علي حسين
عرفت السينما عبر تاريخها الذي تجاوز القرن بأعوام، الكثير من النجمات ملأنَّ الشاشة سحراً وجمالاً، من غريتا غاربو الى إليزابيت تايلور، مروراً بمارلين مونرو وريتا هيوارت والحسناء بريجيت باردو أيقونة الجمال الفرنسي، التي ما إن أحست أن العمر بلغ منها مبلغاً، اعتزلت واختفت في بيتها تعتني بحيواناتها بعيداً عن أعين الناس.
سيقول البعض يالك من كاتب رعديد تنسى أننا في بلد تتحوّل محافظاته كل يوم بقدرة وكفاءة مسؤوليها الى محافظات"مقدسة"، مسموح فيها سرقة المال العام، وتفشي الرشوة والمحسوبية ومعها المخدرات"الصديقة"، وممنوع فيها صوت الموسيقى والغناء لأنها رجس من عمل الشيطان!. وأتمنى عليكم أن تعذروني فقد كنت أنوي الكتابة عن التضحية والإيثار الذي قدمه محافظ البصرة أسعد العيداني وهو يتخلى عن كرسي البرلمان من أجل عيون أهالي البصرة، حيث أثبت المحافظ"الهمام"أنه لا ينام قبل أن يحصل متظاهرو البصرة على حقهم من الرصاص الحي.
منذ أسابيع يدور كلام كثير من أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي سيلجأ لـ"الخطة ب"في حال فشله بإقناع كتلة الإصلاح بمرشحه لوزارة الداخلية"ف.ف"– مختصر مريح لاسم فالح الفياض – الذي تكرر كثيرا، حيث يحاول البعض أن يوهم البسطاء، بأن مشاكلهم اليومية لا تتعلق بغياب الخدمات وانتشار الأمية والفقر، وأن معركتهم الحقيقية ليست مع سرّاق المال العام، ومروّجي الخطب الطائفية، وأن الأزمة العراقية ليست في سعي البعض إلى تقسيم البلاد لدويلات طائفية.. وإنما في عدم جلوس"ف. ف"على كرسي الداخلية!
إذا سئلت رأيي في الإصرار على أن يصبح فالح الفياض وزيراً للداخلية فأنا أجهل تماما، سيقول البعض أن رئيس الوزراء لا يملك شيئا من أوراق الضغط على القوى السياسية التي تصر على ترشيح الفياض، لكن ياسادة خطابات السيد عادل عبد المهدي أول أيام إعلان منهاجه الوزاري، كانت توهم الناس بأن التغيير أقرب إليهم من حبل الوريد، وأن أوراق الضغط جميعها بيد رئيس الوزراء، فماذا حدث، ليتحول حلم التغيير الى مسرحية مملة بطلها السيد"ف.ف".
لذلك، أنا حزين لغياب بريجيت باردو أكثر من حزني على إصرار البعض حرمان الشعب العراقي من"ف.ف"، لأنني في الحالة الاولى افتقدت جمالاً أخّاذا، أما في الحالة الثانية، فان السياسي العراقي اثبت ان ولائه للكرسي وليس للوطن!