل الذي ترعاه الامانة المحترمة فمن الحق والانصاف ان تقوم الامانة نفسها وليس دائرة الاثار والتراث باعادة بنائها وجعلها منتدى للمقام العراقي والجالغي البغدادي وحسب، وانسب محل لذلك هي الجهة الجنوبية من ساحة القشلة الى جوار ساعة القشلة التاريخية وقد ينفذ سيادة امين بغداد المهندس طاهر محمد حسون هذا الاقتراح، وسيجزيه الله تعالى خير الجزاء ويسجل له تاريخ بغداد ذكرى جميلة، فان اعادة بناء هذه الكهوة وتجهيزها باللوازم المقتضاة كالتخوت الخشبية والنواركيل ودلال القهوة والسماورات والقواري وبوسائل التسلية والترفيه الجرئ كالمنقلة والطاولي والدومينة والشطرنج  و (الفوتوغراف  ذو الاسطوانات اللولبية) واحياء يانصيب (الدونبلة) (المسماة بينكو في الوقت الحاضر) كل ذلك سيجعلها المقهى الوحيد والفريد من نوعه في بغداد لانها ستستعمل صيفا وشتاء ليلا ونهارا صبحا ومساء. عن مجلة الحضارة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram