TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: إخفاق مبكِّر لرئيس البرلمان

شناشيل: إخفاق مبكِّر لرئيس البرلمان

نشر في: 19 يناير, 2019: 08:51 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

منذ البداية بدا لنا رئيس مجلس النواب الحالي غير مؤهّل لهذه المهمّة الكبيرة، فعدا عن الكثير من القيل والقال بشأن ظروف وأسباب اختياره لهذا المنصب، جرت عبر الأشهر الأربعة والنصف المنصرمة من فترة ولايته تجاوزات وخروق كثيرة للنظام الداخلي للمجلس ولأحكام الدستور أيضاً، منها ، على سبيل المثال، عدم سلامة عمليات التصويت داخل المجلس وبينها التصويتات لتمرير وزراء في الحكومة الحالية، ما أثار اعتراض العديد من الأعضاء.
رئيس المجلس، المفترض أنه يقف في الوسط بين الجميع، أعطى الأُذن الطرشاء لتلك الاعتراضات والاحتجاجات التي كان بعضها صاخباً وتردّدت أصداؤه خارج مبنى البرلمان.
الآن يتكرر مشهد عدم اكتمال النصاب في جلسات المجلس لأسباب مختلفة، منها عمدية لأنّ نواباً من كتلة برلمانية معينة أو أكثر لا يرغبون في تمرير وزير ما أو قانون أو إجراء معيّن، ومنها عدم اكتراث نواب بالقضايا المطروحة على جدول الأعمال.
عدم حضور النواب جلسات المجلس يعتبر خيانةً للأمانة وإخلالاً بالواجب وتنصّلاً عن أداء الخدمة العامة، فالناس انتخبت النواب ليكونوا تحت قبة البرلمان كلما كانت هناك جلسة، إلّا في الظروف القاهرة، كالمرض أو السفر أو التكلّف بمهمة أخرى خارج مبنى البرلمان.
النائب يتلقّى راتباً ومخصصات وامتيازات كبيرة لقاء مهمته، وبعدم حضوره جلسات المجلس إنما يتحوّل النائب الى موظف فضائي.
رئيس مجلس النواب يتحمّل مسؤولية كبيرة في تكرار مقاطعة الأعضاء جلسات المجلس. النظام الداخلي يخوّل رئيس المجلس اتخاذ إجراءات وتدابير حازمة لوقف هذه الظاهرة، بما في ذلك إذاعة أسماء المتغيّبين وخصم أيام غيابهم من رواتبهم ومخصصاتهم.
حتى الآن لم نلمس من رئيس المجلس الحالي، الذي "خبصنا" البعض بشبابيته وجديته، الإجراءات المتوجبة لحمل الأعضاء المتكررغيابهم على احترام المؤسسة التشريعية واحترام إرادة الناخبين.
رئيس البرلمان يجب أن يكون ذا شخصية قويّة، يفرض احترامه وهيبته على زميلاته وزملائه ويكون قدوة لهم، كيما تكون كلمته مسموعة وتوجيهاته ملتزماً بها.
بخلاف هذا يجدر برئيس البرلمان أن يبحث له عن وظيفة أخرى في الدولة تناسب قدراته وتوفّر عليه مشقّة الأمر والنهي.
إذا ما مضت الأمور على هذا النحو في مجلس النواب حتى نهاية الدورة البرلمانية الحالية (الرابعة)، فإنّ هذه الدورة ستكون الأضعف، مع أنّ الدورات السابقة كانت هي الأخرى ضعيفة، لم يؤدِّ فيها النواب واجبهم على النحو المأمول ولا على النحو المتناسب مع كلفة رواتبهم ومخصصاتهم وامتيازاتهم على الموازنة العامة، وعلى الشعب العراقي في نهاية المطاف.
نأمل ألّا تكون الدورة الحاليّة أسوأ من سابقاتها، لأنّ الخاسر الأكبر سيكون الشعب العراقي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

 علي حسين ما أن خرج الفريق عبد الوهاب الساعدي ليتحدث إلى احدى القنوات الفضائية ، حتى اطلق بعض " المحلللين " مدفعيته تجاه الرجل ، لصناعة صورة شيطانية له ، الأمر الذي دفع...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

مثلث المشرق: سوريا ومستقبل الأقليات بين لبنان والعراق

سعد سلوم على مدار عقود، انتقلنا من توصيف إلى آخر: من "البلقنة" في سياق الصراعات البلقانية، إلى "لبننة" العراق بعد التغيير السياسي في أعقاب إسقاط نظام صدام حسين، وصولًا إلى الحديث اليوم عن "عرقنة"...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram