الرئيسية > أعمدة واراء > شناشيل: حملة المخابرات ناقصة..

شناشيل: حملة المخابرات ناقصة..

نشر في: 20 فبراير, 2019: 07:53 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

الحملة التي شرع بها جهاز المخابرات في الأيام الأخيرة للكشف عن منتسبيه، أو مدّعي الانتساب إليه وإلى ديوان مجلس الوزراء وسواه من دواوين الدولة العليا من أجل الابتزاز ببيع مناصب رفيعة، هي حملة جيدة جداً ومتوجّبة للغاية، فالممارسة المستهدفة هي من الممارسات الخطيرة التي تفاقمت بمرور الأيام إلى ظاهرة في "العراق الجديد" (الإسلامي!)، قائمة منذ عهد الحكومات السابقة، وكثير من الناس، بمن فيهم إعلاميون وقادة رأي، تحدّثوا فيها بالصوت العالي، من دون فائدة حتى لخّيّل إلينا أنها ظاهرة قد وُجدت لتبقى بفعل فاعل أو فاعلين داخل الدولة وخارجها برغم أنوفنا.
الحملة جيدة ومتوجّبة في سبيل مكافحة الظاهرة أولاً، وجيدة ومتوجّبة أيضاً لأن من حقّ الناس أن يتعرّفوا إليها عن قرب بالتفاصيل في سبيل المساعدة في مواجهتها ومكافحتها.
لكن ثمّة ملاحظات عليها فما ظهر لنا حتى الآن في إطار الحملة عدد محدود من الأشخاص ( ثلاثة أو أربعة) يتحدثون من تلقاء أنفسهم فيما المفروض أن يجري توجيه الأسئلة الاستيضاحية التي تساعد أجوبتها في كشف الحقيقة وإعلام الناس بأساليب هؤلاء المجرمين في الابتزاز.
الشيء الآخر المهم ألّا يقتصر أمر الحملة على منتسبي جهاز واحد في الدولة، فنحن نعرف أنّ هنالك نظراء، وربما شركاء، لهم في سائر الوزارات والأجهزة الحكومية والنيابية والمحلية الأخرى، وأن ثمة مئة شكل وشكل للابتزاز.
هناك أيضاً بالفعل أشخاص يعملون في الدواوين العليا، وليسوا مجرّد مدّعين، ويستغلّون مواقعهم لبيع الوظائف والامتيازات وتسهيل المصالح .. هؤلاء جميعاً من اللّازم ملاحقتهم وكشفهم أيضاً، فالمكافحة لا يمكن لها أن تكون وأن تنجح إذ تقتصر على "ناس وناس".
من المهم كذلك ألّا تنحصر الحملة في هؤلاء الأشخاص القائمين بالأفعال الجرمية مباشرة، فثمة مَنْ ساعدهم في الحصول على الوثائق اللازمة وثمة من ساعدهم في الوصول الى بعض "المقامات" الرسمية .. هؤلاء من الواجب فضحهم، فبخلاف هذا سنكون كمن يعالج الحمّى أو وجع الرأس بأخذ حبوب باراسيتومول عند الإصابة بالالتهاب من دون تناول دواء مضاد للالتهاب نفسه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض اربيل للكتاب

الأكثر قراءة

قناطر: العالم يتوحش .. المخالبُ في لحمنا

العمود الثامن: قوات سحل الشعب

"الحشد الشعبي"... شرعنة التشكيل بوظائف جديدة

كلاكيت: "ندم" وعودة الفيلم الجماهيري

الحاكم بمنظور إمام سلطة الحق

العمود الثامن: المتشائل

 علي حسين أعترف أنّ الكتابة اليومية تتطلب من صاحبها جهداً كبيراً، فصاحب النافذة اليومية مطلوب منه أن يُقدِّم شيئاً يتجاوز ما اطلعت عليه الناس في الأخبار، وشاهدته من خلال الفضائيات، فالعبور إلى جسر...
علي حسين

(50) عاماً على الحرب الأهلية اللبنانية حياةً بين قذيفتين

زهير الجزائري 2 بين القتال والهدنةً القصيرة تغيرت الحياة الاجتماعية. لقد قضى الناس أياماً طوالًا في الملاجئ. نساء ورجال حشروا في مكان ضيق. شبان لم يعرفوا السياسة و ما أرادوا أن يعرفوها انفصلوا عن...
زهير الجزائري

اشكالية السياسة والتعصب تحليل سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح المفهوم الشائع عند العراقيين بمن فيهم الكثير من المثقفين ، ان المتدينين يكونون متعصبين والمثقفين متحررين وغير متعصبين ، فهل هذا صحيح ام فيه رأي آخر ؟ لنبدأ بتحديد المفهوم...
د.قاسم حسين صالح

باليت المدى: كرسي مكسور الساق

 ستار كاووش عندَ لقائي ببعض الناس أفاجئ ببعض التفاصيل الصغيرة التي تُشير الى نوع من الكسل واللامبالاة وعدم إيجاد الحلول حتى وأن كانت صغيرة. فرغم إنغماس أحدهم بتعديلِ صُوَرِهِ ببرامج الفوتو شوب كي...
ستار كاووش
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram