TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > خطــاب النهضة..أسئلة فـي النص، مشكلات بالوجود

خطــاب النهضة..أسئلة فـي النص، مشكلات بالوجود

نشر في: 26 إبريل, 2010: 04:29 م

علي حسن الفوازثمة الكثير من الطروحات المعاصرة التي بدأت تثير الكثير من الأسئلة حول ازمة العقل العربي، وأزمة تواصل أزمته في عدم استيعاب دروس الماضي في سياقه الصراعي، وأزمة فوبياه أمام المستقبل الذي يصنع الآخر بامتياز واضح..
هذه الأزمة بدأت تنعكس على معطى إشكاليات الحداثة، وإشكاليات الهوية، وإشكاليات صناعة النسق الإنساني للمجتمع الذي يمكن ان يصنع(الدولة) المعاصرة ويعزز وجودها كنظام مدني مؤسساتي، يملك القدرة على حماية المجتمع..مشكلات الحداثة هي الوجه الاخر لمشكلات النهضة، خاصة تلك النهضة التي يجب ان تقترن بالعديد من التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، مثلما تقترن بأشكال من (التغايرات) التي تتشكل داخل منظومة الأنماط الاجتماعية والسياسية، خاصة نمطية الجماعات السياسية والاثنية، ونمطية الدولة التقليدية، ونمطية بعض المؤسسات الدينية، اذ ظلت تلك النمطيات رهينة بوقائع وأزمات داخلية مثلما هي أزمات خارجية ارتبطت بالاحتلالات الأجنبية.أزمة هذه النمطيات هي الوجه المقابل لمشكلات النهضة، بكل ما تعنيه هذه المشكلات من تشوهات واختلالات عميقة في البنى الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. وهذه المشكلات اصطنعت لها بالمقابل أزمات صناعة الهوية وصناعة النظام الاجتماعي التعددي، اذ أسهمت هذه الأزمات في تشويه صناعة الدولة، وتيسير أدوات وجودها ونهضتها.. وللأسف فاننا نجد أنفسنا أمام الأسئلة التي طرحها العقل الغربي قبل اكثر من ثلاثمائة سنة، حينما تشكلت ملامح النهضة الأوروبية، وبدء نشوء خطابها التنويري..هذا الخطاب الذي اقترن بتحولات اقتصادية كبيرة تركزت فيها الثروات ضمن سياق بناء النظام الدولتي والنظام الاجتماعي والسياسي، مثلما اقترن أيضاً بتنامي الحريات التي مهدت لتوليد الإطار التنظيمي لفكرة المواطنية التي صارت جوهر اشتغالات العقل النهضوي..أسئلة النهضة هي مركب من أسئلة الحداثة، وأسئلة النظام الاجتماعي/السياسي، وأسئلة إعادة توظيف الثروات في بناء أسس هذه النهضة، اذ لا نهضة بدون ثروات، ولا نهضة بدون تخطيط لتوظيف هذه الثروات، مثلما لا نهضة بدون حريات..لذا باتت أزمة الأسئلة هي الأزمة الكبرى التي بات يتعاطى معها العقل السياسي العربي، الأسئلة التي تتعلق بالثروات ووظيفتها والتي كثيرا ما تصنع لنا تنميات مشوهة، وأزمة تتعلق بالحريات والتي ترتبط أصلا بأزمة الدولة الجامعة التي تحمي هذه الحريات..أزمة الدولة صنعت لنا بالمقابل أزمات مجاورة، منها ما يتعلق بالصراع بين مكونات مجتمع هذه الدولة، ومنها ما يتعلق بعدم اندماج الجماعات الاثنية وحتى السياسية والدينية في سياق علاقات أخرى للدولة..واحسب ان ازمة الدولة هي أزمة الجماعات ذاتها التي تتصارع فيما بينها على الثروة الصانعة لقوة الدولة، وأزمة الثقافات التي تتمثلها هذه الجماعات، خاصة نمطية هذه الثقافات وانتماءها للماضي اكثر من الحاضر..حتى ان البعض من الجماعات بات يثير اسئلة حادة تشكك بفكرة النهضة أصلا، وتثير حولها لغطا وشكوكا، وربما تخضعها الى قراءات جديدة تقوم على نوع من الريبة والشك في مرجعياتها وهويتها وفي قدرتها على إنتاج أنماط جديدة للمعيشة والرفاهية واشكال معاصر للدولة التي تستوعب إشكاليات الحاضر..الباحث عبد الغفار نصر، في كتابه القيم "إشكاليات النهضة ومعوقاتها"، يسعى الى قراءة استثنائية لعديد محاور هذه الإشكاليات،  يستكشف عوامل تأخر المجتمعات العربية، والإخفاقات التي لازمتها منذ قرون، وهو اذ يشير الى بعض المحطات المضيئة في التاريخ، إلا انه يتوقف كثيراً أمام الحلول التي يؤكد عليها، والتي تركز من خلال طرحه أسئلة عديدة أمامنا بغية النهوض من العثرات التي تعترضنا، لينتهي في قراءته إلى أهمية إيجاد المسارات التي تضع النهضة كمفهوم وإجراء ضمن سياق تاريخي فاعل..يبدأ الباحث نصر في تحليل عصر محمد علي باشا في مصر وبلاد الشام وطموحه في إنشاء دولة قوية في مصر، ولكنه في توجهه نحو بلاد الشام للحصول على وسائل الثروة والقوة لم يكن يتجاوز إطار تحقيق مآرب شخصية، وفي إقامة دولة مملوكية أداتها عناصر تنتمي الى مكونات أخرى خارطة عن نمطية الحكم التي حددت هويته وطبيعة علاقاته ومرجعياته في الإدارة والسلطة والثروة. واحسب ان الخروج عن النمط الاثني الذي افرز تشكلات جديدة ارتبطت بانهيار ما كان يسمى بانهيار نمط الدولة العربية القديمة(دولة السلطنة/الخلافة) وبدء مرحلة نشوء مرحلة جديدة وصراعات جديدة لم يستوعبها العقل العربي التقليدي الذي ظل يعيش أوهام الدولة القديمة.. ومن هنا تبدو اغلب الحركات (الثورية) التي حاولت استعادة(ظاهرة)الدولة، التماهي مع استعادة اشكالها الثقافية، خاصة ما يتعلق بالمجد التليد، وصور الفخر والاعتزاز بالكبرياء والقوة، لكن الفاعلية الحقيقية التي تصنع ما هو نهضوي ظلت محدودة جدا، وربما غائبة..ولعل نشوء الدولة الحديثة كان محاولة غائمة للحديث عن مفهوم الاستعادة، رغم ان هذه الدولة قد ارتبطت باشكال معقدة من الاحتلال الغربي(الفرنسي والانكليزي والايطالي) بشكل خاص.rnالثورة واللا ثورةان اغلب ما سمي بالحركات الثورية بمرجعياتها المتعد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram