TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض :فواتير

كلام ابيض :فواتير

نشر في: 25 إبريل, 2010: 06:14 م

كريم محمد حسين أسعفتنا هذه الايام الامطار الخفيفة التي لها دور في تلطيف الجو، وتأخير الصيف بضعة أيام، لكنها ستنتهي على كل حال وترتفع درجات الحرارة، ومن جانبها وزارة الكهرباء تعد لنا حزمة من المبررات غير المطروقة في الاعوام التي تلت، والوعود التي قطعت،
وعلى لسان اركان الوزارة، والوزارات المعنية الاخرى، بأن الصيف القادم، أي صيف العام الفائت ستكون الكهرباء متوفرة، وتغطي العراق بأكمله وتتلاشى جميع الازمات الناجمة عن مشكلة الكهرباء، كونها أعاقت التنمية واقفلت المصانع وأيبست المشاريع الزراعية، بعد ان اطلقت وزارة المالية مستحقات وزارة الكهرباء، لكن هذه الايام لايبدو هناك تحسن، بل تقلصت الساعات تحت ذرائع قديمة لم يعد المواطن يستسيغها وغير قابلة للهضم، ناهيك عن الفساد الذى اخذ يمتد ويصل الى جباة فواتير الكهرباء المنتشرين في كل مكان وهذه الحالات تحدث كل يوم وفي كل زقاق ومحلة وهنا نؤشر حالة الفساد الغريبة والصلفة في آن معا حيث يأتيك في الصباح جابي الكهرباء، يحمل ختما وحزمة من الفواتير ويعاين عداد الكهرباء ثم يقطع لك الفاتورة، بعد ان يختمها ويعطيها الى صاحب الدار، بعد ان يستحصل مبلغ الفاتورة، ثم بذهب وبعد يوم او عدة ايام يطرق بابك شخص آخر، ويقول لك انا محصل فواتير الكهرباء، فتقول له بالامس دفعت الفاتورة، فيقول لك محذرا التعامل مع المزورين مدعيا ان هناك اشخاصا يحملون اختاما وفواتير للمحلات والازقة ويستحصلون المبالغ على انهم من دائرة الكهرباء، لكنهم ليسوا كذلك، وبعد هذا الشرح والنصيحة والتحذير، يرى المواطن نفسه مندفعا الى تسديد الفاتورة الاصلية لأنه يخاف انقطاع التيار الكهربائي، لكنه ظل يسأل النفس: من هو الاصلي ومن هو المزور فهي نفس الاختام والفواتير؟ وأرقام العداد هي هي، لكنه يدفع مرتين لتيار ضعيف ومتقطع، والسؤال هنا: اين تشكيلات الكهرباء ودوائرها وآلاف الموظفين الذين أرهقوا روح الموازنة، حيث بلغت تخصيصات وزارة الكهرباء التي لاتعمل الى اكثر من موازنة سوريا والاردن، لكن دون اي جدوى فالوزارة وعلى مدى سنوات انقطاع التيار الكهربائي في العراق، وهي تسوق المبررات وتنشر الاحلام بمواسم من الضوء يكفي البلاد والعباد وربما تصدر الكهرباء الى دول الجوار حسب اخر الاحلام ،بينما مساءات بغداد يلفها الظلام وهي تنتظر خيوط الصباح لتنعم بضياء الله، وليس ضياء وزارة الكهرباء المنتهية صلاحيتها منذ اعوام.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram