TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: كيف يجد عبد المهدي الإبرة في البيدر؟!

شناشيل: كيف يجد عبد المهدي الإبرة في البيدر؟!

نشر في: 10 فبراير, 2019: 08:24 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

ليس الفساد الإداري والمالي في العراق مجرد ظاهرة.. صار الآن، بقوة أحزاب الإسلام السياسي المُمسكة بمصادر السلطة والنفوذ والمال، وباءً يشبه كثيراً الأوبئة التي كانت تجتاح البلاد في العهود الغابرة، كالكوليرا والطاعون والجدري، التي تطلّبت جهوداً وطنية ودولية واسعة النطاق ومتواصلة لمواجهتها وردّ اخطارها. وباء الفساد لا يمكن مواجهته إلا بجهود مماثلة.
أكثر ما يثير الخشية والقلق أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي أعاد تأسيس مجلس أعلى لمكافحة الفساد ويعقد له اجتماعات دورية، سيمضي سنواته الأربع مستغرقاً في الحديث عن هذا الموضوع في الاجتماعات وسواها من اللقاءات العامة والخاصة لنجد في نهاية المطاف أنه كان كمن يبحث عن إبرة في بيدر قش بمساحة العراق!. إذا حصلت نتيجة كهذه يتحوّل الفساد يومها الى مرض مزمن غير قابل للشفاء أبداً بفضل القيّمين عليه الذين هم قيّمون على الدولة والمجتمع.
من أهم لوازم مكافحة الفساد وشروطها اعتماد الشفافية...الشفافية لا تعني القول بأننا مصمّمون على المكافحة، وإحالة عدد من القضايا الى القضاء. الشفافية تعني أن تصبح كل وزارة ومؤسسة ودائرة كتاباً مفتوحاً، يستطيع كل شخص أن يعرف ماذا تفعل هذه الوزارة أو المؤسسة وكيف تفعل ما تفعل وما الذي تُنفقه من مال مخصّص الى مشاريعها، ويكون هذا متاحاً للجميع.. الناس العاديين والموظفين والإعلام.هذا بدوره يتطلّب تشريع قوانين تُلزم الوزراء ورؤساء المؤسسات والمدراء بإصدار أنظمة تحقّق هذه الغاية. وقبل هذا يتطلّب تشريع قانون حرية الوصول الى المعلومة وحرية نشر المعلومة الذي لم نزل نحن الإعلاميين نطالب به على مدار الساعة منذ أكثر من عشر سنين.
ليس هناك من دولة ديمقراطية في العالم لا يوجد فيها قانون كهذا، وكل الدول التي يتراجع فيها مستوى الفساد الإداري والمالي تتمتّع مجتمعاتها بقانون حرية الوصول إلى المعلومات وحرية بثّها.
لا يمكن المشي طبيعياً على قدم واحدة.. مكافحة الفساد ليس بالمقدور الدفع بها الى الأمام من دون الشفافية التي لا تتحقّق بمعزل عن قانون يضمن حرية الوصول للمعلومات وحرية تدفّقها.
أمام مجلس النواب منذ سنوات قانون مقترح في هذا الخصوص، لم يسمح الفاسدون بتمريره في الدورات السابقة.. الدورة الحالية لا تبشّر بخير هي الأخرى على هذا الصعيد وغيره، فالواضح أن الفاسدين قد تزايد عددهم وتقوّى نفوذهم هذه المرة ، وإدارة هذا المجلس أضعف هي ايضاً من سابقاتها، وربما أقل إرادة في مكافحة الفساد وتحقيق مطامح الناس الأخرى. كتلة الإصلاح والإعمار التي أعلنت نفسها الكتلة الاكبر ووعدت بالكثير لم يعد مُعوّلاً عليها في الواقع.. المجلس كلّه ليس معوّلاً عليه بتركيبته الحالية وإدارته الحالية، فالمحاصصة والمغانمة مازالتا العنوان الرئيس لعمل هذا المجلس والمسؤولين عنه والذين يديرونه من وراء الحُجب، كما سوابقه.
هذا ما يتعيّن أّن يعرفه عبد المهدي ليختطّ طريقاً مناسبة لبلوغ هدف المكافحة، إنْ كان جادّاً في تحقيقه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

(المدى) تنشر نص قرارات مجلس الوزراء

لغياب البدلاء.. الحكم ينهي مباراة القاسم والكهرباء بعد 17 دقيقة من انطلاقها

العراق يعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

البيئة: العراق يتحرك دولياً لتمويل مشاريع التصحر ومواجهة التغير المناخي

التخطيط: قبول 14 براءة اختراع خلال تشرين الثاني وفق معايير دولية

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram