TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: "دبل"محافظ لبغداد!

العمود الثامن: "دبل"محافظ لبغداد!

نشر في: 22 ديسمبر, 2018: 09:23 م

 علي حسين

فجأة ومن دون مقدمات اكتشف مجلس محافظة بغداد أن العاصمة تحتاج إلى "دبل" محافظ، واحد لشؤون الإعمار الذي يزدهر بسرعة البرق، حتى أن عواصم مدن كبرى قررت دراسة تجربة بغداد في التنمية، والثاني لشؤون الفضيلة وضبط أخلاق أهالي العاصمة الذين يعيشون في بطر ورفاهيه لاتحلم بها مدن مثل طوكيو وبرلين وسنغافورة، غير أن الجانب الكوميدي في مشروع"دبل"محافظ"، لايتعلق بتوقيت إطلاقه، ولا بالفساد المستشري في أروقة مجلس المحافظة، وإنما بإصرار كلّ محافظ على أن يخبرنا أن بغداد تحتاج لجهوده، وأن مهمته ليست مفروشة بالورود، وأنه جاء إلى المنصب بكل ديمقراطية وشفافية.
والآن، محافظة بغداد بقيادة مجلسها"دبل"لاتزال تحتلّ مراتب متقدمة على لوائح الخراب والجهل والفساد، والناس فيها لاتريد أن ترى وجوه أعضاء مجلس المحافظة"المكفهرة"، ولايهمها أن يتصارع الإصلاح مع البناء من أجل المناصب، وليس من أجل الخدمات، سكان العاصمة يريدون مجلس المحافظة أن يذهب إلى متحف الكائنات المنقرضة، وهم لايحلمون بزمن بغداد المدنية في الخمسينيات والستينيات.فقط يريدون زمناً جديداً لاتتحول فيه العاصمة الى مدينة خرائب وظلام، تسيطر عليها عصابات كواتم الصوت التي ترى في العراق مجتمعاً جاهلياً، ألم يكن هناك مجتمع عراقي متديّن وفاضل، قبل أن تظهر علينا"نعمة"مجالس المحافظات"الإيمانية".
الناس انتظرت من هذه الأحزاب أن تفعل شيئاً أو تقدم بشارات خير يمكن من خلالها أن تبني مؤسسات الدولة، إلّا أننا فوجئنا أنهم لا يفعلون شيئا، ويسيرون على خطى"القائد المؤمن"، ويتحالفون حتى مع الشياطين من أجل اقتسام منافع ومغانم السلطة، وتحويل البلاد إلى دكاكين ينشرون فيها التخلّف والاستبداد.
ياسادة أصحاب مشروع"دبل"محافظ"، نتمنى عليكم أن تجيبونا، لماذا لا تزال العاصمة بغداد أشبه بقرية تعيش في زمن القرون الوسطى؟ ماذا فعلتم لبغداد في السنوات الأخيرة؟ لا أصدّق عادة الحكايات الخرافية عن المؤامرة الدولية التي تتربص بالنهضة التي يريد أن يقودها مجلس المحافظة! فمنذ سنوات وكلّ شيء في بغداد سيّئ وفاسد وعاجز.
ياسادة ياكرام : محافظ"دبل"وأعضاء مجلس محافظة،، لانريد مجلس محافظة ينظر إلى العاصمة بغداد كأنها غنيمة وجارية في بلاط الساسة.. الناس في بغداد تريد منكم أن تتركوهم بسلام.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram