علي حسين
منذ سنوات وهذا الشعب الجاحد ، يعتدي على حقوق نوري المالكي في البقاء على كرسي السلطة إلى أبد الآبدين ، ويرفض أن يُمنح أسامة النجيفي وسام الرافدين لجهوده في تحرير الموصل ، ويسخر من الاستعانة بحنان الفتلاوي في مكتب رئيس الجمهورية ويحسدها على شرائها " بمالها الحر " قناة آسيا ، وتجده ، وأعني الشعب يولول ويتبرّم كلما قيل له إن حسين الشهرستاني وضع العراق في مصاف الدول الأولى في إنتاج الطاقة ، وأن الخطط الامنية التي كان يضعها عدنان الأسدي تدرّس اليوم في أكاديمية ساندهيرست العسكرية البريطانية ، وأخذت الألسن تلوك في سيرة أحمد الجبوري " أبو مازن " المسكون بإقامة دولة القانون ، لأنه أشرف على شراء منصب رئيس مجلس النواب ، وبالتالي قدّم خدمة جليلة إلى هذا الشعب الذي لايريد أن يحمد الله على نعمة محمد الحلبوسي .
ولهذا أجد نفسي متعاطفاً مع ساستنا " الميامين " وهم يجدون أنفسهم حائرين بين الولاء لطهران وأنقرة والدوحة والرياض ، وبين بطر هذا الشعب الذي لايريد أن يقدّم شكراً للقيادة السياسية التي اجتمعت وخططت ثم قررت أن " تدلل " هذا الشعب بأن تمنح كل مواطن " نصف كيلو غرام من العدس " ، في الوقت الذي لايجد المواطن الياباني من يعطف عليه ولو بربع كيلو طحين صفر !
كنتُ قد حدّثتكم في هذه الزاوية، ماذا تفعل وسائل الإعلام عندما تكتشف أن مسؤولا كبيراً قصّر ولو بشكل بسيط في عمله ، ولا أريد أن أذكركم بحكاية نائب رئيس وزراء بريطانيا الذي استقال من منصبه، لأنّ أحد أفراد الشرطة قال للصحافة إنه وجد قبل سنوات في اللابتوب الخاص بالمسؤول الكبير صوراً فاضحة ، فكان لابد أن يعتذر الرجل ويذهب إلى بيته مشيّعاً بسخرية الرأي العام.، وبالامس كدتُ أختنق من الضحك على سذاجة نائب في البرلمان السلوفيني اعترف لوسائل الإعلام انه لم يدفع ثمن شطيرة "ساندويتش" أخذه من أحد المطاعم ، وبرر ما فعله إنه استاء من "إهمال العاملين في المحل له"، وبعد هذا الاعتراف أعلن استقالته ، وستقولون حتما يارجل يابطران ، هل هذا الخبر يجعلك تسقط على ظهرك من الضحك ..نعم ياسادة لأننا عشنا وشفنا مسؤولين سرقوا المليارات تحت سمع وبصر الحكومة ، لكنهم لايزالون يطلبون من الشعب أن يهتف لهم في الساحات ، ولأنني مواطن جاهل لم أكن أعي أن في هذه البلاد لم يعد مسموحاً للمسؤول أن يعتذر لهذا الشعب ، حتى وان وضع البلاد على اعلى درجات سلم الخراب .