عباس الغالبيانتهى مؤتمر المدى الاقتصادي الاول الى ضرورة معالجة الاختلالات الهيكلية التي يعاني منها الاقتصاد الوطني في وقت حفز الباحثين والمخططين والخبراء الى خلق عملية حوارية في شؤون الاقتصاد كافة بعد ان انصرف الذهن والفكر والعمل خلال الشهرين الماضيين الى المناكفات السياسية والصراعات الانتخابية  الساخنة
ولان المؤتمر ناقش الكيفية والسبيل الى اصلاحات اقتصادية مثلى كفيلة بتحقيق عملية التحول الاقتصادي الصحيح ، فأن الحضور الاعلامي المكثف الذي شهده المؤتمر من قبل وسائل اعلامية مسموعة ومرئية ومقروءة خلق حالة من الوعي الاقتصادي لدى الجمهور الاعم والاشمل قبل النخب الاقتصادية والسياسية في اهمية الاصلاح الاقتصادي  .ولان المؤتمر يعد الاول من نوعه الذي ينظم من قبل مؤسسة اعلامية وبهذا الحجم والسعة وبهذا التوازن حيث شاركت فيه مؤسسات حكومية واخرى من القطاع الخاص إضافة الى المؤسسات الاكاديمية والبحثية الاخرى فأن ردود الافعال التي تلقيناها خلال اليومين الأخيرين كانت محل اعتزازنا وغبطتنا والمعيار الذي يؤشر نجاح المؤتمر ومدى فاعليته وتأثيره في المشهد الاقتصادي، في وقت يحدونا أمل لان تأخذ توصيات المؤتمر طريقها الى أصحاب القرار السياسي والاقتصادي بالافادة منها في وضع البرنامج الاقتصادي الحكومي المقبل، كما ان البحوث والدراسات واوراق العمل تصلح لرسم السياسات المستقبلية بعد تشكيل الحكومة المقبلة .وتتجه الرؤى لان نتواصل في المدى وضمن برنامجنا المقبل الى تنظيم عدد من الطاولات المستديرة والحلقات النقاشية في الحيثيات التي تناولها المؤتمر كلاً على انفراد تواصلاً مع عملية التوعية أولاً والسعي الى مشاركة المؤسسات الاعلامية في وضع البرامج الاقتصادية ومن ثم صنع القرار الاقتصادي انطلاقاً من الدور الذي يفترض ان تضطلع به المؤسسات الاعلامية في عملية التحول السياسي والديمقراطي والاقتصادي .ومايمكن ان نؤشره من خلال انعقاد هذا المؤتمر ان الرغبة ملحة لدى المشاركين بضرورة الاستمرار في هذا النهج الذي وصفه الكثير من الخبراء والمراقبين انه الامثل في الاعلام الاقتصادي الذي يتابع عن كثب تجليات المشهد الاقتصادي بمختلف قطاعاته ومحاوره ، ولعلنا في المدى نسهم في هذا التوجه الذي يندرج في اطار عملية التوعية والاصلاح  ومن ثم الارتقاء بالاداء على وفق التوجهات التي نوقشت في المؤتمر وشكلت مهمازاً للمتابعين في النخب الاقتصادية والسياسية على حد سواء .المؤتمر وضع أوزاره بتوصيات مثلت خلاصة الطروحات والافكار والمقترحات والتوجهات التي تضمنتها حيثيات المؤتمر، وسنعمل على نشر هذه البحوث واوراق العمل والدراسات في ملحقنا الاسبوعي كما نعمل على جمعها في كراس تنشره مؤسسة (المدى) في القريب العاجل، ولعلنا في الجهد نكون قد شاركنا في صياغة الرؤى الحقيقية للاصلاحات الاقتصادية المطلوبة في العراق لاسيما وان المرحلة المقبلة ستشهد حراكاً اقتصادياً فاعلاً  في ظل التوجه الاستثماري المرتقب والارتفاع المتوقع في الانتاج النفطي بعد جولتي التراخيص الاولى والثانية ومايشكله ذلك من تفاؤل على صعيد التطور الذي قد يتحقق على مستوى القطاعات الاقتصادية كافة.