بغداد/ شاكر المياحمعروف للقاصي والداني  في مشارق الارض ومغاربها الاهتمام الاقصى الذي توليه حكومات الدول لعواصمها من حيث رقي الخدمات ومستوى العمران وجماليات مناطقها وازقتها، من اجل عكس الصورة المشرقة امام الزائرين، فضلا عن خدمة مواطنيها،  وما ان تجتاز حي النصر الواقع ضمن البقعة الجغرافية للعاصمة بغداد باتجاه منطقة معامل الطابوق ( طريق بعقوبة القديم )
حتى تصاب بخيبات امل متعاقبة ، الاولى تمثلت في ضيق الشارع ذو المسار الواحد والمخصص للذهاب والاياب ، هو ليس طريقا ، بل صراط مستقيم مد فوق سطح الارض ، فحينما تلتقي سيارتان متعاكستان بالاتجاه ليس بمستطاع سائقيها تجنب الخروج منه الى كتفيه الترابيتين، والتي تبدأ عندها خيبة الامل الثانية تشكيلات بنائية مشوهة بنيت بنحو عشوائي. خيبة الامل الثالثة ، ان هذا الطريق انشأه الانكليز في منتصف العقد الثالث من القرن المنصرم ليربط لواء بعقوبة بالعاصمة مارا بمنطقة ( كاسل بولس ) التي كانت فيما مضى مستودعات خاصة بالجيش البريطاني ، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم لم تجر عليه اعمال صيانة او تطوير ، او انشاء مسار ثان له ، ولطالما حدثت اصطدامات مرورية ذهب ضحيتها المئات ، وتتوالى الخيبات ليس آخرها الزرائب المعدة للمواشي ( الاغنام والابقار ) التي تفوق بسعتها ونظافتها (منازل وشوارع) المنطقة. سألته ، هو شاب في مقتبل العمر : كم هو سعر الحمار ؟ ضحك ملء شدقيه وأجاب :  ب 150 او 200 الف دينار حسبته يمزح معي فسألته ثانية :  وبكم هو سعر الخروف او النعجة ؟ تراجع الى الوراء قليلا ،وقال:  قبل عيد الاضحى من 170 – 200 الف دينار وبعد العيد تتراجع اسعار الخراف لتصل الى 130 الف دينار . ام مصطفى/ امرأة لوحتها الشمس في الاربعين من عمرها/ تجلس امام هيئة بناء من الطين والعلب المعدنية المتوسطة الحجم تقول:هذا بيتنا بنيناه من علب الصفيح المتوسطة الاحجام ، بعد ان ملئناها ترابا ثم رصفناها فوق بعضها ، ومن ثم ( لبخناها ) بالطين ( الحري ) ، قربنا من انبوب الماء الرئيس المار بجانب الشارع العام اتاح لنا مد انبوب بلاستيكي ( صوندة ) بغية الحصول على مياه الشرب التي تصلنا بين يوم وآخر ، وزوجي مشغول بقطيعه الذي نعتاش عليه  ، لدي ولد وبنت سجلناهما في مدرسة (الافلاذ) القريبة .الفتى ( محمد حسين ) من سكنة بغداد الجديدة يعمل في هذه المنطقة يمتهن اعمال الجلي بالرمل ( ساندي بلاس ) الخاص بازالة اصباغ هياكل السيارات ، ذكر بانه ضجر من عمله في المنطقة التي كل شيئ فيها لا يدل على الحياة . فيما الفتى ( نعيم حسين ) ذو الثمانية عشر عاما ما يزال اميا لكونه يعمل راعيا لاغنامه التي تجد في النفايات علفا مستساغا .المواطن ( السيد هادي ) احد اصحاب بيوت الصفيح هو ايضا يعمل غناما في المنطقة قال : ان النفايات التي يلقى بها في منطقتنا توفر لماشيته علفا ممتازا وهو مضطر للعيش بين الازبال لهذه الاسباب ، وصف الناس الذين يقطنون المنطقة بانهم ابناء النفايات وشكا من انعدام الخدمات في عموم منطقة المعامل وحي العمار الذي يفتقر الى المستوصف وندرة مياه الشرب ، المفارقة انه خريج الدراسة الاعدادية ، واوضح بانه طرق ابواب جميع الوزارات والدوائر الرسمية من اجل ان يحصل على وظيفة مناسبة غير ان جميع مساعيه باءت بالفشل ، ويسترسل : في الليل نعيش في ظلام دامس لعدم توفر الكهرباء والحياة هنا  صعبة جدا ولا نملك مترا واحدا من ارض وطننا الفسيح ، واستوطنا في هذه المنطقة منذ اكثر من ست سنوات.rn