علي حسين
إذن، وبتغريدة شكّلت مفاجأة ومن دون مقدمات، اكتشف السيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة، أنّ قلب تياره اكتوى بحبّ البصرة، وأنّ هذا الحب لا يكون صحيحًا وحقيقيًا إلا بعودة المحافظة الى أحضان تيار الحكمة، بشرط أن يتسلّم تيار الحكمة الأموال كي يُصدّق أهالي البصرة أنّ تيار الحكمة يحبّهم، ويسعى جاهداً و"مشكوراً"لإعادة الأمور إلى نصابها وإرجاع ماجد النصراوي الذي خسرته البصرة بعد أن تنافست على خطفه مدن مثل سنغافورة ودبي وطوكيو،، فتيّار الحكمة حالياً والمجلس الأعلى سابقاً يعتقد أنّ البصرة ستصبح عاصمة الخليج العربي الاولى اقتصادياً، لو اعيدت لهم. هكذا قرّر السيد عمار الحكيم أن يبثّ أمنياته على شكل تغريدة يخبرنا فيها أن"تنافسُنا كتيار الحكمة على منصب المحافظ هو لإعادة إعمارها بعد إطلاق التخصيصات المالية من قبل الحكومة المركزية التي لابد أن تكون بأيادٍ أمينة".
لا أحد يشكّك في حب تيار الحكمة لمحافظة البصرة، لكن ما يسترعي الانتباه أنّ حبّ البصرة هذا لم يجلب لأهلها سوى الأسى والعذاب، والفقر والحرمان وغياب العدالة، والأهم غياب الضمير الوطني عند المسؤول، فمنذ سنوات ورجالات المجلس الأعلى الذين تحولوا صوب تيار الحكمة، وهم إما يجلسون على كرسيّ المحافظ أو يترأسون مجلس المحافظة، أو يحتلون الكثير من مقاعد مجلس المحافظة. وفي كل هذه الأوقات انتقل هذا الحب الى أرصدة بالعملة الصعبة، ليصبح التعبير عن الحب هذا غوصًا في وحل الخدمات، وابتذالاً لمفهوم الوطنية ومعاناة للملايين الذين يعيشون في ظروف حياتية بالغة السوء، إذ تتحوّل البصرة، وفقًا لهذا المفهوم الجديد للحب، إلى خزينة يقف عند بابها قطّاع طرق يستحرمون مصافحة المرأة، لكنهم يمدّون أيديهم بكلّ خفّة ورشاقة إلى أموال اليتامى والأرامل، في الوقت الذي يعلنون فيه عن حبهم الوطن، من خلال وضع أموال المحافظة في جيوبهم وما تبقى يحول إلى خزائن الأحزاب.
دائماً أُسأل: لماذا تكتب بإعجاب عن مدن مثل دبي وسنغافورة وكوالالمبور،، لأنّ هناك ما يكتب عنه؟ تأملوا حياتنا، فعماذا نكتب؟ تأملوا معي الخديعة السياسية وغياب العدل والقانون، ورائحة الكذب التي تخرج من أفواه المسؤولين. على مرمى حجر من البصرة أغنى مدن العالم، تستقر مدينة دبي حيث يسابق حكامها العالم في التنمية والإعمار والازدهار.فيما نحن نسابق العالم بتغريدات تويتر"مضحكة!