علي حسين
ارتدى"جهابذة"حزب الدعوة وعلى رأسهم"البروفيسور"خلف عبد الصمد صاحب ملفات الفساد"السبعة"وأشهرها لفلفة أموال مشروع تحلية مياة البصرة، الكوفية الفلسطينية وذهبوا لاسترداد القدس من مغتصبيها، واستحضر عبد الصمد ومعه خالد الأسدي كل طاقاتهم التمثيلية وذرف الدموع، فيما أخبرنا نائب متحمس أنّ أي حديث عن القضية الفلسطينية لابد أن يتم عبر موافقة السادة أعضاء مجلس النواب العراقي.
وقبل أن يفجّر خلف عبد الصمد ومعه ائتلاف دولة القانون ينابيع حنانهم في احتفاليةٍ صاخبةٍ شعارها"تحرير القدس يمرّ عبر المالكي"كانت حكومة حزب الدعوة وبقرار من"العلّامة"إبراهيم الجعفري قد أصدرت قراراً غير إنساني بتجريد الفلسطينيين المقيمين في العراق من الحقوق والامتيازات كافة الممنوحة لهم منذ عام 1948.
وسط ملفات الخراب والصراع على الكراسي، ودعوة النائبة"المجاهدة"عالية نصيف بإهدار دماء أهالي الموصل الذين تصفهم بالدواعش، وصراخ خلف عبد الصمد أن السيد نوري المالكي هو الوحيد القادر على إنقاذ العراق من أزماته، لم يجد رواد الفيسبوك سوى الانشغال بالأخبار التي تقول إنّ عدداً من السياسيين قد زار إسرائيل، وهي الفرصة التي وجدتها القوى السياسية التي تتعارك على المناصب والمكاسب، سانحة لتواري واختفاء ملفات شديدة الحساسية، من ذلك مثلا حديث الإصلاح السياسي الذي صار بنداً ثابتاً في الفضائيات، ومن ذلك أيضا حالة التعتيم والتكتيم المتعمدة على وقائع الفساد التي تستشري بشكل غير مسبوق.
اليوم أصبحنا تائهين ونتساءل؛ أيهما أخطر على المواطن، حديث وزير الخارجية العراقي عن حل الدولتين، وهو قرار بصمتْ عليه الدولة الفلسطينية بالعشرة أم وضع قوانين تمنع سرقة المال العام؟، قوانين للضمان الاجتماعي والصحي والتعليمي؟ قوانين تعالج البطالة ونقص الخدمات وانتشار الرشوة..
عاش العالم العربي في ظل الاستعمار الذي ترك لنا أكبر مأساة، عندما تآمر لاستبدال الكيان الصهيوني بفلسطين. غير أنه ترك لنا أيضاً انقلابات عسكرية كانت ذريعتها الوحيدة لاضطهاد الشعوب هي قضية فلسطين التي يرفع شعارها الثوار الكذبة الذين وصفهم مظفر النواب اصدق وصف :
من باع فلسطين سوى الثوّار الكتبة؟
هناك رجال دولة ورجال سياسة. رجال ضمائر، ورجال رغبات، ويبدو أنكم اخترتم الرغبات، لأنّ رجل الدولة الحقيقي، يكون نزيهاً وعاقلاً"والعاقل هو من يقول لكم : أمضى حزب الدعوة خمسة عشر عاما عاماً في السلطة والنتيجة خراب × خراب!