حازم مبيضين بين آمال ميتشل في اختراق كبير خلال زيارته الحالية للمنطقة، وإعلان الوزير الاسرائيلي ايهود باراك عن أمله في استئناف المباحثات مع الفلسطينيين خلال اسبوعين، تقف دول الجوار حائرة إزاء مطالبة المبعوث الاميركي لها بدور ما في هذه المرحلة التي تحتاج إلى إرادة تاريخية.
وأمام تلميحاته بضرورة استغلال الفرصة قبل دخول بلاده في نفق الانتخابات، مع تشديده على أن رئيسه جاد في عملية السلام ويحتاج إلى شركاء أقوياء، لكن المشكلة حسب رأيه تكمن في أنه وعلى الرغم من أن جميع الاطراف متفقة على ضرورة إحياء عملية السلام نراهم يفتقدون الجرأة حين يأتي وقت التوقيع.ميتشل قدم لاسرائيل الجزرة، ولوح بالعصا للفلسطينيين، وأعاد خلال لقاء مع بنيامين نتنياهو تأكيد موقف بلاده بشأن العمل على دفع المصالح الاسرائيلية الأميركية المشتركة، وأكد خلال اللقاء ما قاله الرئيس الأميركي باراك اوباما بأن التحالف الأميركي الاسرائيلي لن يهتز، بل ستزداد العلاقات الثنائية المميزة رسوخاً في المستقبل. وهذا ما دفع مكتب نتنياهو للاعلان أن الاجتماع بين المسؤولين كان جيداً، وتناول احياء عملية السلام، ودفع الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز لابداء تفاؤله بشأن فرص إحياء عملية السلام، ومخاطبته ميتشل قائلاً إن حضوركم هذه المرة هو ضوء اخضر لاستمرار المباحثات، وبما يعني في محصلة الامر أن الامور تسير وفقاً لرغبات اليمين الصهيوني التي خضعت لها الادارة الاميركية.الفلسطينيون كعادتهم أكدوا أنهم معنيون جداً بنجاح الجهود الاميركية، وجهود الرئيس اوباما، لكن الذي يعطل هو ممارسات الحكومة الاسرائيلية الاستيطانية، وكعادتهم وصفوا الاجتماع مع ميتشل بانه كان إيجابيا، وأنه سيستمر بشكل آخر من خلال اللقاءات مع مساعده ديفيد هيل بشكل يومي، وهم في كل الاحوال ينتظرون اجتماع لجنة المتابعة العربية مطلع الشهر القادم، لمناقشة أفكار ميتشل الذي سيعود بدوره إلى المنطقة بعد اجتماعات لجنة المتابعة لمواصلة جهوده الرامية لتهيئة الاجواء لبدء المفاوضات. وبما يعني أن قرار المشاركة في اي مفاوضات سيكون عربياً وفلسطينياً بالتشاور، مع التأكيد الدائم على أن تصريحات نتنياهو التي أكد فيها أن اسرائيل ستواصل التوسع الاستيطاني في القدس والاراضي الفلسطينية ليست أقل من وضع العصي في دواليب أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة.واضح أن على الادارة الاميركية أن تعرف أن الفلسطينيين لن يعودوا إلى طاولة المفاوضات إلا إذا جمدت اسرائيل نشاطاتها الاستيطانية كافة في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، وأنه ليس كافياً التجميد المؤقت للاستيطان في الضفة مع استمراره في عاصمة الفلسطينيين المستقبلية، وأن على ميتشل الدخول في صلب الموضوعات الشائكة، مستنداً إلى أن المجتمع الدولي يعتبر المستوطنات اليهودية كافة في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس غير شرعية، هذا إن كان يعمل على تحقيق اختراق فعلي ينهي حالة الجمود المقلقة، ويتقدم خطوة فعلية باتجاه السلام المنشود. وواضح أن مطالبة ميتشل لدول الجوار حسب تعبيره، وهو يقصد الدول العربية ويخص السعودية بالذات بأن يمارسوا ضغطاً على الفلسطينيين كمن يحرث في الماء لان هذه الدول قدمت أقصى ما يمكنها في مبادرتها للسلام التي تشمل الاعتراف بالدولة العبرية وتطبيع العلاقات معها فور اقامة الدولة الفلسطينية إلا إذا كان وقت السيد ميتشل وجولاته المكوكية لم تسمحا له بالاطلاع على تلك المبادرة. rn rn
خارج الحدود :ميتشل ومبادرة السلام العربية
نشر في: 25 إبريل, 2010: 06:02 م