سامي عبد الحميد
1-2
كان مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي ومايزال أكثر المهرجانات المسرحية العربية أهمية واتساعاً منذ تأسيسه قبل خمس وعشرين سنة . وتتمثل أهميته في تنوع العروض المسرحية المشاركة من حيث الأساليب والمضامين والهوية . ويتمثل الاتساع في شموله مشاركات من العديد من البلدان العربية والاجنبية ولا يشاركه في هذا سوى مهرجان أيام قرطاج المسرحية في تنونس .
عندما أدركت الإدارة الجديدة للمهرجان بأن العديد من المسرحيات المشاركة لا تنتمي إلى ما يسمى (المسرح التجريبي) أضافت إلى عنوانه كلمة (المعاصر) ليصبح (مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي) . شارك المسرح المصري بست مسرحيات كانت أبرزها (الطوق والإسورة) المعتمدة على التراث الشعبي وركزت مسرحية (قهوة سادة) على نقد المجتمع الذي فقد الكثير من قيمه . وكانت مسرحية (سنووايت) موجهة للأطفال .
من العروض العربية التي تناولت في موضوعاتها تأثير الحروب وما تخلّفه من خراب ودمار ، قدم المسرح العراقي مسرحية مثال غازي (رائحة حرب) من إخراج عماد محمد وقدمت فرقة المسرح الكويتي (صدى الصمت) من تأليف العراقي الراحل (قاسم مطرود) وإخراج فيصل العميري وتتحدت عن حالة الاغتراب بسبب الحروب . ومن فلسطين قدمت (فرقة مسرح الحرية بمخيم حنين) مسرحية (مرَّوح ع فلسطين) من تأليف نبيل الراعي وإخراج ميكانيلا ميراندا من البرتغال وتتعرض المسرحية للواقع الذي يعيشه الفلسطينيون في بلدهم المحتل . ومن العروض العربية الأخرى قدم المخرج العراقي جواد الأسدي مسرحية (الخادمتان) المعدة عن نص لجان جينيه شاركت في تمثيله ممثلتان من المغرب ومن المغرب أيضاً قدمت فرقة (مسرح أكون) مسرحية (صولو) اخراج محمد الحر ، ومن الاردن قدمت فرقة (المسرح الحديث) مسرحية (هاملت بعد حين) معدة عن نص للراحل ممدوح عدوان وإخراج زيد خليل . ومن إمارة الشارقة قدم غنام غنام مسرحيته (ليللك ضحى) . ومن تونس قدم فاضل الجعايبي مسرحية جليلة يكار (عنف) .
كان هناك عدد من العروض المسرحية شارك في إنتاجها عناصر من بلدان مختلفة ومنها مشاركة سورية ألمانية في عرض مسرحي راقص بعنوان (حضرة حره) . ومشاركة تونسية كندية في (شغف) ومشاركة جزائرية فرنسية في (الحارقون) وقدمت فرقة من سويسرا عرضاً مسرحياً مبتكراً في افتتاح المهرجان يعتمد بالدرجة الأولى على استخدام الأغطية البيضاء لتكوين أشكال متنوعة يركبها فنانون اعتماداً على حركات الأذرع والسيقان . وقدمت فرقة من جورجيا عملاً مبتكراً أيضاً سمته (مسرح الأصابع) اعتمد كلياً على حركة أصابع اليدين شكلت رقصات وطنية لمختلف البلدان ومنها رقصة (زوربا) اليونانية ورقصة (الكان كان) الفرنسية . وربما كان ذلك العمل هو الأبرز في المهرجان . ومن الأعمال المبتكرة أيضاً مسرحية (بلا أقدام أو رأس) لفرقة من المكسيك مكونة من أربعة ممثلين قدموا عرضاً مثيراً على منصة مربعة مساحتها متر × متر معتمدين بالدرجة الأولى على الكلام وعلى الإيماءة وتغلب في العرض الجانب الكوميدي . ومن روسيا قدمت فرقة (سناس تامين) عرضاً كوريوغرافيا مثيراً شارك فيها عدد كبير من الراقصين عبروا بحركاتهم عن مقاطع عديدة من سمفونية موسيقية بعنوان (سنفوريا أسي كوارك) من تأليف الموسيقار (ستاس نامين ) وتغلب على العرض طابع الاطناب .