TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: 50 إيزيديّة يرسمنَ بدمائهنَّ خريطة العراق

العمود الثامن: 50 إيزيديّة يرسمنَ بدمائهنَّ خريطة العراق

نشر في: 26 فبراير, 2019: 09:58 م

علي حسين

درسَ المعرّي أشعار أبي الطيّب المتنبي ، وحفظها وكل ذلك في إعجاب وحب ، وكان المعري يعرف أن المتنبي مجبر على المديح ، فأسرف في مديحه ، وذهب أبعد من ذلك حين رأى في كل ما كتبه من شعر معجزة ، فسمى ديوانه "مُعجز أحمد".
يعذرني القارئ الكريم على العودة بين الحين والآخر إلى رفوف الكتب ، وما تفرضه هذه العودة من المقارنات، فكلما حدث حادث غريب ومثير على أرض الغرائب والعجائب التي كانت تسمى من قبل " بلاد ما بين النهرين " ، أستذكر ما خطته أقلام بعض عباقرة هذه الأرض ، وأعود إلى عمنا " أبو الطيب " وأردد معه : " كفى بكَ داءً أنْ ترَى الموْتَ شافِيَا.. وَحَسْبُ المَنَايَا أنْ يكُنَّ أمانِيَا " ، لن نشفى أيها الشاعر، لأننا لانزال نعيش عصر النواب " الضرورة " ، بعد أن انشغلت صفحات الفيسبوك بحصول عدنان الاسدي على شهادة الدكتوراه في القانون الجنائي ، وقبل هذا كان الاسدي قد قدم هدية ثمينىة للعراقيين " جهاز فحص الشامبو " !
أيها القارئ العزيز ، استمع إلى تصريحات العديد من ساستنا وستعرف لماذا أعود دوماً إلى رفوف الكتب ، فكم بنا من المضحكات ولكنه ضحك أمرّ من البكاء ، حين نجيّش الجيوش ونتظاهر من أجل نساء البحرين ومعاناة أهل اليمن ، ثم نضع رؤوسنا في الرمال عندما يتعلق الامر بمواطن أيزيدي او مسيحي ، في الوقت الذي تنشغل فيه كبرى صحف العالم بأخبار 50 امرأة إيزيدية عراقية قامت عصابات بقطع رؤوسهن ، من دون كلمة رثاء سياسية واحدة ، ويؤسفني شديد الأسف، أن تتعاطف صحافة العالم مع كارثة نساء هذا البلد ، على إنها قضية إنسانية كبرى ، فيما يعتقد همام حمودي أن العراقيين يعيشون أزهى سنواتهم ! .
من منكم سمع أو قرأ في الاخبار أن مسؤولاً حكومياً انتفض وتأثر لقطع رؤوس 50 امرأة إيزيدية من قبل عصابات داعش ، نتحدث عن شباب يعانون البطالة والإهمال ، فيضحك منّا الساسة ، ويقولون ما بالكم لاترون الظلم الذي يتعرض له متظاهرو البحرين ، نُصرّ على أن نرفع راية الدفاع عن اخوان تركيا ومصر وتونس ، ولا نعترف بالكوارث التي يعيشها هذا الشعب.
عذراً أبا الطيّب لأنني شغلتك بمشاكل أهلك ، وأنت الذي علّمتنا " ألاّ يثيرني الصغار على العِظام " ، أحب أن أقول لك ،إننا والحمد لله استبدلنا صرخات الإيزيديين ولوعة المسيحيين ، وبكاء الأمهات الثكالى ، بضحكة محمد الحلبوسي التي صفّق لها نوّابنا الأفاضل !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: صنع في العراق

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

 علي حسين عاش العلامة المرحوم محسن مهدي ينقب ويبحث في كتب التراث ويراجع النسخ المحفوظة في مكتبات العالم من حكايات ألف ليلة وليلة، ليقدم لنا نسخته المحققة من الليالي، يقول لنا فيها إنّ...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

التكامل الاقتصادي الإقليمي كبنية مستدامة للواردات غير النفطية

ثامر الهيمص المرض الهولندي تزامنت شدته علينا بالإضافة لاحادية اقتصاديا كدولة ريعية من خلال تصدير النفط الخام مع ملف المياه وعدم الاستقرار الإقليمي. حيث الاخير عامل حاسم في شل عملية الاستثمار إجمالا حتى الاستثمار...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram