TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان :العراق ولغز "أبو الهول"

كتابة على الحيطان :العراق ولغز "أبو الهول"

نشر في: 25 إبريل, 2010: 07:53 م

عامر القيسي مشكلة بعض الكتاب العرب والاعلام العربي عموما انه ناصب العداء التجربة العراقية الجديدة منذ انطلاقتها بعد سقوط الدكتاتورية في التاسع من نيسان  2003 ، فضائية الجزيرة على سبيل المثال ، التي تتحدث بلاهوادة عن الاحتلال في العراق ،
تنسى أو تتناسى ان مقر قيادة القوات الامريكية في الشرق الاوسط لا تبعد سوى امتارا قليلة عن مكتبهم ، وهو المقر الذي كان يقود عمليات حرب اسقاط صدام . ربما يكون هذا الكلام قديما نوعا ما ، لكن الاخوة الكتاب العرب يتحفوننا بانتقاداتهم وتحليلاتهم عن الوضع العراقي باستمرار  . السيد خالد عبد العزيز السعد كتب في صحيفة السياسة الكويتية مقالا بعنوان " العراق والسبع العجاف " تحدث بلغة مليونية  فخمة ففي العراق " قتلى بالملايين " و" ومهاجرون بالملايين " و" لاجئون بالملايين " و " مليونا ارملة " و" اربعة ملايين يتيم " ماالذي ابقاه لنا السيد السعد من الناس المليونية هذه ، وأعتقد انه لايريد ان يرى الملايين من التلاميذ الذين يتوجهون يوميا الى المدارس والكليات ، ولا الملايين غيرهم من الموظفين الذين يؤدون اعمالهم في مؤسسات الدولة ، ولا الملايين التي تقاتل الارهاب والجريمة وتبني العراق حجراً على حجر، انه لايريد ان يرى غير المبالغات التي في مخيلته . ويقول السعد في فقرة اخرى " كل ما يقال عن العراق المحتل خلال الاعوام السبعة العجاف التي عاشها الشعب العراقي يبقى في نطاق الصراع الطائفي " . فيما يتعلق بالاحتلال فلا اعتقد ان الكاتب السعد لايعرف ان طلائع القوات الامريكية التي اسقطت صدام قد انطلقت من أراضي بلاده ، وان حكومته قد استنجدت بقوات الاحتلال لتحرير بلدها من الاحتلال الصدامي ، ولا اظنه غافلا عن القوات الامريكية التي بقيت في بلاده تحت اي مسمى دون ان يعلن عنها ، في نفس الوقت الذي اعلنا فيها عن اتفاقيات سحب القوات الامريكية من العراق ، ونشرت الاتفاقية كاملة في وسائل الاعلام من دون ملحقات  سريّة ، ربما يعتقدها الكاتب أو غيره موجودة خارج نصوص الاتفاقية .ويستمر السعد في ماراثون هجومه على التجربة العراقية فيقول في فقرة من مقاله " الانتخابات التي يقال ان الفائز الأكبر فيها هو العراق كذب ودجل " ، ومن باب التذكير نقول للسعد ان انتخابات الكذب والدجل المستاء منها جدا ، انتجت لنا ثلاثة رؤساء وزراء وثلاثة مجالس للنواب وحكومات محلية منتخبة ودستورا استفتاه ملايين الناس من اقصى العراق الى اقصاه ، ومن الملائم جدا ان نطرح على الكاتب الجليل سؤالا خبيثا وبسيطا ، ان كان باستطاعة ذاكرته المشحونة بالارقام المليونية العراقية ، ان تتذكر آخر مرّة تم فيها استبدال وزير بآخر من وزراء حكومته ؟ ربما سيكون الجواب عسيرا ، لان المرّة الاخيرة التي نطالبه بتذكرها بعيدة الى الحد الذي لايمكن تذكرها.نتفق مع الكاتب بشأن الكثير من كوارثنا ، التي وزعها صدام علينا وعليهم ، لكن مانقوم به من عمل تأريخي ليس لغزا كما يتصور الكاتب ، لان الافضل لديه ان يكتب عن المساحات التي يفهم فيها بدل ان يطرح حيرته التي لانفهمها حين يقول:اللغز العراقي ابعد بكثير من لغز أبو الهول "! 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram