TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > باختصار ديمقراطي: سقطة الشاطر حسن!

باختصار ديمقراطي: سقطة الشاطر حسن!

نشر في: 6 فبراير, 2019: 06:25 م

 رعد العراقي

قرابة أربعة أعوام والكابتن حسن أحمد يثبت بما لا يقبل الشك إن نادي النفط كان محظوظاً به وإن الهيئة الادارية للنادي تمتلك هدفاً ستراتيجياً ورؤية فنية رفيعة المستوى ساهمت في إصرارها على التمسك به ومنحه مساحة زمنية طويلة لبناء فريق بنكهة محلية خالصة، فأبدع في تطبيق فكره التدريبي وتقديم مواهب كروية رائعة مكنت النادي من خلال السنوات الماضية من المنافسة على المراكز المتقدمة وفرض تواجده ضمن الأربعة الكبار وكسب بطاقة تمثيل الكرة العراقية في منافسات كاس الأندية العربية والوصول الى الدور 16 بجدارة واستحقاق كانت كافية لينقل هويته التعريفية من المحلية الى العربية.
الشاطر حسن كان أحد ضحايا نظرية الإطاحة بالمدرب كأسرع الحلول لإطفاء جذوة غضب الجماهير عند أي إخفاقة دون النظر إلى الاسباب الحقيقية حين تسلم مهمة قيادة منتخب الشباب في نهائيات كأس آسيا تحت 19 عاما عام 2010 التي اقيمت في الصين وفشل في عبور الدور الأول لتكون تلك البطولة هي آخر المهام له على مستوى المنتخبات الوطنية رغم أن الدلائل كانت تشير الى وجود تقصير فاضح في عملية الاعداد والتحضير رافقها معضلة التحاق اللاعبين من انديتهم وعدم توفير ملعب للتدريب ساهمت في الظهور البائس للفريق في تلك النهائيات وليس لضعف الجانب التكتيكي والقيادة للمدرب. الآن وبعد تسلحه بخبرة كبيرة على نطاق الفكر التدريبي الذي ظهر جلياً في كل مباريات نادي النفط وابتعاده عن بعض ما كان يسجل عليه في انفعاله الشديد وتسرعه في توجيه اللوم والمسؤولية نحو الحكام ودخوله ببعض المساجلات بات اليوم يميل الى الهدوء بالعمل والتركيز على أداء واجبه وايجاد الوسائل التي تمكنه من المنافسة على لقب الدوري ومزاحمة الفرق الكبيرة ليكون ناتج عمله بائناً ومحرجا في نفس الوقت لاتحاد الكرة ان استمر في تجاهل الاستفاده منه في تولي قيادة احد المنتخبات الوطنية مستقبلاً. ولأننا نحرص دائماً علي تعضيد ودعم الخبرات الوطنية ليس في مجال التدريب فقط بل تتعداها الى مجالات يمكن أن تكون أكثر تأثيراً في تقديم الرأي والنصيحة السديدة وخاصة في مواقف حرجة تتطلب ان نوجه اي خطاب نحو مقاصده الصحيحة بتجرد وواقعية، لذلك فإن تصريحاً أدلى به الكابتن حسن مؤخراً حول عدم صلاحية كاتانيتش في قيادة الأسود والإشارة إلى ضرورة ابعاده في المرحلة القادمة يمثل سقطة لا تتناسب وما وصل اليه من إطلاع ودراية في أسس تقييم عمل الكوادر التدريبية سواء الوطنية أو الاجنبية التي من أهمها حساب الفترة الزمنية وتجمع اللاعبين ومستوى الإعداد وغيرها ،خاصة إنه يدرك جيدا تلك المعاناة وتأثيرها حين قاد منتخب الشباب فتعرض للاخفاق لنفس السبب وبذات الوقت فان نجاحه مع النفط كان أحد أسبابه هو عامل الاستقرار. فكيف نحكم فنياً على مدرب استلم المهمة منذ حوالي أربعة أشهر لم تُتح له الفرصة لمعايشة اللاعبين سوى لفترات متقطعة وإعداد لم يكن على قدر كبير من الاحترافية ورغم ذلك فإن لا أحد يستطيع أن ينكر أن هناك لمسات جديدة ظهرت على أداء المنتخب في بطولة آسيا الأخيرة وإن فشل في بلوغ الأدوار المتقدمة.
نحن لانريد أن نسلب الرأي الشخصي للكابتن حسن أو لأي مدرب وطني بقدر حرصنا على تكامل وتمازج رأيه الفني مع الاداء العملي لينتج مشورة يستمع إليها أصحاب الشان وتؤثر في فكر الجماهير وتخفف من الضغوط وأجواء الشحن فتتوجه الحلول نحو معالجة الخلل وليس الى الإطاحة بالمدرب فقط كاجراء روتيني كانت هي سبباً في خسارة الجهد والوقت والمال وإرباكا لفكر اللاعبين وأدائهم الذي بات يضطرب بكثرة ما مر عليهم من مدربين.
نحن نثق بأن الشاطر حسن حريص على النجاح في الميدان كحرصنا على نجاحه أيضاً في صواب رأيه للإعلام.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram