TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: وطن مينا ووطن الأعرجي

العمود الثامن: وطن مينا ووطن الأعرجي

نشر في: 11 فبراير, 2019: 09:21 م

 علي حسين

كان الصحفي الراحل شمران الياسري " أبو كاطع " يعطي دائماً مثلاً للإنسان الباحث عن نقطة بيضاء في أيام حالكة السواد ، ونحن في هذه البلاد التي يسخر مسؤولوها من فتاة مسيحية متفوقة في دراستها ويرفضون تعيينها بسبب كونها كفيفة ، نعيش مع ساسة مصابين بعمى البصر والبصيرة ، ففي خبر مثير للاشمئزاز اعترضت اللجنة الطبية في وزارة الصحة على تعيين مينا رغيد عسكرالفتاة رغم حصولها على المركز الاول على جامعة الموصل ، والسبب كما تقول اللجنة إن القانون لا يسمح للمكفوفين بالعمل في مؤسسات الدولة ، رغم إن هذا القانون نفسه وقف مكتوف الأيدي أمام مسؤولين تربعوا على كراسيّ الحكم وهم يعانون من عمى الضمير والمسؤولية ، ولهذا يحقّ لكاتب مثلي البحث عن الدول المتصالحة مع نفسها ،كما حال السويد التي أصر ملكها كارل غوستاف إلى توجيه دعوة شخصية للطالبة العراقية أماني محمد لحضور عشاء توزيع جوائز نوبل للعلوم، وأن تجلس الى المائدة التي يجلس عليها مشاهير العالم ، فقط لأنها متفوقة وحصلت على درجات متميزة أثناء دراستها ، مما لفت انتباه وسائل الإعلام السويدية ، فيما وسائل إعلامنا لاتزال مشغولة البال بالنجم "بهاء الأعرجي " الذي اكتشف للأسف أنّ نوري المالكي " كان رئيس وزراء ناجحاً في ملفات كثيرة " ، أما لماذا كان يهاجمه آنذاك فالسبب يتعلق بتوجهات الكتلة الحزبية التي كان ينتمي إليها الأعرجي كما يقول ، ولم يكتف الأعرجي بهذ ا الفصل من المسرحية ،وإنما يكمله بمشهد مثير حين يقول إن ثلاث كتل سياسية كانت تتسابق لكسب رضاه وانضمامه اليها في الانتخابات الاخيرة وهي دولة القانون والوطنية والتيار الصدري ! لكنه " والحمد لله " جنبنا "البلوى" وقرر أن يبقى متفرجاً .
الكبار يتركون أثراً ومواقف وأفكاراً لا تنسى ، ولهذا استشهدت في بداية المقال بـ" أبو كاطع " المواطن العراقي الصالح ، الذي عاش حياته صلباً مرفوع الرأس والقامة ، فقيراً ، كريماً ، سعيداً ، متواضعاً ، عالي الهمة والكبرياء ، صارع الحياة لا لكسب شخصي ، وإنما من أجل حلم بحياة جديدة لهذا الوطن الذي كان يفهمه على انه يمنح مواطنيه الحرية والكرامة والعدالة ، فإذا بنا نعيش في وطن قضى فيه ساسته على آمال وأحلام الناس وداسوا على كرامتهم ، ومحزن أن نرى اليوم البلاد التي حلم فيها " أبو كاطع " تتحوّل إلى جمهوريات حزبية ، ترفع أكثر من علَم ويتغنّى مسؤولوها بأفضال دول الجوار ..وصارت القاعدة المعمولة في العراق ، إنّ مَن المكانة لأمثال بهاء الاعرجي ، أما مينا وأخواتها فمكانهم خيام المهجرين .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: صنع في العراق

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

 علي حسين عاش العلامة المرحوم محسن مهدي ينقب ويبحث في كتب التراث ويراجع النسخ المحفوظة في مكتبات العالم من حكايات ألف ليلة وليلة، ليقدم لنا نسخته المحققة من الليالي، يقول لنا فيها إنّ...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

التكامل الاقتصادي الإقليمي كبنية مستدامة للواردات غير النفطية

ثامر الهيمص المرض الهولندي تزامنت شدته علينا بالإضافة لاحادية اقتصاديا كدولة ريعية من خلال تصدير النفط الخام مع ملف المياه وعدم الاستقرار الإقليمي. حيث الاخير عامل حاسم في شل عملية الاستثمار إجمالا حتى الاستثمار...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram