علي حسين
لا تسألوا السيد نوري المالكي عن عائدية الارض التي بنى عليها قاعته الكبيرة " الأبرار" ، وكيف أنه وعد العراقيين بأن لايبقى واحد منهم من دون سكن ، اسألوا أصحاب المشاريع الوهمية الذين أخبرونا أنّ العراق سيتحول إلى يابان اخرى ، إن لم يتقدم عليها .
في شريط فديو أرسله لي الصديق الكاتب سعد سلوم بعنوان " الحرب الناعمة ..العراق أُنموذجاً " ، يظهر لنا محاضر اسمه " جواد طالب" يخبرنا بكل أريحية أن جميع المتظاهرين في العراق يعانون من الشذوذ ..ثم يتوقف قليلا ويقول اعذروني ياجماعة إني أتلفظ بمثل هذه الكلمات .. لتذهب الكاميرا " زوم " إلى أحد الذين يجلسون في الصفوف الاولى من قاعة " الأبرار " التي أنشأها السيد نوري المالكي ليقيم بها ندوات تحريضية ضد كل من يرفع شعار محاسبة الفاسدين ، وكان الاولى ان تتحول هذه الارض الى مجمع سكني او مستشفى او حتى مدرسة ، واعود الى في زوم الكاميرا حيث يظهر امامنا خطيب حزب الدعوة عامر الكفيشي الذي لايزال يعتقد أن أميركا تشجع الشيوعيين على سرقة الحكم من " جماعته " ، وأن قلة الخدمات وعدم إنجاز مشاريع الماء والكهرباء والسكن، كلها مسؤولة عنها أميركا، لأنها ساندت الشيوعيين الكفرة، الذين لايريدون الخير لهذا البلد " المؤمن !
المحاضر الذي أسمع باسمه للمره الأولى ، انتابته حالة من الدروشة وهو يصرخ لمذا تسمحون لهم باقامة المهرجانات الموسيقية والغنائية ، ثم يقرر ان يتحول من محاضر الى خطيب منبر ليشن هجوما على كل من يرفع شعار الاختلاف والتنوع ، فبنظره كل هؤلاء الشباب انما إنما يريدون أن يحولوا العراق الى بلد فاجر تستباح به الفضيلة والأخلاق ..ولأن المحاضر قدوته في الحياة عامر الكفيشي ، فإنه يذهب بعيدا لبخبرنا أن الاميركي جان شارب صاحب الكتاب الشهير " من الدكتاتورية إلى الديمقراطية " ، يريد ان ينشر الفسوق في العراق، ويعترض المحاضر " الهمام " على مفاهيم في كتاب جان شارب ، عن التظاهر السلمي والاحتجاج ، والمطالبة بالحقوق ،فهذه كلها أمور غير شرعية ولايجوز التعامل بها .
لايزال جان شارب يبتسم وهو يضع على مكتبه صورة للمهاتما غادي ، فهو ملهمه في المقام الاول ، ويجد في أفعاله وحياته تحليلاً سياسياً عملياً عن الحراك السلمي كوسيلة لممارسة الحقوق .
السيد المحاضر وهو يتلمظ بكلمات مثل العفة والشرف ، ويبكي على بغداد التي يتظاهر فيها الشباب تحت نصب الحرية فيرتكبون الآثام بحسب قوله ، هو التعبير الحيّ عن فقدان قانون يرسم العلاقة بين المواطن وأحزاب الإسلام السياسي .