TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: بابل "الكازوز"..!

شناشيل: بابل "الكازوز"..!

نشر في: 16 يناير, 2019: 09:14 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

حين يُقال إنّ هذا أو ذاك هو"أكبر مشروع استثماري" في محافظتك، ينصرف ذهنك مباشرة الى مصنع للآلات والعُدد الثقيلة أو مصنع للمنتجات النفطية والغازية في بلد يعوم على بحر من النفط والغاز، أو أقلّه للملابس، أو مشروع زراعي أو سياحي أو مشروع طرق وجسور ... وهذا كلّه ممّا يعوزه الكثير من محافظاتنا.
لكنّها صدمة حقيقية أن تقرأ خبراً يفيدك بأن "أكبر المشاريع الاستثمارية في محافظة بابل" هو معمل للعصائر والمشروبات الغازية (الكازوز)!! .. نعم، لا خطأ في هذا، والمعمل اسمه "الواحة"، الذي أعلنت هيئة استثمار بابل أن أعمال توسعته (زيادة خطوطه الإنتاجية) قد بدأت وأن كلفة هذه الأعمال ستبلغ 40 مليون دولار. لا استهانة بالمشروبات الغازية والعصائر وصناعتها ... أيام زمان كان معمل شركة كوكا كولا في الحلة من أشهر المعامل في البلاد، وكان إنتاجه متميّزاً، ويُصدّر الى بلدان الجوار، لكنّ المحافظة لم تحبس نفسها في إطار هذه الصناعة. في السبعينيات من القرن الماضي نشأت مصانع كبرى (قطاع عام) للمكائن الزراعية والسيارات (في الإسكندرية) والنسيج ( في الحلة)، فضلاً عن مشاريع صناعية أخرى وزراعية وإروائية وسياحية. وكان من المفروض أن تُعاد الحياة الى تلك المشاريع الكبيرة ومنها مصنع الإسكندرية للسيارات والشاحنات، ويجري تطويرها لتحسين إنتاجها وزيادة كميته، فالصناعة الحقيقية المجدية والمجزية هي الصناعة الثقيلة.
نعرف أن بابل من المحافظات المنكوبة في عهد النظام السابق، بعد الانتفاضة، وفي العهد الحالي أيضاً، فمن سوء حظّها وحظّ شعبها أن مقاليد الأمور فيها تولّاها العديد من المسؤولين الفاسدين الذين حمتهم أحزابهم المتنفّذة (إسلامية في الغالب) وحالت دون فتح ملفات فسادهم، أو أنهم استفادوا من قانون العفو العام سيّئ الصيت الذي انتهى الى أن يُكلّل بالغار كبار مسؤولي المحافظة الفاسدين بدل أن ينالوا العقاب الحازم والصارم الذي يستحقون، مثلما كُلّل بالغار في مقابلهم مجرمون إرهابيون صُمِّم القانون على قياسهم وقياس الفاسدين، ليصبح الفاسدون والقتلة الإرهابيون سادة في ظلّ النظام الجديد، فيما العديد من الوطنيين النزيهين الأكفاء ملاحقون بالتهم الملفّقة أو الكيدية الباطلة، أو بالتمييز والتهميش !!
إنه حكم الإسلام ... السياسي!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

«الإطار» يطالب بانسحاب السوداني والمالكي.. وخطة قريبة لـ«دمج الحشد»

تراجع معدلات الانتحار في ذي قار بنسبة 27% خلال عام 2025

عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

بغداد تصغي للكريسمس… الفن مساحة مشتركة للفرح

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram