أربيل/سالي جودتيشهد اقليم كردستان وخصوصا مدينة اربيل انفتاحا وازدهارا واسعين لاسيما في المجال التجاري , حيث اخذت الاسواق تعج بانواع مختلفة من السلع والبضائع المتنوعة المحلية والمستوردة , ما ادى الى توسع رقع محال البيع بالتقسيط في جميع المناطق.
البعض من ذوي الدخل المحدود عد الشراء بالتقسيط الدواء السحري لجميع مشاكله رغم أن هذا الشراء يتحول إلى قيد للمستهلك , يغريه ليجد نفسه امام دفع عدة اقساط لعدة سلع فترهق ميزانيته كونه يعتمد فيها على راتبه المحدود . وهكذا تراه يتيه بسحر عبارات الاغراء مثل : بدون دفعة اولى بالتقسيط المريح , التقسيط بسعر النقدي فينفع لشراء مختلف السلع بالتقسيط بدءا من الالبسة وانتهاء بالبيت والسيارة رغم أن اسعار هذه المواد ترتفع لدرجة قد تصل إلى 25-40% في ظل غياب اي ضابط لهذه الزيادة سوى حاجة المستهلك التي غالبا مايتناسى في خضم اغراءاتهاارتفاع سعر الفائدة مقابل محدودية الدفعات المطلوبة شهريا . عن هذه الظاهرة استطلعنا آراء عدد من الموظفين فقال هوكر محمد موظف : من الصعب على الموظف تأمين متطلباته اعتمادا على راتبه , علما أن عصرنا يفرض علينا احتياجات استهلاكية كثيرة ومتزايدة , ورغم أن الراتب الذي نتقاضاه معقول إلا انني لا اكاد اراه الا خلال الاسبوع الاول من الشهر , وبعد ذلك يتبخر امام عيني فلدي طفلان ادفع لهما قسط الروضة بالاضافة لأقساط الكمبيوتر وقسط السيارة , وهكذا لا استطيع أن اتخيل كيف سأدبر اموري دون نظام الاقساط الذي يسهل علي تأمين حياة معقولة لي ولعائلتي .‏ عامر خورشيد موظف سنوات خدمته الوظيفية لا تتجاوز 3 اعوام تحدث قائلا : اعتقد ان البيع بالتقسيط له فائدة وتأثير كبيرين على المواطن ذي الدخل المحدود , فلقد استطعت ان اشتري ما يلزم عائلتي .. فرن كهربائي , مكيف هواء وثلاجة بالتقسيط , الراتب الشهري لايكفي لشراء هذه الحاجات لذا اجد البيع بالتقسيط مريحاً ولايجعلني مهموماً ومنشغلاً بتوفير متطلبات ضرورية لابد من شرائها , كما انها تسهل الكثيرمن الامور على الشباب المقبلين على الزواج. سوران عبدالرحمن موظف قال: احتياجات وطلبات عائلتي بازدياد مستمر ومتواصل و الراتب لايستطيع مواكبة هذه الزيادة بالمتطلبات وبما أن الحاجة ام الاختراع كان لابد من ايجاد طريقة سليمة لتلبية مطالب الاسرة فكان التقسيط هو الدواء المناسب ولكنه للأسف مع الوقت تحول إلى داء فسهولة التقسيط جعلت زوجتي تشتري الكثير من الكماليات التي كان باستطاعتنا العيش بدونها كالفريزر المستقلة وفرن المايكرويف.‏ ريدار محمد قال: من ينظر إلى الاعلى يتعب والانسان يحب أن يعيش في حدود دخله وامكاناته ,فسداد القسط يسبب قلقاً دائماً يلازم الانسان وعبءاًيلاحقه ويطرد النوم من عينيه واستطيع أن ارى ذلك في نظرات بعض الشباب الذين حصلوا على قروض أو سلف كبيرة.بالنسبة لي الدين والتقسيط لايقدمان حلا ففي البداية يسر وفرح وفي النهاية عسر وتعاسة. والمشكلة الاساسية في هذا الموضوع أن معظم الذين يلجؤون إلى الاقساط يشترون اشياء كمالية يمكن الاستغناء عنها فما الحاجة إلى شراء جهاز خليوي آخر موديل بالدين مثلاً?‏ او غسالة صحون وغيرها من السلع الكمالية.؟!سازكار شوكت موظفة قالت : المشكلة الحقيقية في موضوع الاقساط والديون أن معظم الناس لايقدرون آثارها السلبية في البداية واكثر المشكلات التي تخفي موضوع سداد الديون أو الاقساط تحدث في الاساس مع حديثي الزواج لما يعانونه من عدم معرفة أو دراية كاملة بطبيعة الحياة وعدم ادراك وتفهم لماقد يترتب من اثار جراء عدم القدرة على سداد الدين و الوفاء به , فالمصاريف لا تتوقف ما بعد الزواج انما تظهر هناك احتياجات اخرى لم تكن في الحسبان حينها يبقى المرء عاجزا ماذا يفعل , واضافت : من الواضح أن ازدياد الحاجات الاستهلاكية وانخفاض القدرة الشرائية للموظفين هما السببان الاساسيان لنمو تجارة البيع بالتقسيط الا أن المشكلة لاتكمن فقط في قيود الالتزام بالدفعات وانما تبرز بصورة اكبر في عدم وجود ضوابط تحدد نسبة الفائدة على السلع والتي قد تصل إلى 40 % من سعر السلعة في حين أن الربح من بيع هذه السلعة بشكل نقدي لايمكن أن يزيد على 10 % من قيمتها لكن الموظف راض بهذا الحال لأنه الحل الوحيد لإرضاء عائلته وتلبية رغباته ورغباتهم , ولكن عليه أن لاينسى أن يحدد الحاجات التي لابد منها فيبتعد ما امكن عن الدين من اجل سلع كمالية تغرقه في بحر يعكر ايامه ولياليه. ماريا رمضان معلمة تقول لا احبذ الشراء بالتقسيط فهو اشبه بالدين الشهري الذي يجب تسديده ,حينها يضطر الشخص الى التقشف في اشياء كثيرة حتى في مأكله من اجل تسديد الاقساط المترتبة عليه , اضافة الى ان الفائدة المضافة على السلعة مرتفعة قد تصل الى 40% لبعض الحاجيات , كما ان السقف الزمني المحدد للتسديد اجده محدوداً وقصيراً , وهذا يضر بذوي الدخل المحدود , حبذا لو كانت هناك اسواق تعاونية مدعمة من قبل الحكومة
البيع بالتقسيط بدايته فرح ويسر.. ونهايته عبء وعسر
نشر في: 25 إبريل, 2010: 06:02 م