أ.م.د. مظفر حسني عليكلية الادارة والاقتصادالجامعــــــة المستنصريـــــــــةتؤكد الحقائق التاريخية ان النمو المتزايد للتجارة الدولية كان محركا رئيسا للنمو الاقتصادي العالمي على مدى العقود الاخيرة . وقد حققت البلدان التي تبنت ستراتيجيات التكامل في الاطار العالمي نتائج ايجابية ،
في حين تخلفت عنها البلدان التي عزلت نفسها عن التجارة الدولية .كما كان للاستثمارات الاجنبية المباشرة دور مهم في تعزيز النشاط الاقتصادي الدولي وتبادل المنافع عن طريق استخدام القدرة التنافسية الدولية وتنمية الصادرات في اطار الارتباط القوي بين الميزات النسبية والكفاءة الاقتصادية .وعلى هذا الاساس تسعى منظمة التجارة العالمية الى توسيع نطاق الفرص المتاحة في التجارة الدولية عن طريق ازالة او تخفيف القيود المفروضة عليها .وقد بقي العراق على مدى عقود عدة في حالة عزلة بسبب السياسات السابقة وما نتج عنها من حروب وحصار مما خلق تشوهات اقتصادية في معظم النشاطات اضعفت قدرته التنافسية بحيث اصبح الاصلاح الاقتصادي في العراق ضرورة وليس خيارا . ومن اهم وسائل هذا الاصلاح هو الاندماج مع الاقتصاد العالمي وهذا يتطلب العمل بجهد حثيث للتأهل للانضمام لمنظمة التجارة العالمية . وتشير الادبيات المتعلقة بهذا الامر الى ان الانضمام لمنظمة التجارة العالمية يصيب بعض القطاعات الاقصادية بالضرر ، وفي الوقت نفسه له مزايا عدة يمكن الاستفادة منها .وتركز هذه الورقة على الجوانب الايجابية التي يمكن للعراق الاستفادة منها عند انضمامه للمنظمة ، والتي يمكن ايجازها بالاتي :- تشجيع وجذب الاستثمار الاجنبي .- فتح اسواق وفرص جديدة امام المنتجات العراقية .- الانفتاح على الخدمات واتاحة فرص جديدة لموردي الخدمات .- حماية مصالح العراق عبر جهاز تسوية النزاعات في المنظمة .- تحديث الانظمة وتشريع قوانين جديدة في مختلف مجالات النشاط الاقتصادي.- استعادة دور العراق على المستوى الدولي . وتجدر الاشارة الى انه من الامور المهمة في هذا الموضوع هو ان منظمة التجارة العالمية عند تاسيسها منحت العديد من السماحات للبلدان النامية لكي تتمكن من تكييف اوضاعها وتحسين قدراتها التنافسية ، ويظن الكثيرون ان فترات السماح هذه تبدأ في تاريخ انضمام البلد الى المنظمة بينما فترات السماح هذه ابتدأت عند تأسيس المنظمة في سنة 1995 ، وهذا يعني ان البلدان التي تتاخر في الانضمام الى المنظمة ستواجه شروطا اكثر صرامة من البلدان التي سبقتها .rnثانيا : انضمام العراق الى منظمة التجارة العالمية: قدم العراق طلب الانضمام الى منظمة التجارة العالمية في سنة 2004 ، وهذا يتطلب ان تقدم الحكومة العراقية الوثائق المتعلقة بقطاع الزراعة والخدمات اضافة الى الحواجز التقنية التي تواجه قطاع التجارة الخارجية والامور المتعلقة بالصحة والملكية الفكرية...الخ، وكل ذلك يتطلب تقديم خطة عمل تشريعية لما تنوي الحكومة اجراءه من تغيير في الجوانب التنظيمية والتشريعات بما يتناسب مع شروط الانضمام الى المنظمة .ومن اهم المزايا التي يمكن ان يحصل عليها العراق عند انضمامه الى المنظمة هي:1- جذب الاستثمارات الاجنبية : تاثرت البنية الاساسية للاقتصاد العراقي كثيرا بسلسلة الحروب وسنوات الحصار الاقتصادي التي استمرت على مدى عقود عدة وما نتج عنها من دمار بحيث اصبح العراق بحاجة الى الاستثمار في جميع المجالات في الوقت الذي يعجز فيه الاستثمار المحلي عن تلبية هذه الاحتياجات . ويحتاج الاستثمار الاجنبي الى بيئة مستقرة، وتوفر التشريعات الملائمة لممارسة انشطته . وفي حال تلبية العراق لشروط الانضمام للمنظمة العالمية فانه سوف يوفر بيئة جاذبة للاستثمارات الاجنبية وهذا سوف ينتج عنه زيادة في حجم التجارة الخارجية كما ان زيادة الاستثمارات سوف تساعد في تنويع الاقتصاد بحيث يمكن للعراق ان لا يعتمد على النفط كمصدر وحيد للدخل .2- فتح اسواق وفرص جديدة امام المنتجات العراقية : كان للعراق قبل عقود عدة إمكانات في صناعات عدة وتتمتع بسمعة جيدة في الاسواق الخارجية مثل صناعة الغزل والنسيج وصناعة الجلود وصناعة الاسمنت والبتروكيمياويات و الصناعات الغذائية وغيرها إضافة الى المنتجات الزراعية كالتمور والثروة الحيوانية ...الخ وكان لها اسواق خارجية وصادراتها تنمو باستمرار، الا ان السياسات الاقتصادية التي جرى تنفيذها ادت الى تذبذب الانتاج وتدهوره بصورة مستمرة مما ادى الى فقدان القدرة على التصدير . ومن الممكن استعادة مكانة العراق التجارية بعد الانضمام الى المنظمة وحصول الصناعة العراقية على فرص التطوير والتحديث بالمستوى الذي يجعلها قادرة على المنافسة عالميا .3- الانفتاح على الخدمات واتاحة فرص جديدة لموردي الخدمات: بسبب الظروف التي تم عرضها فان العراق متخلف جدا في مجال الخدمات وان الانضمام للمنظمة العالمية سوف يتيح فرصا عدة لموردي الخدمات في مجالات مثل المصارف والتامين والاتصالات وغيرها .4- حماية مصالح العراق عبر جهاز تسوية النزاعات في المنظمة: يعتبر التفاهم على حل النزاعات في المنظمة من واهم الانجازات للمنظمة كما يعتبر جهاز المنظمة لتسوية النزاعات من أحدث أ
مزايا انضمام العراق لمنظمة التجارة العالمية
نشر في: 26 إبريل, 2010: 06:16 م