ترجمة حامد أحمد
ذكرت منظمة ، يونماس ، الدولية لخدمات إزالة الألغام التابعة للامم المتحدة في تقرير جديد لها بان عمليات إزالة الألغام والمواد المتفجرة الأخرى من المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش سابقاً مستمرة ولكن تجري بشكل شاق وأكثـر خطورة وذلك بسبب الانقاض وتلوث آخر ثلاثي الابعاد.
حملات حكومية عسكرية ومعارك جرت لاسترجاع مدن وقرى عراقية من قبضة مسلحي تنظيم داعش الارهابي تسببت بنزوح وتهجير أكثر من 5,8 مليون شخص وذلك بين عامي 2014 و 2017
الكثير منهم ما يزال مشرداً أو غير قادر للرجوع الى بيته ومنطقته بسبب ما وصفته منظمة ، يونماس ، تلوث كبير من المواد المتفجرة ، ناجم عن الضربات الجوية والعبوات الناسفة اتي خلفها مسلحو داعش وحتى في بعض الأحيان أحزمة ناسفة مربوطة بجثث المسلحين.
وتعتقد المنظمة الدولية إن هناك ما يقارب من 7,6 مليون طن من الأنقاض في الموصل وحدها يجب رفعها لجعل المدينة أكثر أماناً.
وقال ، بهير لودهامر ، رئيس منظمة يونماس في العراق " هناك ناس في الموصل يريدون الرجوع الى بيوتهم ، ولكن في المدينة القديمة في الجانب الغربي من الموصل لا يمكنك الرجوع الى بيت حيث لا يوجد هناك شيء."
وأضاف لودهامر بقوله " نحن نعمل لتأمين رجوع ما يقارب من مليوني شخص ما يزالون يعيشون بعيداً عن بيوتهم وأحيائهم وقراهم ، وعملنا ينصب لتمكينهم من الرجوع . ونحن نعمل أيضاً على تأمين اكثر من 100 ألف بيت ، وهذه البيوت جميعها مدمر أو متضرر تتخللها أيضاً عبوات ومواد متفجرة ."
احدث التقارير المتعلقة بأنشطة منظمة يونماس لازالة الالغام تتزامن مع اطلاق تطبيق الكتروني يحوي قاعدة معلومات يوضح موقف عمل المنظمة في ازالة الالغام عبر 19 بلد ومنطقة حول العالم ، فضلا عن معلومات متعلقة بالوضع التمويلي الحالي ومقترحات لدعم المشروع.
استنادا لمنظمة يونماس فان برنامج رفع الالغام لعام 2019 يمثل تعهداً راسخاً من قبلها لتلبية طلبات متراكمة من مساعدة دققتها الامم المتحدة تخص دولاً متضررة . بلغت كلفها مجتمعة ما يقارب من 495 مليون دولار . أعلى كلف متطلبات رفع الالغام في مناطق ما بعد الحرب اشتملت كل من العراق بكلفة 265 مليون دولار ثم افغانستان بكلفة 95 مليون دولار وسوريا بكلفة 50 مليون دولار.
وفي حديث لها خلال مؤتمر صحفي عقد في جنيف أكدت ، أغنيس ماركايلو ، مديرة منظة يونماس على أهمية المهمة التي تتولاها وكالتها لمصلحة اناس اعتياديين علقوا في مناطق قتال.
وقالت ماركايلو " مهمة رفع الالغام هي حديث عن معاناة ، هو حديث عن أشخاص يستيقظون ليلا جراء كوابيس . هو حديث عن مستقبل أطفال تعرضوا لمخاطر بسبب التعويقات ، وقد يكون تعويقاً ذهنياً او تعويقاً بدنياً ، انه حديث عن بلد لا يستطيع الوقوف على قدميه مرة أخرى ، ولا يستطيع توفير جميع الوسائل الضرورية لأحياء حركته الاقتصادية من جديد بسبب تلوث أراضيهم بالألغام والمتفجرات."
أغلب أحياء مدينة الموصل القديمة تعرضت للضرر والدمار خلال أشهر من معارك شوارع دارت من حي الى حي لطرد مسلحي التنظيم من المدينة.
وبين ، لودهامر ، أيضاً بان عدد لا يحصى من الابنية تم زرعها بالمتفجرات لايقاع ضحايا بمن يحاول دخولها ، مشيراً الى التعقيدات المضافة لعمل كادر المنظمة الناجمة عن ضرورة العمل بمناطق سكنية وأبنية ملوثة بألغام ومتفجرات واحزمة ناسفة ماتزال مثبتة بجثث المسلحين حيث العمل فيها أصعب من المناطق الريفية المفتوحة التي يتم خلالها زرع المتفجرات في الأرض ويكون من السهل كشفها وتلافي انفجارها .
وأضاف لودهامر بقوله " خلال العام 2018 فقط تم إزالة ما يقارب من 17 ألف قطعة متفجرات ، 2000 قطعة منها كانت عبارة عن عبوات ناسفة محلية الصنع ، مع 2000 قطعة اخرى ذات لوحة دائرة كهربائية تتفجر عن طريق الضغط عليها أو أثناء حملها او يتم تفجيرها عن بعد . واشتملت تلك أيضاً على 782 حزاماً ناسفاً كان مربوطاً بجثث مسلحين مدفونين تحت الانقاض."
وأشار مدير منظمة يونماس في العراق انه عندما بدأت عمليات رفع الالغام قبل 18 شهراً كانت عملية العثور على مواد غير منفلقة تجري بشكل سلس حيث كانت منتشرة على سطح الأرض ، أما الآن فان العملية أكثر تعقيداً بكثير حيث تتخللها استخدام طائرات تصوير مسيرة لتقييم حجم المخاطر والمتفجرات المدفونة تحت الانقاض.
وقال ، لودهامر ، إن ما علينا فعله الآن هو البحث عن متفجرات وعبوات مدفونة بين الانقاض وإن هذه العملية قد تستغرق ثماني سنوات اخرى قبل تنظيف الموصل من هذه المتفجرات بشكل مقبول . علينا أن نسبر داخل الانقاض باستخدام تقنيات حفر لرفع جزء من الانقاض والكشف عن المكان وهذا يستغرق وقتاً طويلاً جداً .
وجود عبوات ناسفة ضخمة الحجم تعيق أيضاً سلاسة عمل منظمة إزالة الألغام بشكل كبير وتستغرق وقتاً أطول . وتشتمل هذه العملية أيضاً على حفر الأرض ورفع القنابل التي ألقيت من قبل طائرات التحالف ولم تنفلق والتي غالباً ما تكون مدفونة على عمق عدة أمتار تحت الأرض.
وقال لودهامر " هذه لم تعد ألغاماً بأي حال من الأحوال ، حيث إن اللغم المضاد للاشخاص يحوي من 230 الى 250 غرام من المتفجرات بداخله . أما الآن فنحن بحث عن قنبلة بزنة 10 الى 20 كغم . انفجار هذه العبوات تؤدي الى قتل الأشخاص بدلاً من جرحهم وذلك بسبب زنة المتفجرات بداخلها وإنها موضوعة داخل حاوية من مواد حديدية تكون شظاياها قاتلة."
عن موقع ريليف ويب