TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: قُـمْ للمعلّمِ

العمود الثامن: قُـمْ للمعلّمِ

نشر في: 17 فبراير, 2019: 09:26 م

 علي حسين

في فرنسا بلد العجائب والغرائب ظهرت خلال الأشهر الماضية حركة احتجاج أطلقت على نفسها اسم "الأقلام الحمراء"، يقودها عدد من المعلمين يعملون بالقول الشائع "عندما يغضب المعلم فإنه يخرج القلم الأحمر". ، ومعلمو فرنسا يلوّحون بأقلامهم الحمر ليس ضد الطلاب ولا لتعطيل الدراسة ، وإنما احتجاجا يهدف الى إعادة الاعتبار لمهنة التعلم ، والتقليل من عدد الطلبة في الفصل الواحد ،. وقد كتب المعلمون منشورات على صفحات الفيسبوك منحوا من خلالها درجة صفر لوزير التربية ، الذي لايريد أن يدرك المخاطر التي تواجه التعليم في فرنسا .
في السنوات الماضية كنت مثل ملايين العراقيين ، أتعاطف مع مطالب المعلمين في تحسين أحوالهم المعيشية باعتبارهم يمثلون نخبة المجتمع، ولكني مع هذا كنت أسأل نفسي في كل يوم وأنا أشاهد تظاهرة في إحدى المحافظات ، أين هم المعلمون ، أين دورهم، لماذا لم يساهموا منذ سنوات في إشعال الغضب ضد الفساد والمحاصصة الطائفية والخراب الذي عشّشَ في المؤسسات التربوية ؟.
كان سارتر قد عيّن معلماً بعد تخرجه ، وفي إحدى التظاهرات قال للشباب "إننا معشر المعلمين من سنصنع التغيير لفرنسا، لأننا نعبّر عن مشاعر ومطالب أجيال كاملة "، في معظم بلدان العالم يقف المعلم في طليعة النخب التي تطالب بإصلاح أحوال البلاد وعلى رأسها التعليم . أما في العراق فقد يأخذ البعض على هذه الشريحة المهمة أنها ظلت تقف معظم الوقت في منطقة رمادية ليست لها معالم واضحة، في الوقت الذي كان بإمكانهم أن يحركوا المياه الآسنة في "بركة" التعليم والسياسة والمجتمع ، ولهذا أعتقد أن إضراب المعلمين يجب أن يوجّه ضدّ الطبقة السياسية التي أهملت التعليم وظلت برغم الميزانيات المليارية تشكو الافلاس ، فلا مدارس حديثة ، ولا تعليم متطور ، ولاحقوق لصغار الطلبة مثل باقي بلدان العالم ، وأموال طبع الكتب يتقاسمها النائب الهمام مثنى السامرائي مرة مع جماعة أسامة النجيفي ومرات مع أصحاب سليم الجبوري .. بلد يعاني فيه التعليم من إهمال وغفلة ونضع على رأس سلطته التعليمية " وزارة التربية " مسؤولين ينتمون الى أحزاب دينية تطالب بفرض الحجاب على الصغيرات في المدارس ، لابد له أن يكون في المراكز الاولى على لائحة الفساد العالمي حيث يتعيّن على كل مواطن أن يقدم رشوة كلما خطت قدماه باتجاه إحدى مؤسسات الحكومة .
تصنّفنا الدراسات الدولية في خانات التعليم المتدهور ومنظومات التخلف. ومُنحنا في السنة الماضية صفر في تصنيف الجودة في التعليم ، الذي من اجله يجب ان نتظاهر ونحتج .. لنقول بعدها لطلبتنا بصوت واحد : قُـمْ للمعلّمِ .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram