adnan.h@almadapaper.net
عدنان حسين
منذ سنة عُقِد في مدينة الكويت مؤتمر دولي لإعادة إعمار العراق، عملت له الحكومة العراقية ومؤسساتها بجهد واضح، وكذا حكومة الكويت ودول ومؤسسات ومنظمات عربية ودولية مختلفة.
كانت حكومة بغداد ترغب في الحصول من المؤتمر على 80 - 100مليار دولار لتغطية تكاليف عملية إعادة الإعمار، لكنّ الدول والمنظمات المشاركة لم تبسط أيديها كل البسط كما كانت حكومتنا تريد، ففي نهاية المؤتمر بلغ مجموع الأموال المتبرع بها أو الممنوحة بفوائد وشروط أكثر من 30 مليار دولار بقليل. هذا مبلغ ليس بالقليل في الواقع في الظروف التي كنّا والعالم نمرّ بها، منذ سنة . وعلى قاعدة : عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة، امتدح المسؤولون العراقيون المشاركون في المؤتمر موقف الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات والمؤسسات المتبرعة والمانحة.
في لقاء جانبي مع مسؤول عربي كبير في أحد أيام المؤتمر، قال الرجل: أنتم العراقيون مشكلتكم أنّ بيتكم غير مرتّب من الداخل...رتبّوا بيتكم لتجدوا أنّ العالم كلّه مقبل عليكم.. أنتم بلد موثوق بقدراته المالية والاقتصادية... رتّبوا بيتكم لتجدونا نعقد مؤتمرات الإعمار في بغداد وليس خارجها.
الآن بعد سنة يتبيّن أننا لم نتسلّم إلّا النزر اليسير من المبالغ التي أُعلن التبرع بها لنا أو إقراضنا إيّاها من أجل إقامة مشاريع استثمارية وخدمية تمسّ حاجتنا إليها، والواقع إنّ الحكومة لم تعلن حتى اليوم ما إذا كانت قد تسلّمت بالفعل أو لم تتسلّم شيئاً من تلك المبالغ... حكوماتنا، ودولتنا كلّها، بينها وبين الشفافية عداوة راسخة!
رئيس الوزراء الأسبق، زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي، يكشف في آخر تصريحات صحافية له أمس، نقلاً عن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الذي كان أبرز حضور مؤتمر العام الماضي، أن دولته مضيّفة المؤتمر لم تزل تنتظر من الحكومة العراقية تحديد الأولويات الخاصة بمشاريع الإعمار التي تعهّد العالم بدعمها وإنشائها، مشيراً إلى "عراقيل" من الجانب العراقي على هذا الصعيد! .. كما كشف علاوي نقلاً عن الشيخ الصباح عن أنّ الحكومة الكويتية تقدّمت الى الحكومة العراقية بعرض لأخذ الغاز العراقي مقابل إمداد العراق بالكهرباء!
حتى تلامذة المدارس الابتدائية سيضحكون كثيراً إذا ما عرضنا عليهم هذه الوقائع، فما من حكومة عاقلة ومسؤولة تلعب مثل هذه اللعبة المدمّرة بإهمال 30 مليار دولار وعدم استثمارها في إعادة الإعمار، ورفض مبادلة غازنا الوفير بكهرباء الكويت التي نحن في أشد الحاجة إليها..!
مَنْ يُمكن له أن يلعب لعبة صبيانية كهذه من شأنها أن تُزعزع الثقة بالعراق ودولته وشعبه وتحول دون مساعدته والوقوف إلى جانبه في المستقبل؟ وهل ستواصل حكومة عبد المهدي هذه اللعبة؟
نريد جواباً واضحاً..