رعد العراقي
مع إنطلاقة مباراة الصين اليوم الاثنين، المغلقة إعلامياً والمفتوحة في التبديل، سيبدأ منتخبنا الوطني رحلة الإعداد النهائي ضمن معسكره المقام حالياً في قطر عندما يخوض اختباره الأول أمام "التنين" صاحب المركز 76 عالمياً والسابع آسيوياً ضمن التصنيف الصادر من الفيفا للشهر الأخير من عام2018 .
معروف أن منتخب الصين الصديق مدجّج بالفكر الايطالي الذي صاغه لهم مدربه مارتشيلو ليبي ويعتمد على الصلابة الدفاعية وسرعة الانقضاض والتحوّل الى الحالة الهجومية وهو ما ظهر جلياً في أسلوب أدائه الفني الذي بدأ بالتصاعد تدريجياً خلال الفترة الماضية ويطمح فيه بأن يكون القوة الضاربة الجديدة في آسيا وتكرار تجربة اليابان وفرض سطوتها على البطولة الحالية لحصد اللقب الأول لها.
المباراة تشكّل بروفة حقيقية أمام خصم يمتلك كل المقومات الفنية ليكون مقياساً استكشافياً يتيح للكادر التدريبي لأسود الرافدين تطبيق أفكاره الخططية وتفحّص أداء لاعبيه وهم تحت ضغط المواجهة مع منتخب يجيد السرعة والإلتحام ووصل الى مراحل متقدمة من الإعداد النفسي والتكتيكي وهو ما سيشكل فرصة في غاية الأهمية لتدوين مواطن الضعف والقوة في خطوط الفريق والوقوف على جاهزية العناصر التي ستشكل التشكيلة الرئيسة التي ستخوض منافسات البطولة إضافة الى البدائل المناسبة التي يمكن أن تكون أوراقاً رابحة تعزز من خياراته التكتيكية بما يتناسب ونوعية المواجهات التي تنتظره.
كاتانيتش يدرك جيداً أو هكذا نظن به إن مساحة التجريب وتطبيق أفكاره لا تبدو متاحة أمامه بشكل مثالي وخاصة إن مرحلة الإعداد ربما ستقتصر على لقاء "التنين" الصيني ومنتخب "الفدائيين" الفلسطيني، لذلك فإن الغاية من اللقاءين لابد أن تكون حاضرة بعناية لبلوغ أقصى درجات الاستفادة، وتبدو أن التجربة الأولى هي أقرب الى أن تكون ميداناً للمزاوجة بين اختبار جميع اللاعبين ومنحهم فرصة عادلة لإظهار امكانياتهم بعد الاتفاق على إتاحة إجراء التبديلات بشكل مفتوح وأيضاً تطبيق جزء من الخطط التكتيكية بينما لقاء فلسطين سيكون ميداناً لوضع اللمسات الأخيرة لشكّل الفريق وملامح أدائه والثبات على التشكيلة الرئيسة والتهيئة النفسية لدخول أجواء البطولة.
لا نريد لنتيجة اللقاء أن تكون محطة نهائية للحكم على قدرة منتخبنا في المنافسة وإن كانت نتيجة الفوز ستشكل ورقة سحرية تخفف بعض الضغوط وترفع من الحالة المعنوية للاعبين وترسل إشارات مهمة للمنتخبات المنافسة على جاهزية الأسود ليكونوا رقماً صعباً قادراً على الوصول لمراحل متقدمة وبخلافه فإن التحكّم بردود الفعل على ما ستفرزه المباراة من معطيات قد تكون غير مرضية ضرورة لابد منها من أجل الحفاظ على زخم الإعداد وتماسك المنتخب في وقت حساس يتطلب زيادة الجرعات المعنوية والتشجيعية والحثّ على سرعة ترميم الثغرات دون التوقف كثيراً على دعوات اللوم والانتقاد الجارح الذي دائماً ما يظهر عقب أي لقاء سواء كان رسمياً أو ودياً وتسبّب بحالة إحباط سلبية.
للتذكير فإن منتخب 2007 كان قد تعرّض في رحلته الإعدادية الى خسارة بثلاثة أهداف أمام كوريا الجنوبية قبل أن يعود ويقصيها في الدور نصف النهائي، ومن ثم يحصد اللقب الغالي.
الجميع يأمل أن يكون لقاء المنتخب الصيني فألاً حسناً لمهمة منتخبنا قبل الدخول في المعترك الآسيوي المتوقع له أن يكون شرساً وشاقاً وخاصة بعد أن تلاشت الكثير من الفوارق الفنية بين منتخبات آسيا وظهور قوى جديدة يمكن أن تغيّر العديد من الحسابات والتوقّعات وهو ما يجب الانتباه إليه من خلال فرض الانضباط التكتيكي واحترام الخصوم والتعامل باحترافية مع كل مباراة بغض النظر عن تاريخ المنافس مع التحلّي بثقة البطل بكل التصريحات العلنية أو المحاضرات المغلقة مع اللاعبين التي تصدر من قبل الملاك التدريبي أو وفد الاتحاد المرافق له من أجل رسم ملامح الطموح والهدف في أذهان أسودنا ولا يتوقفوا عند حدود معينة!