رعد العراقي
نجاح أسود الرافدين في تخطي المنتخب اليمني الشقيق بثلاثية نظيفة في ثاني مبارياته ضمن نهائيات آسيا المقامة حالياً في دولة الإمارات ومعها ضمان إحدى بطاقات التأهل لدور 16 شكلت انعطافة مهمة وبداية صحوة حقيقية بعد أن كسرت أسوار القلق التي رافقت أجواء مباراته الأولى أمام فيتنام وبددت الشكوك حول إمكانيات وصوله الى مديات بعيدة في البطولة.
الفوز لم يكن يمثل الحسنة الوحيدة، بل كان ضمن الحسابات المنطقية هو الخيار المتوقع بنسب ترشيحات كبيرة عطفاً على إمكانية المنتخبين إنما كانت هناك إشارات في غاية الأهمية هي من منحت النتيجة رؤية تفائلية بما سيقدمه الأسود في قادم المباريات تتمثل في استماع الوفد العراقي والكادر التدريبي لكل الملاحظات ونقاط الخلل التي شخصت من أصحاب الرأي والخبراء والإعلام الرياضي والتفاعل معها بمختلف توجهاتهم والعمل علي ايجاد الحلول السريعة لها وهو ما تجسد على أرض الميدان حين شهدت التشكيلة تواجد أبرز الأسماء التي لعبت بتكتيك يناسب قدراتهم الفنية مع لمسات سريعة وحيازة شبه مطلقة والتحرك بدون كرة إضافة الى أسلوب التغطية الدفاعية والضغط على الخصم وهو ما يحسب لكاتنايتش والملاك التدريبي.
الأمر لم يتوقف على حزمة الايجابيات المسجلة بل تعداها الى ارتداء المنتخب الوطني ثوب البطل وبدأ يتسلح بالشخصية المعنوية وثقة الأداء وهو ماراهن الكثير عليه ممن خبر ميزة التصاعد التدريجي لمستوى الاداء ومعه الطموح في كل البطولات التجمعية فهو يبدأ بظهور أول غير مقنع ثم ينطلق بسرعة وثبات نحو المراحل المتقدمة ولنا في الكثير من البطولات مثالاً يؤكد ما ذهبنا اليه أكثرها وضوحاً هو بدايته المتعثرة أمام تايلاند في نهائيات آسيا عام 2007 ومن ثم وصوله الى المباراة النهائية وحصوله على اللقب الغالي.
الخطوة الاولى تحققت بالانتقال الى الدور الثاني بعد حصد نقاط مباراتي فيتنام واليمن التي تمثل خير إعداد أمام الملاك التدريبي للوصول للجاهزية التامة في تخطي لقاءاته القادمة وهي تمثل بديلاً جيداً لمطالبات كاتانيتش قبل بداية البطولة في تأمين مباراة أخيرة قبل دخوله المنافسة وبالتأكيد فإن ما دونته أجندته من ملاحظات حول أسلوب الأداء وقدرات لاعبيه وهم تحت ضغط البطولة والجماهير سيكون مقياساً له أكثر دقة يسهم في استخدام أدواته وتوظيفها بما يتناسب وقدرات المنافسين.
لا نريد لمباراة إيران القادمة أن تشكل ضغطاً نفسياً على اللاعبين وإن كانت لها أهمية في تحديد بطل المجموعة ومايشكله اللقاء من ديربي مرتقب يحمل معه تاريخاً يحاول معه كل فريق أن يسجل فيه نتيجة ايجابية تمنحه دفعة معنوية لتكملة المشوار إلا أن التفكير في اعتبار الانتصار في هذه المباراة هو مطلب أساس لابد منه وفق حسابات اختيار الطريق الأسهل سيجرح ثقة اللاعبين ويظهر الخشية من إمكانية مواجهة فرق بعينها في الدور 16 وهو ماسينعكس علي تركيز الأسود ويضعهم تحت مطرقة الإحساس بان احتمالية حصولهم على المركز الثاني بمثابة الخروج من المنافسة لصعوبة الخصوم وهو ما يتوجب على الوفد الإداري والفني والجماهير والإعلام الرياضي مغادرة هذا التوجه والذهاب نحو تعزيز الثقة والمطالبة باداء مشرف بعيداً عن أي توتر ليعزز من ثباتهم في الميدان ويكون نداً للفريق الإيراني دون الافراط بضياع الجهد البدني وروح المطاولة التي ستكون عناصر مهمة في مواصلة المشوار بغض النظر عن أي منتخب يمكن أن نواجهه فالبطل الحقيقي هو من يؤمِن إن كل الطرق تؤدي به الى اللقب!