حازم مبيضين من حق ايران أن ترفض تشبيهها باسرائيل لجهة مشاركة الدولتين في احتلال اراض عربية،لكن هذا الحق يرتب عليها واجبا لايمكنها التهرب منه،ويتمثل في انسحابها من الجزر الاماراتية التي تحتلها ومن عربستان التي ضمتها إلى أراضيها،وأسقطت عن أبنائها جنسيتهم واعتبرتهم ايرانيين،لكن الاصرار على استمرار الاحتلال،
وتحذير دولة الامارات من التحدث عن جزرها المحتلة،والمطالبة باستعادتها،يبدو ضرباً من الغطرسة المرفوضة والمدانة بكل المقاييس،سواء الدينية منها أو المتعلقة بالقوانين الدولية أو بعلاقات الدول المتجاوره.حسناً فعل الشيخ عبد الله بن زايد وزير خارجية الامارات،حين أكد مرة ثانية موقف دولته،رافضاً التراجع أمام الغضب الايراني،الذي انطلق بدون عقال على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها، رامين مهمانبرست، الذي حذر الإمارات من تكرار مثل هذه التصريحات،وشكك في أن يكون الشيخ عبد الله أدلى بها،ورأى أنها ربما أخرجت عن سياقها، وعاد لينصح المسؤولين الإماراتيين،بتوخي الدقة اللازمة في اختيارهم للألفاظ والعبارات،مشدداً على ما سماه عدم القدرة على السيطرة على مشاعر الشعب الإيراني تجاه هكذا تصريحات غير مدروسة. وحسناً فعل الوزير الاماراتي وهو يؤكد تصريحاته من فلسطين المحتلة ويدعو الايرانيين إلى إنهاء احتلالهم الذي يعطل علاقات ايران مع جيرانها العرب،وهو في كل ذلك لم يشهر سيفه،وإنما دعا وبأمل الجانب الايراني لانهاء هذا الخلاف بشكل سلمي وهادئ وعادل.التصريحات الاماراتية لم تنطلق اليوم من فراغ،وهي أتت بعد موقف إيران المتعنت والرافض لكل مبادرات الإمارات لحل القضية بالتفاوض المباشر أو التحكيم الدولي،ورفضها السماح بالتواصل مع سكان الجزر أصحاب الأصول الإماراتية، ومنع وصول المساعدات ومواد البناء أو الخدمات الأخرى إليهم،ومواصلة رفضها اللجوء إلى التحكيم الدولي، ومع كل ذلك فان الاماراتيين صبروا طويلاً ،واستمرت علاقاتهم الاقتصادية قوية مع المحتلين،واحتفظوا بكونهم أكبر شريك تجاري لايران في الخليج،والإماراتيون يعرفون اليوم مثلما عرفوا دائماً أن الدول العربية تساند مطلبهم المشروع وتعتبر التعنت الايراني معطلا لعلاقات طبيعية لهذا الجار المسلم معها. لمصلحة إيران والدول العربية،لا بد من أن ينتهي هذا الخلاف بشكل سلمي،ولابد للجمهورية الإسلامية من أن تتخلص من إرث الشاه في هذا الموضوع،لان أطماعة التوسعية هي التي قادته لاحتلال جزر طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى، عام 1971، وقبل أيام على قيام الاتحاد بين الإمارات المكونة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبما يعني الانشغال بالحدث الاهم في تاريخ تلك المنطقة،وفي ظل خلل كبير في ميزان القوة بين الدولة الناشئة،وإمبراطورية الشاه التوسعية التي التهم مؤسسها عربستان،وأورث من بعده حلم ضم البحرين،وهو حلم ورثه عن أباطرة الفرس بعض المسؤولين الايرانيين الحاكمين اليوم.ليس هناك عربي واحد يرغب بعلاقات متوترة مع الجارة إيران،لكن ذلك يرتب على المسؤولين الايرانيين استحقاقات لابد من الوفاء بها،بدلاً من التمسك بجزر لاتضيف للدولة الايرانية الكثير،ولكنها تفقد الإمارات أكثر من ما يمكنها احتماله،ويكفي الإحساس بأن قطعة قد انتزعت من جسد الدولة بدون وجه حق،وإذا كانت إيران ترفض تسمية سيطرتها على الجزر وضمها احتلالا فما هي التسمية التي يقترحونها،إلا إن كانوا يتعاملون مع الموضوع بمثل تعاملهم مع تسمية الخليج بالفارسي بدل العربي ويرفضون حتى الحل الوسط بتسميته بالخليج الاسلامي.
خارج الحدود:احتلال الجزر .. بين الامارات وايران
نشر في: 26 إبريل, 2010: 05:59 م