اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > غيبوبة درس التربية الفنية

غيبوبة درس التربية الفنية

نشر في: 25 إبريل, 2010: 05:43 م

نجاة الكوازقبل البدء في الحديث عن مادة التربية الفنية نحتاج إلى جرعات عالية من ثقافة الفن، وعلى الأسس التي قام عليها الفن ومازال الفنان يضع قدراته ومدركاته بطريقة مدروسة لرفع الفن إلى مرحلة الإدراك ألتناغمي.
هناك علاقة ملتبسة بين درس التربية الفنية ومخلفات الدرس الثانوي ومن المؤسف والذي يحز في القلب أن العملية التربوية محكومة بظروف إيقاعية متداخلة من الأزمة المعرفية والإشكاليات الحقيقية لمنهج التربية الفنية الفكري ،فضلا عن أنصاف التربويين وضيق الأفق العقلي الناتج عن مخلفات ضعف المعرفة الفنية لمرحلة التحول الثقافي التربوي العام.لاشك أن هناك كارثة نوعية حلت بمادة التربية الفنية لتكون تحت وطأة تخندق عصبية شاملة لباقي الدروس على حساب مادة التربية الفنية ،لابد من أعادة النظر بمجمل العملية الفنية التربوية. يجب أن تكون لدينا رؤية واضحة ومؤثرة للفن لكي نكسر أفق التوقع السلبي الذي يحصر الثقافة الفنية في مربع ضيق، ومتى سنترك الزوايا المظلمة لندخل في سجال مطول  بالساحات المكشوفة  لكي نتحدث بها خارج الزمان والمكان من أجل إن نستخرج الهويات المكبوتة في المجتمع الفني التربوي . المشكلة التي نعاني منها باستمرار ليست أزمة وقتية ولكنها أزمة أزلية آثارها واضحة ،فعندما يتم إدخال مادة معينة إلى مواد الدراسة يتم ذلك على حساب حصص التربية الفنية ،ويتم تقليص دروس الفنية ألأسبوعية لكي تصبح درساً واحداً للصف الخامس والسادس وتدمج  معه مادة النشيد باعتباره درساً ثانوياً.ولكننا بلحظة برقية خاطفة نقول أن درس التربية الرياضية أيضا درس ثانوي، لكن حصصه باقية ولا يتم المساس بها وجذوره باقية وقوية. عندما نتحدث عن مادة التربية الفنية يجب أن نعرف بأنه نوع من أنواع الفنون ويعتبر وسيلة من وسائل التعبير عن انفعالات الإنسان وعواطفه وهو الينبوع الزاخر الذي لا ينضب ،وأيضا وسيلة لتنمية أذواق الطلاب وجعلهم يحبون الأشياء الجميلة عن طريق لوحة تنمي التصور عند الأطفال ويمكن تحقيق الهدف عن طريق تكوين رسوم جميلة إضافة إلى تنمية الناحية الوجدانية والفكرية لدى الأطفال .معلم التربية الفنية (الفنان) يحب أن يمتاز بصفة الإبداع والإدراك الحسي لموضوع الرؤى الجمالية ،وأن لا يقتصر درس التربية الفنية على الرسم والإعمال فقط بل يجب أن يشمل جميع أنواع الفنون (رسم ، فن الكولاج، نحت ، سرد القصص الهادفة للطلاب ،تمثيل ،موسيقى ،أعمال يدوية الخ).ويمتاز بقدراته واستعداداته الفطرية وحدسه المباشر بما يمتلكه من مقومات ذاتية للثقافة الاكاديمية والخبرة الجمالية ومعرفة كل الاصول والقواعد والتقاليد الفنية الموروثة والسائدة . ويجب أن يكون هناك علاقة تشابكيه بين موضوع علم النفس ودرس التربية الفنية للوصول إلى درس مثالي ،لأن النفس البشرية تظهر مكنوناتها عن طريق الرسم أو أحد أنواع الفنون الاخرى فيتم الاستدلال  على نفسية الطلاب عن طريق تفسير رسوماتهم مثلا أو محبتهم لنوع معين من الموسيقى الخ .الفن الجديد لابد أن ينشأ على أساس الفهم العميق لفن كل العصور التي أبدعها الإنسان والرجوع إلى طفولة الفن باعتبارها منهل البداية والرؤية المستقبلية والبدء بتحقيقها على ارض الواقع ،والاستفادة من جميع التاريخ التراكمي للتجارب والممارسات الفنية التي شغلت المساحة الزمنية بين بداية ظهور الفن إلى هذا التطور الهائل في عالم الفن وارتباطه بالإحداث والمتغيرات عبر العصور.تبدأ مشكلة درس التربية الفنية بعدم وجود مرسم خاص للفنية في أغلب المدارس أو أخذ المرسم ليكون صف لمرحلة معينة بسبب كثرة التلاميذ في أغلب مناطق بغداد ،وعدم بناء مدارس تستوعب إعداد الطلاب ،وكذلك التركيز على باقي الدروس وإهمال درس الفنية وتساهل أغلب المعلمين والمدرسين في حصصهم وإعطاءها لباقي الدروس ، المشكلة تحتاج إلى الكثير من العمل والجهد والتوعية بأهمية درس الفنية للطلاب باعتباره غذاء العقل الفني ،مثلما يحتاج الإنسان للغذاء من أجل أن يعيش فأنه يحتاج للفن لكي يشعر بوجوده في الحياة .وإدراك أهمية الفن بالنسبة للانسان يحتاج إلى وعي متعمق وتشعبات كثيرة للذات البشرية بعيدا عن التعصب والتطرف في الحياة، وعمل مشترك يبدأ من (المعلمين ،المدرسين ،الباحث الاجتماعي ،مدراء المدارس ،مشرفي التربية الفنية ،الإشراف العام ،ومدير التربية ،نقابة المعلمين وصولا إلى السيد وزير التربية )لوضع خطة مدروسة لتوعية التلاميذ والهيئة التدريسية  ومديرية التربية بأهمية درس التربية الفنية،عن طريق أقامة دروس وندوات ومؤتمرات توعية ومعارض تبين هذه الأهمية ويمكن التعاون  أيضا مع (بعض منظمات المجتمع المدني ، وزارة المجتمع المدني ،وزارة الثقافة ).نحن نفتقر لكادر مثقف، واعي، نشط  له عقلية متفتحة للتطور بعيدا عن الجمود والركود وتقديم المصلحة الشخصية على باقي المصالح .يقوم     بإجراء حوارات ومعارض وندوات مشتركة ليكون حلقة وصل ايجابية ،لا حلقة قطع ،ومن المؤسف إن الوزارات دائما تختار كادر غير مناسب وفي أغلب الأحيان الشخص الغي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram