البصرة/حسين العاملفي سابقة لم تشهدها الاوساط الثقافية والفنية العراقية، ألغت اللجنة المشرفة على تنظيم مهرجان الاغنية الريفية الثالث المقام في مدينة  البصرة، فعاليات المهرجان المذكور قبل ساعة واحدة من موعد انطلاقه، وذلك استجابة لضغوط من جهات حكومية متشددة في مدينة البصرة ، ما حال ذلك دون تقديم 16 فرقة موسيقية تمثل 12 محافظة عراقية فعالياتها الفنية والموسيقية، التي تدربت عليها لعدة اشهر ضمن خطة سنوية اعدتها وزارة الشباب والرياضة لهذا الغرض .
يقول مدرب الفنون الموسيقية في وفد ذي قار لمهرجان الاغنية الريفية الثالث الملحن علي عبد عيد : ان ادارة المهرجان قررت إلغاء المهرجان ومنعت تقديم الفعاليات الغنائية والموسيقية قبل ساعة واحدة من انطلاق المهرجان المذكور. واضاف: " فوجئنا بمنع الفرق المشاركة من تقديم عروضها وفعالياتها الموسيقية والغنائية التي كان من المقرر لها ان تتواصل على مدى ثلاثة ايام في مدينة البصرة " . وزاد: لقد ابلغتنا الجهة المنظمة ان قرارا من وزارة الشباب قد صدر الجمعة بإلغاء المهرجان ، وتابع عيد: لقد جاء قرار الالغاء نتيجة ضغوط مارستها جهات متشددة في مجلس محافظة البصرة، تجد في اقامة المهرجان تعارضا مع القيم الاسلامية . مشيرا الى ان فرقته كانت تعتزم تقديم وصلتين غنائيتين من التراث الموسيقي لمحافظة ذي قار احداهما لداخل حسن والاخرى لحضيري ابو عزيز .وقال مشارك اخر طلب عدم ذكر اسمه خشية من عقوبات ادارية محتملة:لقد كانت القاعة مهيئة في مركز شباب الاصمعي لانطلاق فعاليات المهرجان، وكانت مديرية شباب ورياضة البصرة قد استكملت الاستعدادات كافة وتسمية اللجنة التحكيمية، لكن في الساعة الثالثة من عصر يوم الجمعة موعد انطلاق المهرجان قررت وزارة الشباب إلغاء المهرجان، وعبر اتصال هاتفي مع مدير الشباب والرياضة في البصرة ، ما خلق ذلك حالة من التذمر والاستياء بين اعضاء الفرق المشاركة وخاصة بين الفئات العمرية من الشباب، الذين كانت لديهم رغبة كبيرة في المشاركة واحياء التراث الموسيقي لمدنهم . وعد المصدر قرار إلغاء المهرجان في اللحظات الاخيرة من موعد انطلاقه ظاهرة غير حضارية وتدخل غير مبرر من جهات متشددة تعمل على فرض قناعاتها المتخلفة على مجمل الحياة الاجتماعية . مشيرا الى ان تلك الخطوة  تؤشر تراجعا في مستوى الدعم الحكومي للفعاليات والانشطة الفنية، لافتا الى ان المهرجان يعد من المهرجانات السنوية التي تقيمها وزارة الشباب والرياضة لاحياء التراث الغنائي والموسيقي في المدن العراقية، وضمن خطة سنوية معدة لهذا الغرض، حيث اقيم المهرجان ذاته في حزيران 2009 وفي محافظة البصرة نفسها.ومن جانبه عد الكاتب والمخرج المسرحي عباس منعثر إلغاء فعاليات المهرجان ومنع الفرق الموسيقية من تقديم نشاطاتها الفنية والموسيقية عودة الى ما وراء المربع الاول، مؤكدا ان الاستجابة لرغبات الجهات المتشددة في إلغاء المهرجانات الفنية والغنائية هو تمهيد لإلغائها في جميع المحافظات العراقية، وهو ما ينذر بالخطر الشديد ويهدد مجمل مفاصل الحياة الاجتماعية . واضاف: " اليوم يمنعون الموسيقى وغدا سيتمادون ليمنعوا الكثير من القضايا التي كفلها الدستور " في اشارة الى عدم دستورية الاجراء الذي تبنته وزارة الشباب والرياضة ومجلس محافظة البصرة .وقال منعثر: ان مصادرة الحريات تبدأ بخطوة متواضعة تتبعها بعد ذلك خطوات اكبر لوأد الحياة، منوها الى ان الامر لا يتعلق بمنع اغنية او مهرجان موسيقي، وانما في الية تفكير المجموعة التي مارست الضغط لمنع مثل هكذا مهرجان . وتابع منعثر: والسؤال هو: لماذا يتم الاهتمام بالامور الشكلية فقط  وتجاهل ما هو اكبر من قضايا الفساد والفقر والبطالة وبؤس حياة المهجرين؟ومن الجدير بالذكر ان مجالس محافظات اخرى اتخذت قرارات مشابهة تتعلق بالتجاوز على الحقوق الشخصية للفرد التي كفلها الدستور ، كما حدث من منع الفرقة القومية للفنون الشعبية من تأدية وصلاتها اذ كانت برفقة الفنانات ، فضلا عن منع بيع وتداول المشروبات الكحولية وسجن المخالفين ، وقد اعرب اكثر من حقوقي ان اجراءات مجالس المحافظات غير دستورية.