اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ذهبَ عباس وجاءت عالية

العمود الثامن: ذهبَ عباس وجاءت عالية

نشر في: 9 يناير, 2019: 09:14 م

 علي حسين

منذ بداية الفيلم الرديء عن زيارة"الناشطة"الإصلاحيّة عالية نصيف إلى إسرائيل نكتشف أنّ مثل هذه الأخبار لم تكن إلا فقرة في مسلسل إلهاء العراقيين، وتحويل الأنظار، بعيداً عما يجري في البلاد من صفقات مريبة لتوزير فلان ووضع علان في منصب نائب رئيس الجمهورية. الجميع يعرفون أنّ مهرجان الخطابات عن فلسطين سينعقد وينفضّ، من دون أن يتغير من الأمر شيء، وأن نواب الصوت العالي يؤدون أدواراً رسمت لهم بعناية.
لذلك، يصبح مصدر الدهشة الحقيقية في الموضوع أنّ هناك من يبدو مستغرباً من حديث عالية نصيف من أنها ستزور فلسطين وهي محرَّرة بقيادة المهدي المنتظر، في كلّ أزمة الخراب تبدأ مثل هذه العروض المملة ونجد من يستحدث فقرات مبتكرة من ألعاب السيرك السياسي العراقي، تلفت الانتباه، وتفرض موضوعاً جديداً على مواقع التواصل الاجتماعي، جرياً على العادة القديمة للطبقة السياسية العراقية، منذ كانت تعرض مسرحية"حنان الفتلاوي"، ثم تطورت المسألة بعض الشيء، باستخدام الببغاء محمود الحسن، وقبله الضاحك محمود المشهداني الذي نافس عباس البياتي في قفشاته. واليوم يتم الاستعانة بعالية نصيف وقندرتها الذهبية التي استخدمتها كوسيلة للتحاور مع الساعين إلى إيقاف مسيرتها"الوطنية"، وقد كنتُ مثل ملايين العراقيين أتابع النائبة"الذهبية"منذ أن جلست على كرسيّ البرلمان قبل أكثر من 12 عاماً وأؤمن كما يؤمن غيري كثيرون أنّ أفكار وخطب السيدة عالية نصيف لو تم إلقاؤها على شعب آخر لأصيب معظمه بنوبات هستيرية من الضحك. ولهذا لم تفاجئني تصريحاتها حول زيارتها لفلسطين في أخر الزمان، لأنها مؤمنه ببقائها على كرسيّ البرلمان حتى آخر العمر، وأنها لن تغادر المشهد السياسي، لأنها جزء أساس منه وصورة صادقة للكوميديا البرلمانية العرافية التي لاتشبهها حتى كوميديا مدرسة المشاغبين، وأنا متأكد أنّ تصريح عالية نصيف سيمرّ من دون أن يُحاسبها البرلمان ، لأنها تعوّدت أن تقول ما يتمناه قادة الأحزاب السياسية،فالسيدة النائبة تتخلّى عن الموضوعية حين يكون الحديث عن أحزاب السلطة، وهي تعتقد أنّ غالبية الشعب يحبّون السياسيين وإنجازاتهم العظيمة ويفضلونها على ساسة ومسؤولي بلدان عجزوا عن خدمة شعوبهم مثلما فعلت عالية نصيف ورفاقها خلال الخمس عشرة سنة الماضية.
ولهذا بعد التصريح الأخير لعالية نصيف جاء الوقت الذي أعتذر فيه لعباس البياتي، عن ظلم مارستُه عليه، عندما اعتبرتُه نموذجاً للإسفاف، لأنّ الأيام تثبت أنّ من الظلم تشبيه أيّ نائب بعالية نصيف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

انخفاض القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا العملاقة للشهر الماضي

غوغل تعلن عن ميزات جديدة للخرائط مع Waze

تشكيل تحالف 'المادة 188': رفض واسع لتعديلات قانون الأحوال الشخصية واحتجاج على المساس بالحقوق

 7 نقاط  حول التعامل الفعال مع حالات الأرق

سان جيرمان يقترب من حسم رابع أغلى صفقة في تاريخه

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram