بغداد/ المدى اكتسبت المدائن اهميتها السياحية من خلال معلمين اثريين تاريخيين ، اولهما المزار الكبير الذي يضم الصحابة الإجلاء ( سلمان المحمدي ، وعبد الله بن جابر الانصاري ، وحذيفة بن اليمان ونجل الامام محمد الباقر ) ، وطاق المدائن الذي يعد الاعلى بين طيقان العالم .
تعرض الطاق وخلال اشتداد العمليات الارهابية الى قصف بالهاونات ، فاطيح بجزء مهم منه ، حاله الراهن لا يسر اي عراقي يدرك القيمة التاريخية لهذا الاثر التاريخي الفريد ، فالزمن قد جار عليه لما ادار له المسؤولين ظهورهم وتركوه عرضة لتقلبات الاجواء والطبيعة ، فالارض التي تحيط به الان قاحلة بعدما كانت حدائق غناء والتشققات تنخر فيه ناهيك عن التآكلات والميلانات والتصدعات التي تنبأ بقرب انهياره ما لم تتداركه التفاتة حقيقية ومخلصة من قبل هيئة الاثار العامة ، اذ ان اخر عمليات صيانة وترميم اجريت عليه كانت في سبعينيات القرن المنصرم ، فيما يبدو ان الهيئة ووزارتي السياحة والاثار و الثقافة في شغل شاغل عنه ، ومثله بناية البانوراما التي اضحت هيكلا لا حياة فيها بعد احتراق كل ما كان بداخلها من اجهزة ومعدات ، ومن الضروري جدا اعادة الحياة لها بشكل حضاري وتقني متقدم لتكتمل صورة قضاء المدائن التي كانت يوما ما زاهية حد الدهشة بفضل موقعه السياحي ، فهو يتكأ على الضفة الشرقية لنهر دجلة الخالد الذي منحه وما يزال يمنحه الخير ، والنماء ، والجمال ، والخضرة الدائمة. لعل حملة الاعمار والتوسيع الجارية حاليا في المزار الكبير قد تبعث على التفاؤل المتأرجح بين العمل الجاد والتخطيط العلمي السليم ، ذلك لان هذه الحملة تستهدف تطوير وتوسيع صحن المزار دون استحضار متطلبات السياحة الدينية ، كالفنادق واماكن الترفيه والترويح وللوقوف على طبيعة الحملة واهم ما سينجز فيها. وعن سؤالنا لعبد الرزاق الشمري المعاون القانوني في الامانة الخاصة لمزار سلمان المحمديوهي احدى تشكيلات الامانة العامة للمزارات الشيعية في العراق ،و من الدوائر المرتبطة برئاسة ديوان الوقف الشيعي اجابنا بما يفرح حقا اذ تقوم دائرته بحملة اعمار كبرى للمرقد الشريف والمراقد الاخرى ، بعد ان تم اعداد التصاميم من قبل الدائرة الهندسية للوقف الشيعي وباشراف مباشر من رئاسة الوزراء وبمتابعة من القسم الهندسي لجامعة الكوفة، ولكن يظل الرهان على التنفيذ في حدود السقف الزمني المرسوم وعلى وفق مستويات التصميم والتنفيذ المحددة لتلك الحملة.
قضاء المدائن.. الطاق والمزار الكبير ورهان الإعمار
نشر في: 26 إبريل, 2010: 04:57 م