بغداد/ المدىهل ينفتح جرح الاقتتال الطائفي مرّة أخرى بعد ان عالجته الممانعات الوطنية العراقية الشعبية ؟ سؤال مثار هذه الايام عند مختلف شرائح الشعب العراقي ، من المواطن البسيط الى النخب السياسية ، بل بما في ذلك الولايات المتحدة الاميركية التي تتهيأ لترحيل وجبة جديدة من جنودها واعادتهم الى وطنهم .
السؤال لم يأت من فراغ ومخاوفه لها دلالات واقعية وتحديدا بعد السابع من آذار الجاري حيث انجز الشعب العراقي استحقاقه الوطني بنجاح الانتخابات على وفق معايير دولية أكثر من جيدة . ومنذ ذلك التأريخ تصاعدت اعمال العنف، اغتيالات، عبوات لاصقة، تفجيرات من مختلف الانواع توّجت بتفجيرات الجمعة في كل من مدينة الصدر ومحافظة الانبار، ولم تجف الدماء حتى كانت تفجيرات حي العامل، وظهور مسدسات الكواتم بصورة اوسع .همام حمودي القيادي في الائتلاف الوطني يعتقد ان هذه التفجيرات يقف وراءها اعداء العملية السياسية ، واضاف حمودي لـ"المدى "  يجب ان تنصب العملية السياسية القادمة على خدمة الشعب العراقي ، وان يكون الرد سريعا بعقد الطاولة المستديرة وبلورة برنامج مشترك وصيغة تشاركية لنزع فتيل الاهداف الارهابية والعمل على تشكيل الحكومة بشكل سريع . فيما يرى عمر الجبوري القيادي في القائمة العراقية : ان هذه الاعمال الارهابية المجرمة تستهدف الجهد السياسي المبذول بين السياسيين لانهاء المخاصمات والتجاذبات فيما بين الكتل السياسية ، لذلك يجب المضي سريعا لوضع برنامج لتشكيل الحكومة والخروج من المأزق ،واضاف الجبوري لـ" المدى": اعتقد ان من يفعل ذلك قوى خارجية واخرى داخلية لوضع معرقلات امام جهد الشعب العراقي لانجاز مهام المرحلة ، وعلى القوى الامنية ان تتعامل مع هذه الاوضاع بعقلانية وروح مهنية وتفويت الفرصة على اعداء العراق لتحقيق مآربهم الدنيئة . فيما يعتقد القيادي في ائتلاف دولة القانون الذي قال لـ"المدى": من الواضح كرد فعل طبيعي ان ترتكب القاعدة مثل هذه الافعال الاجرامية بسبب الضربات الاخيرة التي وجهت لهم، الآمر الذي ادى الى ان تتخذ القاعدة اسلوبا جديدا يتمثل في ارتكاب الجرائم ضد طائفة معينة لجرها الى ردود افعال، ثم تنفيذ جرائم اخرى ضد طائفة اخرى لغرض فتح باب الصراع الطائفي الذي دفناه منذ سنوات. وهذه قضية معلومة لدينا ، وأضاف الأديب: " ان القاعدة تسعى لعودة العراق الى المربع الأول، الى الفتنة الطائفية ، لكن على الشعب العراقي ان يعي هذه الاهداف وعلى القوى الامنية ان تتحمل مسؤولياتها في مطاردة قوى الشر من القاعدة وعصابات الجريمة  المنظمة .فرياد رواندزي  القيادي في التحالف الكردستاني ، يرى ان هذه الاعمال الاجرامية لم تنقطع ، صحيح ان نسبتها خفت ، لكن زيادتها في الوقت الحاضر هي رسالة خطيرة تبعثها هذه الجماعات للحكومة والكتل الفائزة، واضاف في حديث لـ"المدى ": ان رسالتها تتمثل بأن العراق لن يستقر . وامام الكتل السياسية مهمة صعبة ، وهي بناء العراق الجديد، والاجابةعلى هذه الرسائل الاجرامية بالمزيد من الجهد الاستخباراتي لرصد هذه الجماعات والقضاء عليها وحماية أرواح الناس التي هي امانة في أعناق السياسيين . بين الطاولة المستديرة والاسراع بتشكيل الحكومة وتنظيم الجهد الاستخباري ومنع التدخلات الخارجية ، سيبقى السؤال مفتوحا على مصراعيه:متى ننتهي من هذه القصة؟