اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الفتلاوي بين المصالحة والاصلاح

العمود الثامن: الفتلاوي بين المصالحة والاصلاح

نشر في: 9 فبراير, 2019: 10:32 م

 علي حسين

يوم الجمعة كنت ضيفاً خفيفاً على نادي المدى للقراءة مع الدكتور عقيل مهدي وحديث عن صاحب المسرحية الشهيرة "في انتظار غودو" الايرلندي صموئيل بيكت والذي تفنن أن يقدم لنا شخصين بإئسان في حالة ترقب وانتظار لبطل يودعانه أحلامهما.. ويتوقان إلى أن يكون في وجوده خلاص لهما من معاناتهما التي طالت.
بطلا المسرحية "فلاديمير" و"أستراغوان" ينتظران "غودو" من دون أن يتأكدا من زمان ومكان اللقاء وكل ما لديهما بهذا الشأن مجرد تلميحات وتكهنات. "ماذا تريد أن تقول؟!.. هل أخطأنا المكان؟! - لم يقل قولا حاسما بأنه سوف يأتي - وإذا لم يأت؟!.. نرجع غدا؟!.. وإذا لم يأت غدا؟! نرجع بعد غد؟! "بل إنهما لا يذكران ما وعدهما به "غودو" وما طلبا منه.. هل وعدهما بالتغيير؟!.. بالحرية والعدالة والديمقراطية والرفاهية؟!.. هل طلبا منه وضعاً أفضل، حياة أجمل ؟ مستقبلا مشرقا ؟ هل وعدهما وعدا سيتحقق أم أنها مجرد وعود؟
ويتساءلان ، هل لابد من أن يبذلا جهدا خارقا حتى يصبحا جديرين بزعامته.. ومن ثم يحظيان باهتمامه ورعايته.. لابد من أن يتوسلا..ويهرعا بالتوقيعات والهتافات والتوسلات، كي يقبل في النهاية ان يكون هو القائد والزعيم، وتستمر هذه الدورة الى ما لانهاية و" غودو " غير معني بآلام وآمال المنتظرين.
يسعى معظم سياسيينا إلى تقمص دور" غودو" وان يحددوا للناس ما الذي يجب أن تسير عليه، ووضع الأجندة الخاصة بالبلد، وتحديد الأولويات بحسب ما يعتقدون ، ولم يحدث إلا ما يريده الساسة سواء في تجمع النداء او في مجموعة الإصلاح ، فيما يظل المواطن البسيط، مثل المسكينين" فلاديمير واستراغون" سجناء احتياجاتهم الحياتية وأحلامهم.
" غودو" وجماعته لم يتعلموا سوى إعداد طبخات سياسية فاسدة. ولأن طباخيهم هواة لا يخجلون من إعداد طبخات منتهية الصلاحية، من يراهم اليوم يتخيل أنهم جماعات جاءت لتعاقب العراقيين وتنتقم منهم.. يتصورون أنفسهم شطارا فيضعون على طبختهم توابل لإخفاء معالم الطبخة الفاسدة .
أحدث الطبخات إعادة حنان الفتلاوي الى الواجهة .. عندما شاهدت إحدى الندوات التي أقامها ملتقى الرافدين ، الذي لانعرف حتى هذه اللحظة من أين له كل هذه الاموال الطائلة التي يصرفها على ندواتها " الإصلاحية " ؟ ، بحيث تسنى له ان يعيد لنا حنان الفتلاوي في مسرحية مضحكة بعنوان
" الاصلاح والمصالحة " ، وهي التي رفعت يدها بالدعاء على كل من لم يصوّت لها ، وخذلها في حرب 7×7 .
لا ادري لماذا لايريد جماعة الاصلاح والمصالحة " ان للناسالحقّ في أن تستريح من الوجوه التي تسببت في خراب السنين الماضية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram