علي حسين
في البدء، شكراً للنائبة "الصيّادة" وحدة الجميلي،لأنها سامحت العراقيين الذين تعرضوا لغسل دماغ وأساءوا الظن بخبيرة حقوق الإنسان، فقد تصور البعض أن"الصيادة"وحدة الجميلي كانت تطلق الرصاص من مسدسها بطراً واستعراضاً، ولكن تبين والحمد لله أن البروفيسورة الجميلي، التي حصلت منذ عام 2011 وحتى كتابة هذه السطور على ثلاث شهادات، الاولى في البيطرة والثانية في التخطيط الستراتيجي للأمن الوطني، والثالثة في الإدارة العامة، كانت تريد كسر أضلاع الطائفية والتطرّف، ولهذا فإن المؤامرة التي قادتها الماسونية والإمبريالية العالمية التي أرادت استغلال طلة"الصيادة"لتسقيط مشروع الجميلي السياسي، فشلت وقبُرت في مهدها.
والأهم إن الصيادة التي زاملت عامر الخزاعي فيما سمّي زوراً لجنة المصالحة الوطنية طمأنتنا نحن أصحاب الأعمدة اليومية بأنّ غياب حنان الفتلاوي ومحمود الحسن وعباس البياتي ومشعان الجبوري وصالح المطلك، لن يؤثر على مستوى الكوميديا السياسية في العراق، أو سمّها المهازل السياسية، وأنّ تجارتنا لن تبور، وأن مجلس النواب سيبقى منجماً مهمّاً لكتّاب من أمثال العبد الفقير لله.
ولهذا وبرغم المصائب التي تنتظر هذا الشعب المسكين لو كرسي وزارة الداخلية سرق من"الخبير الستراتيجي"فالح الفياض، أو أن الفضائيات لن تستضيف"دلّال المناصب"أحمد الجبوري، فإننا فزنا بمتعة التأمّل في وجه الصيادة وحدة الجميلي وهي تطلق الرصاص زهواً بالمناصب التي حصلت عليها منذ عام 2004 وحتى هذه اللحظة، عضوة في مجلس محافظة، عضوة في البرلمان، مستشارة لرئيس البرلمان، عضوة في مفوضية حقوق الإنسان، ثم العودة الظافرة لكرسي البرلمان.
ربما سيقول قارئ عزيز، ألم تقل الجماهير كلمتها عبر صناديق الانتخابات، ولم تكتف بذلك بل إنها منحت وحدة الجميلي أعلى الاصوات!!"2591"وهذا الرقم يكشف حقيقة صادمة لا نريد أن نعترف بها، إن هؤلاء النواب لا أحد من العراقيين سوى أقاربهم يتابع طلّاتهم التلفزيونية، والغريب أن هؤلاء النواب من (الصوبين) السنّي والشيعي، لا يكتفون بأن يكونّوا الأكثر حصدا للسخرية، لكنهنم يصرونّ على أنهم اصحاب مشروع التغيير!
معروف لدينا، منذ سنوات أننا نُجبر كلّ يوم على مشاهدة فديو كوميدي لأحد العاملين في حقل السياسة، ومنذ خمسة عشر عاما والنواب يقصفون الناس بحكايات الإصلاح المليئة بالدجل والشعوذة، ويقذفوننا بفتاوى مهدي الصميدعي وعلاء الموسوي التي يستبسلون فيها بالدفاع عن الخراب.